~بِـــدَايَــــةَ~

753 26 19
                                    

لَـا حَــاجَــةَ لِــلْــنَــبِــيذِ مَــا دَام لَــدَي ثَــغْــرُكْ.
______________________________________

في احد البيوت بمدينة بِرغَامو الايطالية ، داخل ذلك المنزل الذي خَيمَ عليه الحزن.

جلس ذلك الرجل بحزن على الارضية ،عيناه الزرقاء اصبحت حمراوتان كالدماء ، احتضن الجسد الصغير الذي كان نائما ، استنشق رائحة شعره متذكرا الفتاة التي كانت تحمل نفس الرائحة.

انقبض قلبه بألم وحزن ، اغمض عيناه يحاول التناسي والهروب من هاذا الشعور المؤلم ،افتك به التعب ، ونام بعمق.

وقد كانت هذه اول مرة ينام منذ ثلاثة أسابيع طويلة ومؤلمة ومرهقة.....

---------------------------------------------------
فتح عيناه بتعب ، تنهد وهو يرى ابنه مازال نائما ،نهض من الارض الباردة ، مدد يداه بألم وتوجه لدورة المياه.

كان يستحم وهو ينضر للمياه الدافئة تتساقط على جسده لتلمس بشرته البيضاء برفق ، اوقف المياه ونضر في المرأة .

عيناه الزرقاء كانت ذابلة ومنتفخة قليلا اثر البكاء ، شفته كانت متشققة ووجه اصبح اصفر قليلا، حالته لم تكن تسر الخاطر .

تنهد للمرة الثانية وهو يحمل منشفة ليلفها على خصره ويخرج ، ذهب لغرفته في الطابق العلوي دخلها وسافرت رائحتها لجسده ،عض شفته بألم .

وتجه لرف الملابس فتحه ليرى ملابسها موضوعة بعناية وترتيب ، عكس ملابسه ، اخرج بسرعة بعض الملابس ليغلق الرف .

لم يرد البكاء الان ، عليه ان يكون قويا من اجلها ومن اجل ابنه ومن اجل نفسه.....

خرج بعد ان ارتدا ملابسه ، ابتسم عندما رأى الذي يلعب بالعابه بهدوء .

تقدم منه قليلا بدون ان يشعر ليدغدغه وهو يضحك على نجاح خطته.

"ابي توقف!!"اردف الصغير وهو يضحك بصوت عال .

" هههه! لن اتوقف " قال بعناد وهو يبتسم ويضحك ،كان ابنه هو مصدر السعادة الوحيد الذي لديه الان.

"هاا! ارجوك ابيي!" ترجى والده وهو يضحك ،
توقف عن دغدغة ابنه وعانقه ، استنشق رائحته الجميلة.

حَـلاّمْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن