الفصل الاول (جثه في منزلنا المتواضع )

742 17 0
                                    

سوره ياسين سامعها بتتردد حواليا
اصوات بكاء ونحيب
حوارات متداخله كالاتي :
- انا مش مصدقه لحد دلوقتي
- يارب صبرنا يارب
- انا لله وانا اليه راجعون
طيب انا فين ؟! واقف عند باب شقتنا وسامع كل ده ومتردد ادخل او لأ .
بعد تفكير ليس بطويل...( زقيت الباب ودخلت )..
الصاله كانت خليط من رجاله على ستات
وقفت ابصلهم اشوف اعرف مين فيهم .
مش عارفه حد..........لا استنوا .
دا جارنا عم ( خلاف ) .
والحاج مختار ابويا الروحي فاكرينه طبعا .
والشيخ ( لطفي ) بسبحته اللي مبتفارقش ايده ابدا .
ووالدي الحاج ( مصطفى فوده )
وخالتي ( صفيه ) وشويه ستات مع امي وكلهم لابسين اسود .
واتفتح باب اوضتي ولقيت ( امنيه ) اختي طالعه منها وبتشاور ل ( ماما ) راحتلها .
اتكلموا فحاجه مع بعض......حاولت اسمع معرفتش ! روحتلهم عشان افهم....اتحركوا ودخلوا المطبخ وتجاهلوني الاتنين .
معرفش فيه اي ؟!.....حتى الرجاله لما دخلت محدش اداني ادنى اهتمام.
هما مش عاوزين ينسوا ابدا اللي حصل وهيفضلوا على طول قافشين عليا كده ولا اي ؟
وبعدين ( امنيه ) داخله اوضتي بتاع اي ؟ دانا لما بدخل اوضتها مبخلصش من لسانها الطويل !
انا ادخل اوضتي افضل واشتري دماغي من وجع الدماغ دا كله .
زقيت الباب ودخلت الاوضه وقفلته ورايا....
مديت ايدي نورت نور الاوضه......صرخت صرخه تصحي الاموات لأني....لأني....لأني...
لقيت جسم على السرير....او بمعنى اصح جثه متغطيه بملايه .
نفس مشهد وفاه عمي بيتعاد كله تاني.....طب ازاي؟...
الزمن بيتكرر تاني ازاي؟! حد يفهمني !
عشان كده بقا اللي قاعدين بره دول والقرآن والستات اللي لابسه اسود !
مبقتش بخاف الحقيقه.....روحت شديت الملايه من على وشه.....
شوفته بس دا مش عمي ( شحاته )........ده ده.......ازاي؟؟!
ده انا.......( نادر مصطفى عبدالرحيم فوده ) .
انا ميت..........انا صاحي.........ميت على السرير......وصاحي ببص عليا......هوا فيه ايه ؟!
مسكت جثتي مت اكتافها وبدأت اهزها بعنف ولكن مفيش اي فايده......
جريت على المرايه الكبيره اللي عندي...اللي لسه مشروخه من المره اللي فاتت...وبصيت فيها......مفيش اي صوره......يعني انا روح او شبح او طيف ملوش وجود !
اتفتح باب الاوضه ومعاه دوشه كبيره وزعيق...ظهرت امي و تلت اربع ستات بيمنعوها من الدخول .
دخلت في الاخر واول ما دخلت صرخت وقالت :
- مين كشف ابني....حرام عليكوا الميت له حرمه ابني لأ....ابني لأ....
غطت الجثه واترمت عليها وهاتك يا عياط لحد ما الستات اتمكنوا منها وشدوها بره وخرجوا وقفلوا باب الاوضة......
وانا دوري متفرج لا اكثر ولا اقل !
قعدت على طرف السرير افكر....
طب اي.....هل هيبقى الحال كما هو عليه ؟؟؟
هل دي بقا الحدوته اللي بتيجي في الافلام ؟
هل دي بقا الروح المتعلقه اللي بتفضل بين الحياة و الموت ؟
اللي صاحبها بيموت وبتفضل الروح سارحه كده او تايهه ؟
بيقولوا ان ده بيحصل لما تكون الروح عاوزه توصل رساله معينه من صاحبها للناس انه مثلا مات مقتول او انه عنده سر معين عاوز يوصله لشخص ما .
بس دينيا دا تخريف مطلق...البني ادم لما روحه بتتقبض بتصعد لبارئها مش بتقضيها لف هنا وهناك...
يعني مالاخر دا شغل افلام خيال علمي مش اكتر !
اومال انا ايه دلوقتي ؟؟ وليه انا كروح مستني ! يعني هوا كان حد راح وجرب ورجع حكالنا.....مش يمكن هوا ده الموت !....
الباب اتفتح لقيت الحاج ( مختار ) دخل وقفل الباب وشد كرسي وقعد جنب السرير وبدأ يتكلم :
- ليه يا ( نادر ).....ليه يا ابني......ياما قلتلك انك بتفكرني بشبابي....ليه دخلت في الحته التانيه دي....ليه اصريت تكمل في الطريق ده......ليه؟؟؟
انا السبب....انا اللي وديتك السكه دي من الاول بإيدي
بس بس...انا وديتك ل ( لطفي ) مكنتش اعرف انك هتمشي فالسكه الشمال دي..
وياما سألتك وياما نبهتك لما بدأت اشك...لكنك كانت دماغك ناشفه ، ولأن عندك نفس الفضول اللي كان عندي في شبابي.....فمهما كنت هعمل كنت هتنفذ اللي فدماغك يا ( نادر )
- فضل يرغي بشكل مبالغ فيه وبين كل جمله والتانيه كالعاده لازم يقول جملته الشهيره اللي انتوا حافظينها طبعا : اني بفكره بريعان شبابه.....
انا بس كنت مستنيه يقول انا مت ازاي ؟ لأني مش فاكر اي حاجة......
انا كل اللي فاكره اني بدأت تدريب في جورنال مش مشهور اوي اسمه ( عمق الحدث ) بروح مرتين في الاسبوع ويادوب روحت مرتين.....
واخر حاجه فاكرها : اني كنت في التدريب وطلبت من عم مدبولي الساعي كوباية شاي...
عمال اعصر فدماغي ايه اللي حصل...مفيش فايده مش فاكر ابدا....

نادر فوده ٢ ( كساب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن