رحلة مِنْ الظلام إلى النور

60 13 24
                                    


كانَ هُناكَ شابٌ يُدعى مايكل ولِدَ في عائلة مسيحية متشددة بتعليم دينها وكأي شخصٌ يُنسَب إلى الدين الذي تعتنقه عائلته، وكان لا يُحِب الذهاب معهم إلى الكنيسة وتقبيل يد القسيس، وكان يشعُر بالوحدة لذلك لجأ إلى شُرب الخمور، ولعب القمار، وكانت عائلته مِنْ الطبقة الراقية لذلك كانواْ دائمًا مُنشغلين عنه، ويظنون أنَّهم إذا لبواْ له جميع احتياجاته فإنَّه على مايُرام، ونسواْ أنَّهم يحرموه مِنْ أهم شيئٍ في الحياة وهو حنان الوالدين، ومشاركة الحديث معهم فكانواْ لا يلتقون إلا على مائدة الطعام، وفي يومٍ مِن الأيام ذهب مايكل إلى إحدى الكافيهات فوجد شابًا مُلتحي، ووجهه يُشِع نورًا، ما إِنْ نظرتَ إليهِ يرتاح قلبك، ووجده حاملًا لكتاب الله وبدأ بتلاوة آية من سورة النساء:
"وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمِّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِله وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا"
فَذَهَب مايكل بعدما استمع إلى آيات الله وأحس بشيئٍ غريب بِداخله، فذهب إلى الطاولة التي كان يجلس عليها ذلك الشاب واستأذنه في الجلوس فأذِن له فجلس مايكل وسأل الشاب عَنْ اسمه فقال له اسمي مُحمد، فقال مايكل وما ذلك الذي تقرأه أهذا ما يُدعى القُرآن الكريم، فقال مُحمد نعم هذا كتاب الله عز وجل أنزله الله على خاتم الأنبياء محمد "صلى الله عليه وسلم" فقال له مايكل إذًا أنت مُسلم قال له نعم أنا على دين الإسلام، فقال مايكل وهل يُمكِنُكَ إعادة ما كُنت تقرأه فقال مُحمد بالطبع وبدأ بتلاوة الآية الكريمة مَرة أُخرى؛ فقال له مايكل ومامعنى ذلك، فقال مُحمد: معنى الآية الكريمة أنَّ الإسلام هو الدينُ الحق الذي جاء بِهِ مُحمد"صلى الله عليه وسلم "موافقًا للحَنفية السمحة الذي جاء بِها إبراهيم عليه السلام ومَنْ اتبعه فقد فاز بالآخرة ومَنْ عَمِل بِه دخل الجنة، فقال له مايكل ولماذا هو الدينُ الحق؟
فقال مُحمد: لأنه يوازن بين مُتطلبات الروح وحاجات البدن، وإعجاز القرآن، ويُساوي بين القوي والضعيف، ويمنع العبودية، ويحُس على حُسن المعاملة مع الآخرين، ويمنع الظلم، ويُحرم الزنا، والربا، ويُسمى دينُ المُعاملة، والمُعاملة تكون بين الطرفين، مثل: معاملتك مع ربك في صيامك وصلاتك وزكاتك وحجتك؛ فَمَن أحسن معاملتَهُ مع الله حَسُنت مع الخلق؛ وكما قال الله" عبدي أنجز مابيني وبينك/اعبُدني كما طلبتُ مِنك أكفيك ما بينك وبين الخلق" فعندما أعبُد الله سبحانه وتعالى وأُحسِن المعاملة مع الله بمعنى أَنْ أُظهر له الإستكانة، والإنكسار، والعبودية، فيقول الله جَلّ وعلى أنتَ أظهرت عبوديتك سأُريك ما هيَّ آثار الرب مِنْ العطاء، والمَدد، والعافية، والرحمة، والوهبة، والكرم، والمغفرة، والستر؛ فالمُعاملة تكون في العبادة، والأخلاق، ومع الله، والناس، والاعتقاد.
فإذا أحسنت مُعاملتك مع الله سيؤتيك مِنْ كرمه، وكرم الله لا يُعَد ولا يُحصى، ومِنْ ذَلِك قوله تعالى "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" يعني صلي الصلاة على أكمل وجه، وبخشوع، وذلة، وانكسار، وستُشاهد النتيجة، والعبد إذا أحبه الله حبب فيه خلقه، والإسلام دينُ الرحمة، والود، والمسامحة، وهُنا بدأت دموع مايكل بالنزول، وقال لمُحمد وإذا أردت الدخول في هذا الدين ماذا أفعل؟!
فقال له مُحمد قُل:
*"أشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"*
فرَدَدَ مايكل الشهادة وقال سيُسامحني؟!
فقال مُحمد نعم إنَّه غفورٌ رحيم، فشكر مايكل الله على نعمة دخوله الإسلام، وقال لمُحمد أُريدُ مِنكَ أن تُعلمني كل شيئٍ يَخُص دين الإسلام، فقال له مُحمد بالتأكيد إذًا نلتقي هُنا كُلّ يومٍ في نفس المَوعِد فقال مايكل تمام وماذا أفعل الآن قال مُحمد تعامل على طبيعتك، وصلي صلواتك في غرفتك دون أنْ يشعُر بِكَ أحد.
وبعدَ فترة ليست بقليلة تَعلَم مايكل كل شيي يَخُص الإسلام، وغير اسمه إلى أحمد وترك أهله دون علمهم وذهب إلى بيت الله الحرام لآداء فريضة الحج، ومنها ذهب إلى تُركيا واستقر بها وعمل هناك، ورزقه الله من حيثُ لا يحتسب، وتزوج وأنجب حفصة وخديجة ويوسف.
بقلمي:
الكاتبة رقية سلامة عبدالمطلب
|كاتبة الجيل|

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 01, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رحلة مِنْ الظلام إلى النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن