"بحقك لما انت هادئ هكذا!!.. لقد قابلتها بعد عشر سنوات!!"
اردف جين بانزعاج من صديقه المبتسم بهدوء بينما يشاهد احد افلام العام الجديد
"تايهيونغ انت حرفيا لا تحتمل"
اكمل حديثه يركز على الفيلم قبل أن يتحدث مجددا جاعلا من تايهيونغ يخفض راسه بقلة حيلة
"أهي جميلة؟..كم أصبح عمرها؟.. تصغرك بكثير؟ "
ضم تايهيونغ قدميه إلى صدره يراقب التلفاز بكثب
"انت مزعج جين"
تمتم جين بانزعاج ينهض من على الاريكة
" تريد قهوة؟ "
همهم تايهيونغ ينظر له
"فعلت خيرا إذا أحضرت لي"
ركله جين في قدمه وذهب ناحية المطبخ يحضر كوب القهوة كما قال
اخفض تايهيونغ راسه متنهدا.. أخذ هاتفه يتصل بوالده لكنه لم يجيب.. ل يرسل له رساله نصية
" ابي.. احتاج مقابلتك والتحدث.. سأتي غدا لدايغو.. انتظرني "
أغلق هاتفه تزامنا مع دخول جين بكوبين من القهوة ليعقد حاجبيه باستغراب حالما جلس بالقرب من صديقه الذي لم ينتبه لتحركاته
"ما بك؟"
التفت تايهيونغ مبتسما ياخذ كوب القهوة
"لا شيء.. شكرا لك"
"ساتقاضى عن اللاشيء هذه.. ولكن ما إن أراك متجهما هكذا لن ارحمك"
قهقه تايهيونغ بخفوت قبل أن يردف بهدوء
"سأذهب غدا لدايغو.. أسبوعا بالكثير."
عقد جين حاجبيه
"لما؟!.. حدث شيء لوالديك؟..لما قررت فجأة"
نفى تايهيونغ يضع كوب القهوه على الطاوله
" مر زمن.. غير أن قلبي يحمل الكثير.. احتاج البقاء هناك قليلا والنسيان.. اسف أنني ساتركك لأسبوع"
وضع جين يده على كتف تايهيونغ يطبطب عليه بهدوء
" لا تهمني نفسي.. الاهم ان تكون بخير تاياهه.. "
احتضنه تايهيونغ بخفة قبل أن ينهض
"سارتب اشيائي واحاول النوم.. شكرا على القهوة"
همهم جين متنهدا بينما يرتب الطاولة بعدما أغلق الفيلم في منتصفه ..
___________________________
"قلت لك انه ارسل الرسالة وأغلق الهاتف.. لم اتفاهم معه حتى!!! "
تحدث والد تايهيونغ بشبه انفعال لزوجته القلقة وبشدة على ابنها.. ف كلامه المفاجئ عن كونه يريد المجيء والتحدث في أمر ما أشعل قلقها
" عزيزي.. لربما هو مريض أو يشكو من أمر ما.. لا تكن باردا واتصل به! "
اردفت بقلق تنتظر رد زوجها الذي تنهد بضجر قائلا
" أخبرتك انه أغلق الهاتف.. ل ننتظر قدومه فقط ولا تقلقي."
همهمت لتجلس على الكرسي
"رغم شوقي لرؤيته واخذه بين احضاني.. الا انني قلقة عليه بشدة.. خصوصا انه منذ زمن كان يجافي الحياة وصامت دائما "
" تايهيونغ رجل ثلاثيني يعتمد عليه.. لا تقلقي عزيزتي.."
