3

382 30 23
                                    

.
.
.
.
.
في هذه الحجرة المعتمة تقريبا ،يستلقي الطفل المسكين بهدوء على السرير غارق في ظلامه الخاص كونه لا يحلم بالرغم من أنه في بعض الأحيان تراوده تخيلات غريبة و ها هو بدأ برؤية احداها،جفل و فتح عينيه على مصرعيهما و اخذ صدره يعلو و يهبط بقوة  فوضع يده على وجهه المتعرق و هدأ بعد ثواني ،تنهد ثم ابعد يده لتتضح الرؤية له ...

تسمر مكانه و حدق بعيون واسعة و متسائلة مملوءة بالارتباك و بعض الخوف نحو تلك المستلقية بجانبه و تحدق به بهدوء بتلك العيون الحمراء الباهتة قليلا، "استيقظت اخيرا.." تحدثت فجأة بصوتها الطفولي لتجعل المسكين يجفل و يعتدل في جلسته بسرعة و يتراجع للخلف لكنه تعثر و سقط من السرير مما سبب عامود كيس المغذي للسقوط و ارتطم برأسه"اوتش!..."

"بففت... هههههه...انت مضحك.." ابعد القضيب المعدني عنه و فرك رأسه مكان الضربة و نظر لها بإرتباك بينما هي تضحك ،عدل جلسته و ما يزال ينظر لها و في رأسه الكثير من الاسئلة،هي طفلة تبدو أصغر منه و ايضا اقصر لديها شعر اسود قصير و بشرتها شاحبة قليلا و ايضا هي ترتدي مثله ذلك الطوق المعدني و لديها ايضا عامود كيس المغذي الخاص بها ،نظر لها ب حيرة بينما هي تبتسم له بطفولية،تنهد و نظر لها بهدوء" ك-كيف ...أعني ماذا تفعلين هنا؟ ...هذه حجرتي ...ستتلقين عقابا اذا خرجت من حجرتك"

"لن يعاقبوني لأنهم من وضعوني هنا معك ..انا عالجتك كما أخبروني لذا لن اعاقب" عندما قالت هذا نظر إلى نفسه بسرعة و أدرك أنه سليم تماما،رفع نظره نحوها و حدق بها بذهول "كيف فعلت هذا؟!...انت مثلي ايضا , صحيح؟ هل لديك قدرة؟؟ لهذا انت ترتدين مثلي؟" تحدث و بعض الحماسة في صوته ،هذا الشعور يشعر به لأول مرة في حياته أنه مثل دغدغة طفيفة في قلبه،هو يعرف أن هنالك الكثير غيره يعانون هنا لكنه لم يقابل أحدهم قط لذا رؤية شخص اخر مثله جعله يشعر بهذا الشعور ، و بسبب رؤيته بهذا الشكل جعل الفتاة الصغيرة تتحدث مثله"اجل اجل انا مثلك ايضا!...نحن متشابهان!..قدرتي رائعة أليس كذلك!...رائع انا جعلتك سعيد صحيح؟؟ انت سليم و لا تتألم." نظر لها بتسائل عندما ذكرت تلك الكلمة المجهولة بالنسبة له كاد أن يتحدث لكنها قاطعته قائلة بذهول و طفلوية "لديك عينان مثل السماء..رائع~.." هذا جعل فضوله يزداد أكثر "ماذا ؟ م-ما هذا؟".."ألا تعلم؟؟ لقد أخبرني سيدي بذلك عندما أراني صورة في كتاب..السماء زرقاء مثل لون عينيك!.. تقريبا...الصورة التي رأيتها كانت واضحة..همم.." حدقت به بتمعن و هي تضع يدها على ذقنها و هو قطب حاجبيه قليلا و نظر للجهة الأخرى بإرتباك"توقفي عن التحديق بي و قول اشياء لا افهمها..انت طفلة غريبة أطوار.. انت ايضا لديك عينان غريبتان و..."قاطعه سماع صوت الباب المعدني وهو يُفتح و دخل أحد العاملين مقطب الحاجبين و كأنه يعمل هنا مرغما ،حدق بالطفلين الشاحبين و الهزيلين بإشمئزاز و تحدث بلا مشاعر "اوي...انتِ تعالي هنا لقد انتهى عملك و ستعودين لحجرتك" أومئت الطفلة الصغيرة بتردد و قد استطاع رؤية ملامحها المتوترة عندما ذهبت نحو الرجل ،لم يكن يريد أن ينتهي هذا اللقاء الصغير هكذا خاصة بعد أن رأى شخص مثله هنا لذا طأطأ رأسه للأسفل ببعض الخيبة و تمسكت يده الهزيلة بالعامود بجانبه بقوة ،اذ أن هذه ستكون أول و اخر مره سيستطيع فيها التحدث مع احد هكذا...

"انت...اراك لاحقا..و في المرة القادمة سأخبرك بأمور أكثر.." رفع رأسه نحوها و نظر إليها فور سماعه هذه الكلمات ،بصوتها الطفولي و الرقيق ذاك و ابتسامتها الصغيرة جعلت الفتى يشعر بالدهشة حين أعطته هذا الأمل الضئيل ،و لكن كل ما فعله هو أنه أومئ لها بتردد فهو ليس واثق بعد من صدق كلماتها فبالنسبة له رؤية بعضهما مرة أخرى لهو مستحيل ..

أُغلق الباب ليعود الهدوء إلى هذه الحجرة الصغيرة ،استلقى على سريره و حدق بالسقف بهدوء ،صحيح أن لقاء هذه الفتاة دام لبضع دقائق فقط لكن هذا اللقاء البسيط أعطاه شعور جديدا ابعد عنه كل قلقه و مخاوفه للحظات بمجرد محادثة صغيرة"أراك لاحقا؟...هل حقا سيحدث هذا...لا اعتقد.." ما إن كاد أن يغلق عينيه سمع صوت الباب و هو يفتح و سمع ذلك الصوت الذي يهابه بشده"،همم...ارى انك بحال جيد تماما..لم اخطئ حين قررت الاستعانة بتلك الصغيرة..."
تنهد و رغم ارتجافه عدل جلسته و نظر إلى سيده بتوتر هو لا يريد تجربة أخرى ،لا يريد تعذيب اخر،لا يعرف الى متى سيمكنه أن يتحمل ،و قد ازداد توتره عندما رأى سيده يقوم بتجهيز حقنة ما و ملئها بسائل غريب ،هو لا يعرف ما هو لكنه بالتأكيد لن يكون أمر جيدا البتة...

انتهى الرجل من تعبئة الحقنة ثم نقرها بإصبعه لتفريغ الهواء منها و بعد ذلك رسمت على وجهه ابتسامة مليئة بالخبث والشر جعلت ذلك المسكين يجفل و يعرف أنه سيواجه أمر مؤلم جدا " انتظر...هذا ليس وقت تجربة أخرى...و انا لم افعل شيئا لأعاقب..." تحدث بصوت مرتجف لكن سيده لم يكترث و تقدم نحوه، امسكه من رأسه و ثبته بالجدار خلفه بقوة جعل الصبي يتأوه بألم و يحاول ابعاد يد معذبه عنه لكن بلا فائدة و توسعت عينيه وهو يرى الحقنة بالقرب من الوريد في عنقه ،"لا داعي لمقاومتك المعتادة التي بلا فائدة و لا تقلق هذا مجرد سم فئران...لذا اهدئ الان و الا حصلت على عقاب"..توقف عن المقاومة و أومئ بتردد تنهد بإستسلام و نظر إلى سيده و قد انطفأت عينيه تماما"ه-هل يمكنك اخباري اولا بشيء ما؟...." ابعد الحقنة قليلا و نظر له بتسائل "همم.. ماذا ؟".."ما هي السماء؟.." حل صمت دام لبضع دقائق جعلت الصبي خائفا من أنه قد تفوه بشيء خاطئ قد يعاقب عليه لكنه تفاجأ عندما ضحك سيده بشدة و زاد ضغط يده على رأسه و ثم من دون سابق إنذار قام بحقنه ليجفل و يئن بألم "بففت...هل سمعت هذا من تلك الطفلة؟...لا تقلق لست بحاجة لمعرفة هذا... لأنك لن ترى السماء البتة!..."..
تركه الرجل و ابتعد عنه وتلك الابتسامة القبيحة لم تزل عن وجهه التفت و غادر الحجرة بهدوء تاركا الفتى يشهق بألم بعد أن أكد له بأن لا حرية له ابدا..

.
.
.
.
.
.
.
رأيكم بالفصل✨؟

طريقة السرد؟

اعتذر اذا فيه أخطاء املائية
و اتمنى استمتعتم❤️👋

chuuya Nakahara (A_258)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن