STALKER'S POV:
كانت تركض كأن الأرض نفسها تشق طريقها لتحتضن خطواتها....
كل حركة منها كانت تنطق بالكمال، وكأنها جزء من رقصة كونية لا يدرك سرها إلا أنا....
شعرها الأشقر الطويل كان يتطاير خلفها كأمواج بحر تغازلها الرياح.....
تلاعبت به النسمات الصباحية برقة عاشق خجول، كأن الطبيعة كلها تشارك في رسم هذه اللوحة الساحرة.....
خدّاها المتوردان كانا يضيئان وجهها كزهرتين متفتحتيْن في أول الربيع....
الدم المتدفق في عروقها بدا وكأنه يعزف سيمفونية الحياة، كل نبضة من قلبها تعلن عن وجودها الطاغي في هذا العالم....
عيناها الكبيرتان الزرقاوتان كانتا أشبه بسماء صافية، عميقة وساحرة، تحتفظ بسر لا يجرؤ أحد على اكتشافه....
ثيابها الرياضية كانت تلتف حولها كأنها مصنوعة لتكون جزءًا منها. حمالة الصدر الرياضية التي ترتديها بدت وكأنها تعانقها بشغف، والشورت الأسود الذي اختارته كان يُظهر خطوط جسدها كمنحوتة إغريقية مثالية.....
كانت ذراعاها المكشوفتان تلمعان تحت وهج شمس الصباح، وخصرها الضيق بدا وكأنه يعلن تحديه لكل قوانين الطبيعة.
استندتُ إلى شجرة قديمة، جذعها الخشن كان يلامس ظهري كما لو كان يحاول أن يوقظني من غيبوبة سحرها.....
صوت ارتطام سترتي بالجذع أحدث ضجيجًا بالكاد يُسمع، لكنني تأكدت أنها لن تلاحظني.
أنا هنا، مجرد ظل، جزء من المشهد الذي تزينه بجمالها، وأفضل أن أبقى كذلك... على الأقل الآن.
الندى الذي يغطي العشب كان يتلألأ تحت أشعة الشمس كألماس نثرته الطبيعة بخفة....
بخار الصباح كان يتصاعد ببطء مع دفء الشمس، وكأن الأرض تتنفس بهدوء وهي تراقب فتاتي....
لم أكن معجبًا بكاليفورنيا من قبل، جوها الحار يختلف عن برودة إيرلندا التي تعودت عليها.....
لكن "فيري" جعلت هذا المكان الفردوسي، وكأن وجودها هنا هو الذي يعيد تشكيله ليصبح قطعة من السماء.
---
اسمها "فيرينا لورنت"، سميت تيمناً بجدتها الفرنسية الأصل....
ولكن بالنسبة لي، هي "فيري"، اسم اختصره لنفسي ليكون أكثر حميمية وكأنني أحاول أن أمتلك جزءًا صغيرًا من عالمها الذي يبدو بعيدًا عن متناول يدي....

أنت تقرأ
𝐈𝐍 𝐓𝐇𝐄 𝐄𝐘𝐄𝐒 𝐎𝐅 𝐍𝐀𝐓𝐇𝐀𝐍
Mystery / Thriller"في أعماق الوحدة والحزن، تعيش فيرينا لورنت، الفتاة اليتيمة التي غرق قلبها في ظلام اكتئاب لا ينتهي بعد وفاة والديها. لكن شيئًا غريبًا يلاحقها في صمت. شخص غامض يراقبها دون أن تراه، يختبئ في الظلال، يراقب كل خطوة تخطوها، وكل نبضة في قلبها. ناثانييل ليس...