الفصل الثاني :الانصهار

54 1 1
                                    

كان الليل ينساب ببطء في مدينة لورينتسا، و الهدوء يلقي بضلاله  على أزقتها المتعرجة والمظلمة. لم يكن هناك سوى ضوء خافت يتسلل من بعض النوافذ المغلقة، فتكون الشوارع تحتضن غمامات الظلام. وفي هذا الظلام العميق، كان أدريان، شاب ذو عقل متفتح وروح مغامرة، يستكشف معنى أعمق للحياة.

لكنه لم يكن يبحث عن المعنى في الأشياء العادية، بل كان يجوب مكتبته المنزلية الضخمة، بحثًا عن أدلة على وجود مالاكيث، الكائنات الأسطورية التي تقال إنها تعيش في الحدائق الخفية للعالم. كانت مخطوطة قديمة قد وقعت عينيه عليها منذ أيام قليلة، وكانت تحمل في صفحاتها أسرارًا يجب أن تُكشف.

بينما كان يدور أدريان بين صفحات المخطوطة، انبعثت منها أشعة ضوء خافتة تحيط به، وشعر بنفسه يُعبّر عن جاذبية قوية نحو شيء ما. قلبه بدأ ينبض بسرعة مع ازدياد الإحساس بالحماس والفضول. لم يكن يستطيع تفسير ما يحدث، لكنه شعر بأنها لحظة فريدة من نوعها.

في لحظة مفاجئة، اندفعت الأشعة من المخطوطة بقوة، تجاوزت الحدود الورقية وغمرته بلمسة برودة مدهشة. شعر أدريان وكأن جسده يتشكل من جديد، وتتحول أفكاره ومشاعره إلى تجربة فائقة الغموض.

فيما بعد، وعندما بدأت الأشعة تتلاشى ببطء، شعر أدريان بأنه يفقد توازنه، وكأن الأرض تتحرك حوله. وعندما عاد وعيه، وجد نفسه واقفًا في مكان مجهول تمامًا. الأمور كانت غير مألوفة: الألوان تبدو أكثر حيوية، والروائح تشعر بأنها أعمق، وكل شيء ينبض بنبضة مميزة.

لكن كان هذا جزءًا صغيرًا من المفاجأة. عندما نظر إلى مرآة صغيرة بجواره، صدم بما رآه. جسده تغير بشكل لا يصدق، أصبح ذا شعر غامض داكن ينسدل على اكتافه وملابس تتغير حسب
قلبه طارق بقوة، تسارعت نبضاته. كان هذا أمرًا لا يمكن تفسيره.

لم يكن هذا جسده الذي عرفه طوال حياته. كان هو مالاكيث، الكائن الخارق الذي تمنى دائمًا أن يتعرف عليه عن كثب. تذهل أدريان من هذا التحول العجيب، لكنه لم يشعر بالخوف أو القلق. كان يشعر بالانبهار والفضول العميق لاستكشاف هذه الحقيقة الجديدة.

للوهلة الأولى، تجول عيناه في المحيط من حوله، لكنه لم يجد سوى الضباب الكثيف والأشجار الشاهقة المحيطة به. كان يتساءل عما إذا كان هذا هو مكان معين أم مجرد وجهة بداية لمغامرته. وفي هذه اللحظة الدقيقة، سمع صوتًا ضعيفًا يأتي من بعيد.
"من أنت؟" صدح الصوت في ذهنه. "أنا أدريان،" أجاب بفضول. "وأنت؟"

"أنا مالاكيث، ويبدو أنك قد دخلت عالمنا." تعاظمت الأصوات في عقل أدريان، كأنها تنبعث من حوله ومن داخله في الوقت نفسه.

أدرك أنه لم يكن وحده، وأن الصوت الذي يسمعه يأتي من الكائنان البشريان. وفي لحظة، ظهرا امامه رجل ذو
- قوام رياضي يتسم بالقوة والليونة، مع عضلات مظهرة تدل على شجاعته واستعداده للتحديات.
   - وجه حاد يعكس عزمه وتصميمه، مع عيون تنبعث منها حماسة وقوة الإرادة.
   - يرتدي درعًا فارسيًا مصنوعًا بدقة، يحمل تفاصيل دقيقة تجسد شخصيته المقاتلة وقيمه الخالدة
وامرأة - جمال غامض يتجلى في ملامح وجهها الرقيقة، مع عينين بلون الزمرد تشعان بالقوة والسحر.
   - شعر طويل يتدفق بحرية على طول ظهرها، يضفي عليها لمسة من الأنوثة والغموض.
   - ترتدي ملابس مصنوعة من أقمشة خفيفة وألوان طبيعية تعكس طبيعتها القوية والتوازن الذي تمتلكه بين الجاذبية والقوة
اهذان الشخصان الذي سيقتلاني  في اخر المخطوطة التي قراتها

حب في مكان غير متوقع Où les histoires vivent. Découvrez maintenant