cosmos⁴

378 19 12
                                    

أصبح جونقهان متجنبًا للكثرةِ بأنواعها، ويطرد المبالغة من حياته، كطرد العقرب من قن الدجاج.
ولكنه، جوهريًا، رحّب بجوشوا في حياته البسيطة.

أحبه كحبه للموسيقى المراهقين الإسبانية، وكره فراقه ككرهه لمنظر نهش القطة الأم لأطفالها.

حب جوشوا لم يكن مخجلًا، ولم يتردد يومًا بصنع أي تواصل بصريّ معه. كهذه اللحظة بالذات، ينحني ليطبع قبلة على شفتيه.

لم يحمل وجه جونقهان أي تعابير معينة، تنهدات تصدر منه بين الدقائق.

"أُكمِل؟" سأله جوشوا، وتقابله إيماءة جونقهان الإيجابية كردّ.

وعاد شعور الضغط أسفل جونقهان، لم يفهم يومًا كيف له أن يدمنَ ألمًا كهذا الذي يحدثه جوشوا داخله.

حاوط بذراعيه عنق جوشوا، وجعله ينحني ليقبله مجددًا، وهمس "سأقذف في أي لحظة الآن."

"لا بأس." أخذ جوشوا قميصه لينظف جسده وفخذيّ جونقهان، والآخر انحنى بدوره ليلتقط ثيابه الداخلية ويلبسها.

"هِيّ." جوشوا نادى "تحدث معي." استلقى بجانبه.

"المبالغة في شيء مضر بصحة المرء العقلية والجسدية، ولكنني لا أمانع أن أُكثِّرَ من حبك." يقول جونقهان أشياء عشوائية في ظروفٍ غريبة عندما يكون ثملًا.

"ما الذي تقوله حتى." ضحك جوشوا "شيء رخيص جدًا ليقوله عجوز مثلك."

"لستُ كبيرًا في السن! لصقات الظهر خاصتي لا علاقة لها بكبري في السن." اعترض جونقهان "لديّ علاقات، سأرميك في دار الرعاية قريبًا وسأتخلى عنك. سأمضي وقتي مع جهاز [نينتيندو سويتش] خاصتك وسنحكم العالم دونك."

"يا له من فعل شرير. لم قد تخونني مع مشغل ألعابي؟" جذبه جوشوا إليه، تعدت الساعة الثانية فجرًا.

"لا أعلم، سأجد سببًا عندما أفكر باعتدال." سحب البطانية لتغطي كليهما.

"نمّ فحسب، وسنرى ما يمكننا فعله في النهار."

"هل تعلم كيف هي الحياة بوجودك، كمركز شرطة يعاني من فائض في القضايا ويحاول المحقق المتحمس أن يحلها كلها، ممتعة." مرر جونقهان أنملته على بشرة جوشوا.

"اتضح الأمر أن الطمأنينة أمرٌ حقيقي، فلو كنتَ أنتَ بذرة، لأزهرتَ، وفاحت رائحتكَ في المدينة." أسهب في الحديث.

"وأي زهرةٍ سأكون؟"

"ملكةَ الليل. تحتفظ بطاقتها نهارًا وتزهرُ ليلًا."

لم يجبه جوشوا، بل اكتفى بالتحديق به حتى نام جونقهان بعمق، كما لو أنه لم ينم من قبل.

🎉 لقد انتهيت من قراءة Cosmos 🎉
Cosmosحيث تعيش القصص. اكتشف الآن