Part 12
جلس سليم مرة أخرى وهو يُجيب رحيم بـ قلق: في حاجة ولا إيه؟
رحيم بـ نفاذ صبر: أيوة فيه!
ثُم نادى بـ صوت جهوري: يا مامااا، تعالي من فضلك إنتِ وأبويا..
خرج الحاج عبد الكريم من غُرفته وهو يحمل إبن مها بين يديه ويقول بـ إرهاق: بتزعق كدا ليه يا رحيم مالك.
خرجت والدتُه من المطبخ وخلفها مها ونجمة، وكانت مها مُنكمشة في ذاتها حُزنًا وهي تنظُر له من خلف ظهر نجمة
نظر لها وهو يرفع حاجبًا وقال بعد ما جلست والدتُه موجهًا حديثه لـ مها زوجته: خُدي الولاد وإطلعي فوق
فتحت مها شفتيها صدمة من الجفاء الذي يتعامل به معها فـ قالت والدتُه: تطلع فوق فين؟ قول قُدامها لو حاجة تخُصك دي مراتك ومن حقها!
رحيم بـ سُخرية: بجد والله؟ طب حلو.. إقعُدي يا مدام عشان تسمعي
جلست مها وهي تلتقط أنفاسها بـ صعوبة بالغة خوفًا من ما سيحدُث
رحيم بـ جدية: أنا هتجوز فرح.
والدُه بـ غضب: نعم يخويا؟؟
وضعت مها يدها على قلبها لإن نبضات قلبها تسارعت بـ شكل مُبالغ فيه، وهي ترى ما حولها مشوش
والدة رحيم وقفت وجائت لتصفعُه على وجهه، لكنه أوقف يدها بـ يده وقال: هتمدي إيدك عليا عشان هتجوز البنت اللي بحبها؟؟ اللي حرمتوني منها عشان اللي عاملة مسكينة وكُل شوية تنزل تشتكيني ليكي!! اللي إتعرفت على فرح مخصوص عشان تتقربلي وتفرق بيننا وتاخُدني ليهاا
نظر لـ مها وقال بـ قسوة: لسه فاكر المسكنة والهبل اللي عملتيهُم إنتِ وقريبتك على أمي وأبويا لغاية ما كرهتيهم في فرح عشان تاخدي مكانها، لو مشي عليهُم مسكنتك مش هتمشي عليا
صفعته والدته بيدها في صدره وقالت: يعني مش عشان فرح قالت هتسيبك وعملت مشاكل بيني وبين أختي وخدنا كلمتين من خالتك؟؟ ومش إتخطبت ورجعت فسخت!! إيه اللي فكرها بيك بعد ما فتحت بيت!!
رحيم بصُراخ: أنا بحبهااا، ملعون أبو كرامة العيلة اللي تخليكُم تتبروا مني لو متجوزتش ست مها
والدتُه بغضب: وخلفت منها لييه لما إنت مُجبر!
إنهمر خط من الدموع على وجه رحيم الغاضب وقال: واحدة ست معايا في نفس الشقة، مستنيين مني إيييه!
وضعت مها يدها على فمها وركضت خارج الشقة، للأعلى.. تاركة أطفالها وهي كُل ما في رأسها أن تأخُذ حقيبة يدها وترحل
إلى أين! لا تعلم، چل ما تعلمُه أنها لم تعُد تتحمل، ولن تتحمل أن تسترد فرح رحيم بعد أن أصبح ملكًا لها.. كـ جسد بلا روح
إلتقطت حقيبتها لتُقابل سليم على الدرج يقول بـ شفقة: رايحة فين بس
مها بُبكاء: وغلاوة مراتك ووالدتك عندك، تبعد عن طريقي يا سليم خليني أمشي
سليم بهدوء: مش هتمشي يا مها دا بيتك وبيت عيالك، لو عاوز هو يمشي يروحلها يمشي
مها بـ تعب وحُزن: بالله عليك أنا مش شايفة قُدامي، لو مبعدتش يا سليم هرمي نفسي من فوق السلم.
سليم بـ صدمة: وعوزاني أسيبك تنزلي لوحدك؟ طب على الأقل أوصلك
وضعت مها يدها فوق فمها وهي تركُض على الدرج، لم تعُد تحتمل، نفسيتها ومشاعرها تحط|موا لدرجة لم تأخُذ أطفالها
وصلت للشارع.. المصابيح تبُث أضواؤها الصفراء الباهتة على الشارع.. ومطر خفيف نزل فوق رأس مها، نظرت للأعلى وهي تنظُر للبناية بحُزن عميق
القهوة في الشارع الجانبي إنبعث منها صوت ليلى مُراد، تضع الن|ار فوق الجرح " ماليش أمل في الدُنيا دي، غير إني أشوفك متهني.. حتى إن لقيت إن بعادي، راح يسعدك إبعد عني "
أغلقت عيناها بـ قوة وهي تبكي بمرارة، أشارت بيدها لسيارة أجرة.. وقفت السيارة وجلست مها في الخلف، كانت تنظُر لمدخل البناية بأمل أن يلحق بها رحيم
لكن المدخل كان مُظلم، كـ قلبُه تمامًا
سائق الأجرة: على فين يا ست؟
تفوهت مها بـ عنوان بـ صوت باهت، فـ إنطلقت السيارة مُبتعدة عن البناية* في شقة الحاج عبد الكريم
الحاج عبد الكريم موجهًا حديثُه لـ رحيم: مش يابني لما إنفصلت عن فرح هي راحت إتخطبت؟ وأمها غلطت فيك وفي أمك؟ ما طبيعي نرُد كرامتنا بإننا نخطُبلك
والدتُه بـ عتاب: ومها بنت حلال، يتيمة وملهاش غيرنا وما صدقت من كُتر حُبها فيك وافقت..
رحيم وقف غاضبًا: تعمدتوا تخطبولي صاحبتها عشان توجعوها وتوجعوني، ما كان في بنات كتير و..
قاطعته والدته وقالت: عشان ربنا بيحبنا جابلنا مها في طريقنا، عشان بنت حلال وصيناك تتمنالك الرضا ترضى
إقتحم سليم جلستهُم وهو يقول: لكن البني أدم مبيعرفش قيمة اللي في إيده غير لما يخسرُه
يارا بإستفزاز: يا جماعة هو مبيحبهاش، أوك هي بتحبه بس بالعقل كدة واحدة مبيحبهاش نفرضها عليه ليه، سيبوه يتجوز اللي بيحبها!
نديم بنفاذ صبر: تعرفي تخرسي؟
يارا بصدمة: بتكلمني أنا كدة؟
نديم بـ نظرة غريبة: عليا الطلاق بالتلاتة، لو ما طلعتي فوق وخدتي البنت معاكي لا تكون ليلة سودا إنهاردة
ثُم صرخ في وجهها قائلًا: فووق
قامت يارا بـ غضب وحملت طفلتها وصعدت لـ شقتها
نديم بعدم إستيعاب: يعني إنت دلوقتي لو إتجوزت فرح هترتاح!! متأكد؟؟
رحيم بإصرار: أيوة عشان بحبها!!والدته بصدمة: مش هيحصل أي حاجة غير لما نشوف رأي مها...
يتبع..
#مسافات_مشاعر
#بقلميييييي
#روزان_مصطفى
أنت تقرأ
مسا فـــــات مشاعـــــــــر ♡
Romance" أن تحتضِن شريكك، وتشعُر في ذات الوقت أنهُ بعيد عنك بـِ أميال "