________________________
" من الضروري أن تذهبي لدايغو غدا كارول؟.. لا تتركيني وحدي"
اردفت بانزعاج وملامح شبه باكية تتمسك بملابس صديقتها التي ترتب حاجياتها في حقيبتها
" ليا.. افلتيني فصبري عل وشك التبخر"
تحدثت صديقتها بصوت عميق للأخرى التي تبكي بالفعل
" ارجوكِ كارول خذيني معكِ~"
تنهدت كارول ملتفتة لها
" أنا ذاهبة لمقابلة احد الشخصيات المهمة.. هذا عمل إيمي"
عبست ايميليا بحزن جالسه على السرير بالقرب من صديقتها
"لكن.. سأبقى وحدي! "
قهقهت كارول بخفة تحتضن صديقتها
" أعدك لن اتأخر.. ما رأيك أن ترافقينني للمحطة؟ "
عقدت ايميليا حاجبيها باستغراب
"لما؟.. ستسافرين بالقطار؟ "
همهمت كارول تغلق حقيبتها
" أجل.. رحلة القطار ممتعة.. يمكنني تصفية ذهني فيها والراحة.. لا أريد أن اتعب تفكيري في القيادة"
أصدرت ايميليا همهمة خافتة تستلقي على السرير بتعب
" حياتي كئيبه.. ليتني صحفية مثلكِ"
ابتسمت كارول
" عملي متعب.. تمني عملا أفضل منه"
همست ايميليا بصوت شبه مسموع مثبتة نظرها على السقف
" طبيبة نفسية "
عقدت كارول حاجبيها تناظرها باستغراب
" ماذا قلتِ؟ "
فاقت ايميليا من شرودها نافية
" ل لا شيء"
________________________
" متأكد من سفرك بالقطار تايهيونغ؟.. يمكنك تغير رأيك ما زلنا في المنزل"
اردف جين بينما يحمل حقيبة تايهيونغ عنه ينزل بها الدرج
" لا أريد أن اضيع صفو ذهني بالتركيز في القيادة.. من ثم رحلة القطار مريحة"
همهم جين يفتح باب المنزل ليخرج ويتبعه تايهيونغ وهو يعدل ساعته بين يديه
كان يرتدي ملابس بسيطة بالنسبة لملابسه الرسمية أثناء العمل.. اختصر ملابسه على تيشيرت ابيض قطني باكمام طويلة وجينز ازرق كلون السماء مع حذاء رياضي ابيض كذلك..بدا عشريني العمر..
" تبدو شابا اليوم.. لا أصدق انك الطبيب النفسي ذاته في المشفى"
ضحك تايهيونغ بخفة يتخذ من الكرسي قرب السائق مكاننا له بينما جين بدأ بالقيادة ناحية المحطة
كان الصمت رفيقهم الثالث.. جين منتبه في القيادة اما تايهيونغ يراقب الطريق بملامح مسترخية
__________________________
" هيا ايميليا سأتاخر على المحطة!! "
اردف كارول بينما ترتدي حذائها تتبعها صديقتها بعبوس
" أتيت.. لا تذكريني كل مرة بالمحطة أعلم أنكِ مسافرة"
ضحكت كارول تقرص خدها بخفة
"جميل عبوسك من أجلي هذا.. أشعر أنني مهمة"
عقدت ايميليا حاجبيها بغضب طفيف تضربها في كتفها
"بالطبع انتِ مهمة!! "
قهقهت كارول تتجه ناحية سيارتها تفتحها عن بعد تتبعها ايميليا تعدل ياقة قميصها الأبيض تبعته ببنطال قماشي ازرق
قادت كارول ناحية المحطة كون ايميليا ستعود بها فرفعت عنها عناء القيادة ذهابا وإيابا..
كانتا صاخبتان.. صوت الاغاني يصدر بعلو وكلاهما يغني بصخب.. كانتا سعيدتين..
__________________________
"تبدو مكتئبا جدا تايهيونغ.. ابتسم قليلا والداك لن يرضيا برؤيتك هكذا"
قال جين بينما يحرك القشة داخل عصيره يجلسان بانتظار القطار لصديقه الشارد في الفراغ
"هيا تايهيونغ!!"
همهم بخفوت يشرب القليل من عصيره وينظر لصديقه الذي بدت عليه ملامح القلق فأبتسم له بصدق
"لا تقلق علي.."
اردف يعاود النظر في الفراغ ليكمل
" مشغولا بالي على المرضى.. أنانية مني أن افرض اجازة لنفسي.."
تنهد جين يربت على كتفه قائلا
" ابدا.. ليست انانيه واخر مرة رأيت فيها والداك منذ سنتين تايهيونغ وانت معهم في نفس البلد!!.."
تنهد تايهيونغ بنزل راسه بتعب
" هذه مهنتي جين!"
"ومهنتي أيضا!!.. لكنني لا ابيع نفسي في سبيل الأطفال المرضى.. المرض لا ينتهي يا تايهيونغ.. والطبيب لا يبيع نفسه لغيره! "
اردف جين بانزعاج من كلام صديقه الذي تنهد بخفوت ملتزما الصمت
_________________________
تسيران في المحطة بين يدي كل واحدة منهما كوبا من القهوة الباردة
" وصلنا مبكرا ربما"
قالت كارول بينما تراقب ساعة هاتفها لتر ف الأخرى بسخرية
" هيا ايميليا سأتاخر على المحطة.. نينيني"
ضحكت كارول تضربها في كتفها
"كفاك عبثا إيمي"
قهقهت ايميليا تجلس على احد الكراسي تتبعها كارول في الجلوس
" لا أصدق أنني سأذهب لمسقط رأسي بعد 27 عاما.. "
اردفت كارول متنهدة.. اجل مسقط رأسها في دايغو..سافر والداها لكندا بعد ولادتها مباشرة.. وها هي الآن تذهب لأول مرة بعد عمرا طويلا عاشته
" بل لا أصدق انا لما لم تزوريها يوما وانت في كوريا منذ خمس أعوام كوكو "
" حتى انا لا اعرف السبب.. لربما لأنني لا أعرف شيئاً عنها؟"
تنهدت ايميليا تراقب الناس من حولها بينما تشرب من قهوتها لتثبت نظرها عليه.. يجلس بالقرب من صديقه المبتسم وهو ضاحك بدوره.. أخذت تسعل لتبعد كوب القهوة عن فمها تحت نظرات صديقتها المستغربه
" مابك؟ "
قالت كارول تناظر ايميليا
" ا انه هو!! "
عقدت كارول حاجبيها تنتظر تفسيرا أكثر توضيحا لما تقوله الاخرى
"تايهيونغ ~"
وسعت كارول عيناها تنظر لشخص المقصود
"oh.. My.. God Emilia."
تحدثت تفتح فمها بصدمة
"he is so handsome.."
ضربتها ايميليا في كتفها لتجذب انتباهها
"لا تكوني واضحة هكذا كارول!!"
نظرت لها الأخرى تعقد حاجبيها
"واضحة؟؟.. هيا بنا لنذهب له ألم تقابليه؟؟؟"
وسعت ايميليا عيناها بصدمة..
"عن ماذا تتحدثين.. مجنونه انتِ؟"
نهضت كارول تمد يدها للاخرى رادفة
" هيا بنا.. ثقي بي"
نفت ايميليا تبعد يدها
"هو مع صديقه.. لما نذهب ونزعجه"
تنهدت كارول تمسك بيدها وتسحبها لتنهض
"صدقيني لن ينزعج"
تنهدت ايميليا تستسلم لصديقتها التي سحبتها معها تسير باتجاههم مبتسمة
_______________________
"مرحبا؟!"
اردفت كارول واقفة هي وايميليا تجذب انتباه من كانا مندمجان في الحديث
رفع جين رأسه باستغراب
" اهلا؟"
قاطعه قول تايهيونغ السريع
"ايميليا!"
عقد جين حاجبيه باستغراب.. ثوانِ ووسع عينيه بصدمة عندما تذكر هوية الاسم
انحنت ايميليا تحت أنظار صديقتها المنتصرة
" دكتور كيم.. سررت برؤيتك هنا"
ابتسم تايهيونغ بخفة يصافحها مقبلا ظاهر يدها بنبل
" لي الشرف بمقابلتك مرة أخرى انسة مين!"
نقل نظره لكارول التي ابتسمت منحنية
"كارول.. كيم كارول تشرفت أيها الطبيب"
صافحها هو بدوره مبتسما تحت أنظار جين الذي تحمحم بخفة معرفا عن نفسه
" وانا كيم سوكجين.. صديقه هذا الطبيب وطبيب مثله.. سررت برؤيتكم.. تشرفت بمعرفتك ايميليا كذلك! "
ابتسمتا الصديقتين قبل أن تردف ايميليا بقليل من التوتر
"نأسف على الازعاج.. فقد أصرت صديقتي أن نأتي وتلقى التحية"
نفى تايهيونغ بخفة
"لم تزعجانا.. لا بأس من أن ننتظر القطار سويا.. لدايغو صحيح؟ "
همهمت ايميليا تشير لكارول
" هي.. لست انا"
قهقه جين موافقا لها
" رفيقة درب لا اكثر مثلي"
قهقهت بخفوت تجلس بالقرب من صديقتها التي همست في اذنها بخبث
" ملابسكما متطابقة"
نظرت ايميليا لملابس تايهيونغ المندمج مع صديقه لتوسع عينيها بصدمة
تحت ضحكات كارول
"دكتور كيم.. دايغو لعمل ام اجازة؟ "
التفت تايهيونغ لكارول ليبتسم بخفة
" اجازة!"
صفقت كارول بسعادة
"يعني أنها مسقط رأسك!!"
قهقه بخفوت مومئا بايجاب
"هي كذلك.. وانتِ عمل ام اجازة؟"
همهمت كارول تجيبه
"عمل.. هي مسقط رأسي كذلك.. لكن هذه أول زياره لي بعد 27 عاما عشتها"
همهم تايهيونغ بتفهم
" سأبقى لأسبوع..يمكنك الاستعانه بي كرفيق! "
" بالتأكيد!!"
تحمحم كلا من ايميليا وسوكجين يجذبان انتباه الاخران ليقهقها بخفة.. تايهيونغ وكارول.. يبدو أنها سيتناغمان كأصدقاء
قاطع حديثهم صوت القطار يمر من أمامهم متوقفا لتعبس ايميليا بقليل من الحزن..
" انتبه لنفسك تايهيونغ.. إياك والغرق في افكارك"
كان هذا جين بينما يحتضن صديقه مودعا اليه.. وكذلك ايميليا التي ودعت كارول بحرارة.. ستشتاق لها رغم قصر المدة..
ساعد تايهيونغ كارول في حمل أشيائها ليدخلا سويا..
دقائق وتحرك القطار مبتعدا عن انظار من يراقبانه.. تحمحمت ايميليا بخفة
" تشرفت برؤيتك أيها الطبيب.. على العودة"
التفت لها جين بعد أن كان يراقب القطار الذي ابتعد تماما عن انظاره
"ساوصلكِ ايميليا"
نفت هي بسرعه ترفع المفتاح امامه
"معي سيارة كارول سأعود بها!!"
اخذ المفتاح ينفي بهدوء
"هذا طلب من تايهيونغ.. أين السيارة؟!"
ابتلعت ريقها بتوتر بعد أن عرفت انه طلب ذلك لتتجه معه ناحيه مكان السيارة مستسلمة للامر.
.
.
..
..
.
..
.
. َ
..
..
..
.
..
. َ
..
..
.َ
.
َ.
..
..
..
.
.
..
..
........
رأيكم؟!
أنت تقرأ
*[He is the one who healed me] <TE>*
Random" عدني.. انكَ ستمنحني هذا الدفء كلما أبصرت دموعي.." "الموت موجعٌ.. والفراق أكثر ألما.. كلانا تجرع من نفس الكأس.." "لن نبتعد.. لن تشعر بالفراق من جديد.." "هو من عافاني.."