«براءتها المغدورة»
««مستوحاة من أحداثٍ حقيقة»»
••••إنـه الصـيف، حيث أشعة الشمس ذات الحرارة المعتدلة-في تلك الفترة من الزمن-وحيثُ نسمات الهواء الدافئة، وصوت زقزقة العصافير التي تُطرب صاحبة الأذنين الصغيرتين والوجه الطفولي البريء، خرجت تلك الطفلة ذات الأربع سنوات وقت الظهيرة
من منزلها لتشتري شيئًا من "الدكان" الذي لا يبعد عن بيتهم إلا بثلاثة شوارع بعد أن أخذت إذن أمهـا بالخروج طبعًا، راحت تتهادىٰ في مشيتها الطفولية تُدندن فرحةً بما معـها من مالٍ والذي لم يكن سوى جنيهًا مصريًا واحدًا ولكنه كان يكفي في ذلك الوقت من الزمان وزيادة، وحتى لو لم يكن يكفي في ذاك الوقت فعلامات الرضا التي في عينيها ستجعله يكفي رغمًا عن أنفه، فهي بطبيعتها ممن تملَّكتهم القناعة ولم تكن يومًـا من المدللات اللواتي يطلبن المزيد ليُرضيهن، بل كانت حييّة خجولة حتى من أبويها وخصـوصًا أبيها الذي لا يستقرُّ في البلاد كثيرًا لكثرة سفره خارج الدولة لتوفير لقمة العيش لأولاده الخمسة والذين تتوسطهم هذه الصغيرة..
الناسُ نيامٌ في هذا الوقت من النهار كعادة غالبية سكان الريف ولا سيما هنا في "العزبة" الصغيرة...ولكن الصغيرة ذات العينين البُنيَّـتَين لن تستطيع الانتظـار لوقت العصـر ومقاومة رغبتها في شـراء قطعـة الحلوىٰ المفضلة بالنسبة لها ناهيك عن رغبتها المـلحة أيضًا في التمشـية والتهادي إلى المحل بزيها الجديد الذي اشـتراه لها أبيها من خارج البلاد وقد فاجئها به يوم أمس لما عاد من غُربته..
كم بدت جميلة وهي تقفز على درجات السلم، بعد أن فتحت باب الطابق الأرضي والذي تعلوه شقتهم لتخرج وتغلق خلفها الباب برفق لئلا تزعج أحدًا من أفراد عائلة عمها الذين يحتلون هذا الطابق وهي متأكدة أنهم يغطون في نومٍ عميق، تنظر كل ثانيتين تقريبًا إلى الزيّ الجديد المكون من برمودا من الجينز الأبيض تصل بالكاد إلىٰ ركبتيها، وبلوزتها ذات النصف كُم باللون السكري والمرسوم عليها شخصية كرتونية شهيرة، ولن ننسىٰ طبعًـا تسريحة شعرها التي كانت على هيئة ذيل حصان وكم كانت سعيدة بها فأمها وافقت بصعوبة على هذه التسريحة..
قفزت بتدللٍ ورشاقة تتلائم مع جسدها النحيف والرقيق على آخر درجات السلم وكفها الرقيق يقبض بحرص على كنزها المالي الثمين الذي أعطاه لها الوالد، ثم بدأت أول خطواتها في الشارع تنظر لآخره وكأن الأمـل هناك ينتظرها حين تصل إلى ناصيته..ولا أعرف حقًا أكان الأمـل مَن ينتظرها على مقدمة الشـارع أَم..الذبح!
وصلت حيث أول الشارع وعندما التفتت لليمين ومشت بضع خطوات استمعت لمَن يُصدر صوتًا-نستخدمه لمشاكسة القطط- ليلفت انتباهها له؛ فالتفتت الصغيرة بنظراتٍ بريئة عكس النظرات الشيطانية التي أُلقيت بها..
-بسبس
إنه الشاب ابن أصحاب البيت الواقع في الصف المقابل للصف الذي يرتص فيه منزلها جوار باقية المنازل، إلا أن منزله يقع على مقدمة الصف الذي يقع فيه..
أنت تقرأ
كيف تذبحُ طفلًا.
Mystery / Thriller•«منبوذةٌ من أقرب النـاس، تُلقيها الأيادي ولا تتلقفها الأُخرىٰ، انتُهكت طفلةً فعانت ويلات الذل، ووحده مَن كان يعلم أنها مسلوبة الطفولة.. ووحدها مَن تعلمُ أنها مغدورة البراءة!». •مستوحاة من أحداثٍ حقيقة.