يَوم الأحَد

79 8 56
                                    

'هُو إبتسَم ، ويـا ضَياعي أنا'

كانَت أجراس الكنيسَة الكاثوليكية تدُق مُطالبتاً بدخولِ طالبين المغفرةِ والمُصلين بها ، كان صباح يوم الأحد ، ونوعاً ما كان الجميع هُنا فالقرية يجتمعون بهذا اليوم طالبين للمغفره حول إسبوعهم الماضي والصلاة داعين الرب بالتوفيق للمُستقبل المجهول

كان الشاحِب في أبهى طلتِه ، يرتدي قميصاً رسمي أبيض وبِنطال رُمادي مع تهذيب شعرُه الأشقر جيداً ، يأخُذ موضعُه جالساً على مقعد خشبي مِن المقاعِد الطويله بالكنيسة بالإتجاه الأيمن ، يضُم قبضتيه البيضاء لصدرِه داعياً مِن قلبِه ، بينما كانت أُخته روزاليندا تأخُذ مجلسها بجوارِه ، مع منديل أبيض مُزغرف شِبه شفاف فوق رأسها تقرأ بعض الأدعيه مُغمضة الأعيُن ، وكان فُستانها الزهري الفاتِح قد إفترش على المقعد بجانبها عند جُلوسها

بعد الصلاة للمغفِره عن الذنوب والمعاصي ودُعاء الإبتعاد عنها ، وقف كِلا الأخوين مُقدمان بعض الطعام وإحتياجات بسيطه للكنيسة مِن أجل توزيعها على الفُقراء ، رحَب راهِب الكنيسة بها داعياً لهُما بإبتسامه بشوشة كانت على شفتاه

وسيهون إنحنى في أدب مع أُختِه إحتراماً لمكانة الراهِب الكبير في العُمر ، آخذين خطواتهِم عائدين لمنزِلهم هادئين ، والشاحِب كان مُستغرب نوعاً ما مِن سلوك أُختِه المشكوك فيه ، فكانَت هادِئة طوال اليومين الفائِتين ، أو بالأصَح ، مُنذ إيقامة الحفل في منزِل السيدة ريكاردو

سيهون تنهد بضيقٍ إجتاح صدرُه ، فمعنى أن تكون الأنثى هادِئة ولا يوجد شجاراتٍ بينهُم كُل بعضٍ مِن الثواني ، فهذا يدُل على أن بالها مشغول ، وسيهون كان يدعي في جميع صلواتِه مُنذ قليل بالفِعل ألا يكون ما يجتاح تفكيرها هو نفس ما يتعمَق في تفكيره ودواخِله

"بيانكا"

عِند وصولهِم للمنزِل ، سيهون إبتسم في حماس لبعض القِطط التي كانت تقف عِند سياج منزلهِم ، يهتِف بإسم واحِده منهُم بيضاء اللون لامِعه ، رغم أنها قِطة شوارِع إلا أن سيهون كان يهتم بتنظيفها والاهتمام بها بقدر إستطاعته

ركضَت القِطة مُهرولة إلى رفيقها ، وقد إستقبلتها ذراعاي سيهون الملساء تحتضنها بحُب يُحسس على فرآئها ، إنفرجَت أسارير وجهِه بفرحَة عندما أخرجَت بيانكا خرير عالِ الصوت تفرِك رأسها على صدرِه

"أنتي جائِعة صحيح؟"

تمتم بلُطفٍ يثني شفتيه ، وقد أخرجت القِطة مواءً هادِىء موافقة على حديثِه ، أخذ خطواتِه للداخِل ، وقد كانت أُخته بالفعل دخلت مُنذ لحظات غير مُهتمه بما يفعله الأصغَر ، كان بجانِب الباب الخشبي بعض الصناديق الكرتونية فوق بعضها

بِـدآيـاتِ المَحبَّةٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن