...

133 14 43
                                    


-

صوت قطرات المطر تضرب بزجاج النافذة بتبعثر فوضوي و تلك الموسيقى الهادئة الخارجة من ذلك الهاتف الموضوع على سطح مكتبٍ دراسيٍ صغير تجلس صاحبته أمامه تكتب شيئاً معتمدةً ‏على إضائة مصباحٍ مكتبيٍ صغير بسبب عتمة الغرفة وظلام الخارج بسبب الأمطار الغزيرة ذات الرعد المدوي.

تقبع تلك الفتاة على كرسييها تخط بقلمها شيئاً على دفترٍ وردي مزين بعلاماتٍ و ملصقات متنوعة..أنهت الكتابة و نظرت لما كتبته بانشراح ثم همت لإقفال تلك الصفحة التي كتبت بداخلها التالي:

2023 غرة أكتوبر

صحيحٌ أنَّ هذه الأيَام قاسيةٌ و أصبحَ من الصعبِ أن يركز الشخصُ وسط كل هذه الفوضى لكنني..أشعرُ بقربِك مؤخراً.
يكفي أنني يمكنني الحديثُ معَك بأي لحظةْ، و الإفصاحُ عنْ كلِ ما بِداخِلي دفعةً واحدةً دونَ أن يقاطعنَي أحدْ.

كلَ ليلةٍ أجلسُ هُنا وحدِي بغرفتِي و أحكي لك عنْ يومي و عن كلِ الذي حدثَ معِي من بداية الطَرِيقِ لآخره...
عن العمِ مايك السائق وهو يوصلني للكلية بسيارته، وعن جلوسي اليومي بالمقعد الخلفي الأيسرِ قرب النافذة و أسرح بالطريق و أخرج يدي بين الفينةِ و الأخرى.
أحب أن أرى ملامح الناس، فمن يدري لربما أجِدكَ صدفةً!

أتعلم..
العم مايك هو سائقنا أنا و قريباي جان و آرمين منذ أيام الثانوية، كثيراً ما كانَ يَحكِي لنا عنْ قصتِه هو و زوجته الراحلةُ بيلا...كنا نحفظُ القصة عنْ ظهرِ قلب و نعلم أنها توأم روحه و رفيقةُ دربه التي خطت معه الكثيرَ.
لكن لا زال العم مايك يحكي لنا عنها -و كأنها أول مرة يفعلهَا- و بكل مرةٍ نرى عيناهُ تلمعان و أحياناً يواري عنَّا دمعةً كانتْ قد خانته و سالت لخده.

أريدك فقطْ أن تحبني كما يحبُ العم مايك زوجته الراحلة، تعرف هذا صحيح؟

عندما أصل للجامعة أجد صديقي إيرين بانتظاري، حكيتُ لكَ عن إيرين لاَ؟ هو صديقي المفضل، لا لا ربما هو أكثر من ذلك حتى.

هو ذلك النوع الذي يرشدني للطريق الصحيح عندما أخطئ و يربط لي شريط حذائي عندما يكون مفكوكاً..لن تشعر بالغيرة صحيح؟
أساساً أنت الذي سيربط لي شريط حذائي عندما يكون مفكوكاً بعد أن ألتقيك، و يستحسن أن تكون تعرف كيفيةَ فعل ذلك..فلا يعقل أن كلانا لا يعرف كيف يربط شريط حذائه!

بعدها نذهب للمحاضرات، أنا شخصياً بين كل محاضرةٍ وأخرى أفتح دفتري لأكتب لك سطراً أو اثنين..أعرف أنك ستحب هذا الأشياء التي كتبتها لك -و ستشكرني- عليها لاحقاً.

عند الإستراحة نذهب للكافيتيريا، أنا طبعاً أحب الكعك و مستعدةٌ لأكله طيلة أيام السنة.
انتبه فبعد زواجنا سنأكل كعكة شوكولا كل يوم، و كما أشرب يومياً الكاكاو الساخن الذي أحبه..أنت ستحبه و تشربه معي اتفقنا؟؟

حلم - Dreamحيث تعيش القصص. اكتشف الآن