وسط أرضٍ خضراء مليئة بالزهور الجميلة بكل مكان رأيت نفسي أقف وحيدة بها، بفستان ساطع البياض وكأنه مقتبس من ضوء القمر، كل شيء من حولي يشع جمالًا، ولكن أين أنا ؟ وأين الجميع؟ هل أعيش هنا بمفردي ؟
لا أعلم كيف أتيتُ إلى هنا ولكن الجو بهِ نسمات تلاعب خصلات شعري بحرية مطلقة ورائحة الهواء تشبه رائحة المطر الخفيف كل هذا جعلني كشارب الخمر سكران بهما.
الطريق مليئ بالورود بكل مكان أسير بحرية ولعب، أقفز كطفل تعلم القفز حديثًا، حتى وجدت بيتًا جميلًا أمامي، ليس كبيرًا في الحجم بل يُساع لشخصين فقط، غرفة مرتبة مليئة بالكتب والورد والمراسيل القديمة، يبدو أن صاحب البيت يحب الورق والكتابة فمنظر البيت وهدوئه يدل على ثقافة و روقي صاحبهِ
وفجأة وبنشغالي بكل هذا الجمال من حولي سمعت أصوات عالية، الأصوات صاخبة، بكاء، وصراخ، كلمات تتردد لا أميزها
لأتجهه تجاه تلك الأصوات لتحتل الصدمة عقلي وأقف دون طرفة رمش .
.....
بصي يا حجة إحنا عملنا إلي علينا لكن دي أعمار ملناش يد فيها، ولازم نشيل الأجهزة.
يعني أي
لاء يا دكتور بالله عليك يا بني متقولش كده بنتي لسه عايشة بالله عليك حاول تاني.
صدقيني يا أمي والله عقلها رافض أي إستجابة خالص وهي على الأجهزة دي بقالها فترة وخلاص كده العقل وقف يبقى هي ماتت، وتكلفة الأجهزة دي غالية وأنتِ على باب الله ومش وياكِ حق المصاريف والعلاج.
أنت بتقول أي يا دكتور محمد أنت فاهم عايز تعمل أي، أنت بتقتل مريض بمزاجك عشان شوية فلوس وتكاليف.
دكتور حمزة حضرتك دكتور نفسي آه بس فاهم وعارف قصدي كويس .
نور مش هتتشال من على الأجهزة يا محمد فاهم ولا لاء مش هشلها حتى لو أطريت أبيع كل إلي أملكه عشانها،
بس نور ترجعلي.
بس يا حمزة ....
مفيش بس ومش عايز أسمع أي كلام تاني ولو مش قادر تحافظ عليها أنا ممكن أوديها مستشفى تانية.
خلاص يا حمزة إللي أنت عايزة هعمله عن إذنكم.
بنتي يا حمزة هتكون كويسة صح.
أيوة يا أمي متقلقيش مش هسبها تروح والله هفضل وياها ربنا مش هيكسر بخاطري فيها والله.
طب ليه الدكتور عايز يشيل الأجهزة بيقول عقلها رافض أي إستجابة.
أنتِ مش عارفة نور يا أم نور طول عمرها عنيدة ومش بترد على حد، فاكرة لما كانت تزعل مننا وتدخل الأوضة وتفضل قافلة على نفسها طول اليوم وإحنا ننشغل عليها بس بتكون نايمة في الأخر
هي زعلانة مننا شوية وهي بردو تلاقيها نايمة بس المرة دي الزعل شديد شوية بس هترجع زي ما كل مرة بترجع.
....
يعني أي الكلام ده أنا اسمي نور وأنا في المستشفى وتعبانة، بس أنا سليمة أهو ومفيش أي تعب فيا
أنا عايزة أفهم أي حصل؟
خدت بعضى وقربت أكتر لقيت بنت نايمة على السرير طولها حوالي ١٥٠سم مش أكتر، جمسها ضعيف خالص وملامح وشها تشبهني بس دي ملامحها بهتانة معقول تكون دي أنا؟
بس إزاي جيت هنا وأي عمل فيا كده؟
أنا مش فاهمة حاجة وحاسة بصداع رهيب وصور مش مفوهمة خالص ليا .
طب أنا واقفة في الأوضة مع الكل ليه محدش شايفني من أهلي.
لقيت إللي اسمه حمزة ده قرب منها ومسك إيدها وبدأ يكلم وياها.
....
كده يا نور هُنت عليكِ تبعدي عني كل ده، هان عليكِ حمزة يا نور كده تسرقي نوره ويعيش في الضلمة كده، ومحمد كان عايز يشيل الأجهزة دي هو عارف أنا بتوجع قد أي كل يوم وعارف أنا بعمل أي عشانك ففاكر لما تموتي هرتاح بس ميعرفش إنك لو متِ أنا هموت بعدك .
بردو مش عايزة تردي عليا، بس عادي أنا كل يوم هاجي وأفضل أكلمك لحد ما ترجعي يا نوري .
بس يا حمزة أنا سمعاك بص أنا جمبك أهو أنت إلي مش سامعني
بص أنا مش فاكرة أنت تقربلي أي ممكن تفكرني بنفسك
امممم خليني أخمن أخوي مثلاً
بس لاء مش حاسه،
طب حبيبي
....
حمزة يا بني تعالا عشان تاليا بنتك بتعيط ومحدش بيعرف يسكتها غيرك .
شوفتي يا نور بنتك طالعة شبهك مش بتبطل عياط طول اليوم
أنا وتاليا محتاجينك أوي يا نور
...
ده ده طلع زوجي، يعني أنا متجوزة وعندي بنت كمان
طب أنا ليه نايمة كده
روحت على جسمي وفضلت أزعق فيها
قومي بقا مش شايفة كل إلي حواليكِ عاملين إزاي، جوزك ده مش صعبان عليكِ، وأمك دي هتموت من الحزن، وبنتك دي، لو مش هتحاربي عشان حد حاربي عشان بنتك دي أنت ليه قاسية كده ليه يا نور
..
فجأة لقيت حمزة ماشي طلعت أجري وراه حمزة استنى أنا جاية وياك، حمزة تعالا هنا استنى خدني وياك خدني لبنتي
هو ليه مش سامعني ولا شايفني يا ناس حد هنا سامعني حد يرد عليا.
فجأة حمزة وقف ...
وقفت ليه يا بابا .
حسيت نور ندهت عليا .
بس يا بابا ماما لسه نايمة ومش عايزة تصحى، هي عمرها ما عملت معايا كده .
معقول تكون مش بتحبني وزهقت مني عشان كده مش عايزة تكلمني .
يا روحي أنا هنا، أنا بحبك والله ومش بحب حد قدك، أنا مش عارفه جسمي مش مساعدني ليه أصحىٰ وأحضنك بس لاء متزعلش ولا تبكي .
حمزة : لاء يا تاليا يا حبيبتي ماما أكتر واحدة بتحبك بس هي تعبانة شوية وبتاخد علاج والعلاج بيخليها تنام.
أول لما تبطل العلاج هترجع تصحى وتيجي تلعب مع تاليا وتعملها الأكل إللي بتحبه.
....
أنا لازم أعرف أي إلي حصل، وليه أنا جيت هنا وأي الحالة إلي أنا فيها دي .
وفجأة لقيت الصداع زاد وصور مغلوشة حواليا بكل مكان،
ااااااه ااااه محدش هنا ينقذني
فضلت أصرخ وأنادي ومفيش فايدة
وأنا بفقد الوعي وخلاص بقع لقيت حد جاي على حصان شكله غريب جاي جري نحيتي ووقتها غمضت عيني وفقدت الوعي....
يتبع......
#_لعنة_جوسكا
#بقلم زينب محمد عبد الشافي*
أنت تقرأ
لعنة جوسكا
Short Story*لعنة جوسكا ليست مجرد لعنة أسطورية من وحي كاتب، بل لعنة واقعية بالفعل الجميع مُصاب بها الجميع بلا استثناء لعنة سببها نحن وعلاجها نحن.* *متى ستنتهي هذه اللعنة؟ سؤال يشغل عقل الجميع بلا إجابة؟ وكيف ستنتهي هذا ما نعرفه جيدًا ولكننا نأبىٰ الإعتراف بهِ.*...
