البداية

69 8 5
                                    

المفترض أنها مجموعة قصصية عن النساء وقضايا المرأة لو فيه قصية معينة حابين أتكلم عنها أكتبولي تفاصيلها ^_^

أولى هذه القصص قضية اجتماعية مهمة هي فكرة تخطي الفتاة لعمر معين دون زواج حيث يتهافت المجتمع عليها بلقب 

(البايرة)

______________________________________________________________________________

الرسالة الأولى ...

" ماذا بعد هل يتوجب علينا فقط التبرير والاحترام دون أن يكون متبادل"

________________________________________________________________________

لا تنسوا النجمة يا شباب...

اكتبوا تاريخ قراءتكم للبارت

في صميم قلبي عرفت أنه ليس الشخص المناسب, من البداية كنت أشعر أن هذا ليس صائبًا ولكن في بلادنا لو ظلت الفتاة بدون زواج تُنعت ب(البايرة ), ويظل هذا اللقب كاسمها في كل لقاء تتعمد أحداهن إلقاءه في وجهكِ حتى ينفذ صبرك فتصرخي عليها, فيضاف لقب جديد لكِ ( عديمة التربية ) وبذا تضاف جمل كثيرة مع لقبك الجديد .

" مثل هذه الفتاة لا تستحق الزواج " وكأن في الزواج ما يستحق وما لا يستحق

" علمتُ الآن سبب عنوستها " .... تخمين ممتاز لأنها عديمة التربية

" كيف لها أن ترد على الكبار؟ " إذا ما فطروا قلبها وأهانوها هي وأهلها بكلمات لا دخل لهم لكي يقولوها

" متباهية... تظن نفسها شيء لتكلم الكبار بهذا الشكل "

وها أنا بعد عام من زواجي من ذاك الرجل الذي زار منزلنا في ليلة أشبه بنار جهنم من حرارتها بقامته القصيرة وجسده الممتليء وعيناه التي ظلت تراقب كل شيء في منزلنا كأنه غريب جاء من كوكب آخر, كان في عامه الخامس والثلاثين وأنا ( عديمة التربية-البايرة ) في عامي الخامس والعشرين

" عشر سنوات يا أبي ... الفارق بيننا كبير " قلتها لوالدي عندما دخل عليَّ الغرفة والسعادة تطل من عينيه شعرتُ كأنني أعتصر هذه السعادة بجملتي

أكفهر وجهه وهو يحدق بي بطريقة لم أعهدها منه " وما بها العشر سنوات كنتُ أكبر من أمك بأكثر منهم . صمت قليلًا كأنما تذكر ما حدث سابقًا ثم أردف مغادرًا " لا وقت فُرصك صارت قليلة "

تركني مع هذه الجملة تنهش فيَّ ما تبقى من حياتي عن أي فرص يتحدث ؟ هل تقل فرص المرء كلما كبر؟ إذا جدتي البالغة من العمر ثمانون عاماً لا فرص لها ؟ من سمح لهم بتحديدي بهذا الشكل ؟ هل تباع الفرص ياترى ؟ هل يُمنع بيعها لأكبر من عشرين عامًا ؟

جلستُ معه فيما أطلقوا عليه مسمى رؤية شريعة غير أن كل شيء قد تحدد وعقدوا النية على الخلاص مني ولكنني لم أره أو أحدثه حتى يوم كتب كتابنا فلا وقت للخطوبة والمحادثات التي تضر بمستقبل الصفقة ( الجوازة )

تركتُ بيت أهلي وتركني أهلي له أمانة لم يصنها سافر بعد زواجنا وتركني أخدم أمه كان يردد يوميًا على مسامعي " أمي سيدة المنزل ما تقوله يصير وما ترفضه لا يحدث فلا تتدللي " كنت أعرف أنه ليس بالشخص المناسب ولكنني لم أتكلم لم أرفض لم أقرر ما سأفعل, تركتني معهم هناك في منزل والدي الريفي البسيط المنزل الذي ماتت أمي فيه بعد أن هجرها والدي وتزوج ابنة عمه

" زوجة بلا فائدة ... تظنين أنك بنت البارحة عن أي رحلة وأي شهر عسل ذاك "

" تزوجك ابني المسكين وأنتي البايرة وهو في عز شبابه مشفقاً عليكي ليسترك ِ " ليته ما أشفق ليتني ما صمت.

ولكن الآن كل هذا تغير فها أنا أستعد لحملك بين يداي ياعزيزي أنت ستكون عوضي في هذه الدنيا تحميني منهم, مؤنسي في وحدتي ,الوحيد الذي لن يتركني وأعدك ألا أتركك ما حييت ياحبيبي .

أغلقتُ دفتري الذي أكتبُ فيه كل الأحداث التي مرت من فوقي وهرستني ولكنها في النهاية مرت رغم كل شيء...

" حان موعد الولادة . ألم يأتي والد الطفل بعد؟ " قالها الطبيب الذي ظل يسأل عن والد الطفل من أول فحص لي عنده لولا أن أمه أكدت أنني متزوجة لعقد يميناً على أنني أنجبه بلا أب

" والد الطفل مسافر لديه أشغال تعرف الشباب طموحين للغاية هذه الأيام أيها الطبيب " قالتها حماتي بنظرة تملق مصطنعة فتركها الطبيب ورحل - كمن لم يعجبه الرد ولم تعجبه الطريقة - وهو يطلب من الممرضة تجهيزي للعملية وأنا في الغرفة سمعت همهمة بين الممرضات مشفقة على حالي

" مجددًا!! بدون زوجها المسكينة "

" من بداية المتابعة وهو مشغول "

" حال الرجال هذه الأيام, ألا يريد حتى رؤية ابنه على الأقل ؟ "

تجاهلتُ نظراتهن وتعليقاتهن حتى محاولتهن للتودد لي والشفقة الملفحة في عبارتهن لن تؤذيني فسعادتي بوليدي أنستني حتى عدم وجوده - ما كانوا يطلقون عليه أجل- ( زوجي ) جاء الطبيب وصار الأمر بسرعةٍ من بعدها ,لم يكد ينته حتى سمعت بلبلة في المكان وضحكات بين الممرضات ظللتُ أراقب كل شيء واعية لما يحدث وكل جوارحي تنادي على صغيري دائمًا ما كانت أمي تردد قبل رحيلها قصة ولادتي وشعورها يومها ما بين قلق مفرط , خوف من قادم , وسعادة تغطي عليهما...

أتذكر كلماتها وهي تضمني في شرفة المنزل ليلة وفاتها كنت في السادسة حينها, ولكنني أتذكر كما لا أتذكر سواها وهي تبتسم وتلوح كشفق أزرق متألق في سمائي كانت تناديني بـ "شَجَاعَتِي" تقول دوماً: " الأم تكتسب شجاعةً مفرطةً إذا ما أنجبت " تضيف كنت أخاف قبلك من كل شيء وصرت أشعر بعدك أن العالم يهابني, حتى يريد أخذك لأعود خائفة مجددًا "

" ها هي الصغيرة وبصحة جيدة أيضًا " قالتها الممرضة وهي تصطنعالسعادة لخطأ الطبيب في تقرير هل وليدي فتاة أم فتى لم أستوعب ما قالت ظننتهاأخطأت في تحديد نوع الوليد أمسكتها نظرت فيها جيدًا بالفعل إنها فتاة " هذهليست ابني من المفترض أن يكون ذكرًا...

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ما رأيكم برد فعلها؟

ترى هل ترمي الفتاة بالفعل ؟

هل تقبل العائلة بهذه الطفلة ؟

لو لقيت تفاعل هنزل الحلقة الثانية بعد بكرا ... ^_^


البايرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن