00

37 1 0
                                    

أجلس إلى النافذة بصمت و شرود ، الغيوم تحط على الجبال كأنها تريد تغطيتها من شيء ما ، من نور الشمس ربما ؟ من يدري ! لا وجود للشمس في هذا الوقت حتى .

لا يبدو أننا في أواخر تموز قط ، استمرت الأمطار في التساقط لخمسة أيام على التوالي . لا تزال قطرات الندى على النباتات ، و على سيارتي ال g.class السوداء على مقربة من هنا . ليتني لم أتكاسل عن إدخالها للمرأب ، الآن ، سأتكلف عناءا مضاعفا كي أغسلها . لكن الجو كان مشمسا ساعة الزوال حبا بالرب ! من يكترث على أية حال سأطلب من إدريان تنظيفها بعد إنهاء عمله .

بالحديث عن إدريان ، إنه شخص منطوي على نفسه . هادئ جدا و لا يحب المشاكل أو المناقشات الطويلة ، لا يكثرت سوى للنوم أو ألعاب الفيديو ، لكنه ذكي جدآ فيما يخص التهكير و الاختراق ، يحصل على المعلومات بسرعة و يساعدني في مهامي . لم أخطئ باختياره ك يدي اليمنى رغم أنه ليس الأفضل ، ربما هو بالمستوى الثاني . لكن مامن مشكلة مادمت أثق به و بقدراته . سبق لي و أن وثقت بالآخرين ثقة تامة ، و قد كان ذلك -على الأرجح- سبب فشلي سابقا . لكن هذا الفتى هو الوحيد الذي أثق به ثقة عمياء ، كنت و لازلت و سأبقى ماحييت .

يقاطع تأملي هطول رذاذ من المطر على سطح النافذة

- سحقا .

أرتدي سترتي لأركن السيارة و أعود لأرتمي بين أحضان سريري . أحمل مذكراتي بغية صنع خطط محكمة لأوقع بالعدو التالي . نعم لقد اقتربت من فريستي !

بالحديث عن جريمتي التالية ، لا أريد أي خطأ فيها ، لاسيما و أنني على المحك على الصعيد السري ، فالشرطة أوشكت على اكتشاف أمري . لطالما كانت عمليات الإغتيال الأخيرة من طرفي ، و بذات القدر فهي مثيرة للإرتياب بشكل غريب . ليس و كأن أحدهم يستطيع إكتشاف أمري ، خصوصا تأديتي للواجب مع الأعداء على أكمل وجه .

أتسمر في مكاني . أنظر حولي . لا دفئ لهذا المكان ، ليس التدفئة على أية حال ، فهي تعمه . لدرجة أنني أشعر بالحر في عز الشتاء ! ربما من الحنق الذي يعتريني ؟ أو من الألم الذي ينهش صدري في كل مرة أتذكر فيها ما الدافع لأمضي في ما أنا فيه ؟ أو السبب الذي يجعلني لا أزال على قيد الحياة .

لا يروقني أن أجلس بدون حراك أو خطة ، دون الإنشغال بأمر ما مهما كان بسيطا ، ليس دون سبب فكلما أسهبت في الإستلقاء أو المكوث ساكنة يستسلم عقلي للإفراط في التفكير ، و استرجاع الماضي ، و العبث بمصير الحاضر . هكذا أنا ، مهما فرطت قوتي ، هدوء أعصابي و حتى برودتي . تستيقظ تلك الصغيرة بداخلي لتحيى مرة أخرى ، و هي تمرر شريط طفولتي البائسة على مخيلتي -من جديد-

..

- لماذا الكوكيز خاصتك ألذ من ذاك الذي تصنعه أمي يا جدة ؟؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Law Of Love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن