فِي وَسَطِ الجَامِعة تَضع سَماعاتِها وتَسمع أُغنِيَتُهَا المُفَضلة
أَلحَانُها إِخترقَت مَسمَعِهاهِيَ مُغرَمة وَبِشِّدة بِهَذهِ الأُغنِية ، لَا تَستَطِيع إِكمالُ يَومِها دُونَ أَن تَستَمِع إِليهَا
" أَنا يَائِس،مُحَطَم، لِذا إنتَظرنِي فِي السَماء"
كَلِماتُ الأُغنية إِستَطاعَت تَجسيدُها فِي عِلاقَتِها القَديمة ، شَخصيَتِها قَد بُنِيَت عَلى هَذهِ الأُغنية ، تَشعُر بِأَحاسيسٍ مُمَيزة عِندَ إِستِماعِها لِهَذهِ الأُغنِية وَتستطيعُ الجَزم بِأَنَّ أَيَّ شَخصٍ يَستَمِع إِليهَا يَمتَلِك ذَوقًا فَريدًا
جَلَسَت فِي الحَديقة الخَلفية الخَاصة بالجامِعة لِتستمتع بِمُفرَدِها مَع ألحانُ الأُغنية وكُوب القهوة خاصَتُها
لَكِنَّها إِستمَعت لِأَحدهم يَعزِف ، ذاتَ الألحان الَتِي تُدمِنُها هِي
رَأَت الغيتار لِتَجد الحرف ذاته ، إِنَّهُ الرَجُل الَذِي رَأَته على الشاطِىء
كَانَ يَعزفُ ما تُحِبُ سماعهُ مَرةً أُخرى ، أَزالت سماعاتَها سَريعًا لِتسمع لِعَزفِهكَانت مُندَمِجة، تُدَندِن بِكَلِماتِ الأُغنِية إِلى أَن تكلمَ الرَجُل
"عُذرًا هَل عَزفي أَزعَجُكِ؟ أَعني لا أحد هُنا قَد أَكونُ مَصدرًا للإزعاج" تكلم بِلَباقة لِتَرُدَ
"أَبدًا، أَنتَ تَعزِفُ أُغنيَتِي المُفَضلة الَتِي أَستَمِعُ إِليها يَوميًا لِمُدة سَنتان مُتتالية" تكلمت لِتبتسم لَه
إِبتَسمَ إِبتسامَةً عَريضة، لا أَحدَ يُضاهِي سَعادَتَهُ عِندما وَجَدَ أَحدَهُم يُحِبُ هَذهِ الأُغنية بِقَدرِه
رَفعت نَظرِها لِتُدَقق بِمَلامِحهِ ، وَلَمْ تَظنُ يَومًا بِأَنَّهُ هَذا أَفضلَ شَيءٍ فَعَلَته.
كانَ يَمتَلِك بَشره حِنطية دَافِئة صَافئِة تَخلو مِن أَيِّ عَيب ، تَلمعُ كَالعَسَل ، شَعرَهُ باللون الأَسود الفَحمِي يَرفَعَهُ للأَعلى مُظهِرًا جَبهَتَهُ المُتناسِقة بِدِّقة ، يَمتَلِك حَاجِبان كَثيفان فَحميان يُرخِيهما مُستَمتِعًا بِما يَعزِف
عَيناه كَبيرة تَلمع بُندِقيتان تَحمِلان لَونًا كَلَونِ قَهوَتِها المُفَضلة
عَيناه كانَت تَشُعُ كَالذَهَب.أَنفَهُ كَان حادًا يُضيفُ الكَمال عَلى وَجههُ وكَانَت شَفتاه كَرزية السُفلى مُنتَفِخة قَليلًا ، لَديه غَمازة قَد أَصبحت وَاضِحة حِينَ إِبتَسم
وَحينَ إِبتَسم شَعرت بِأَحساس المَقطوعة
"أَنتَ ذَهبي للغاية" وَهُوَ كانَ يَشُّعُ كالذَهب فِعليًا ، كَانَ مِثاليفَكَهُ كَانَ حادًا للغاية ، تَقاسِيمُ وَجهَهُ كانَت مُمَيزة ، مُميزة لِدرجة إِنَّك سَتَحفَظ تَفاصِيلَهُ كُلُّها دُونَ أَنّ تُحاوِل ، وَما أَضفَى عَلى كَمالِه كَمالًا هُوَ تِلكَ العلامة الَتِي عَلى رَقَبَتِه
عَلامةُُ حَصَلَ عَليها عِندما وُلِدَ ، تَتَجسد عَلى شَكلِ قَلب صَغير عَلى جانِبِ رَقَبَته
أَكتَافَهُ كَانَت عَريضة وَيداه تتحرك بِبَراعة عَلى أَوتارِ الغيتاريَرتَدي سُترة باللون 'البَيج" وبِنطال أَسود وَبلوزة باللون الأبيض مُخططة باللون الأَسود ، رَائِحةُ عِطرِه الرِجالِية تَستطيعُ إِستِنشاقِها حَتى لَو كُنتَ عَلى بُعدِ مِترًا كامِلًا
لَديه رَائِحة عِطر مُميزة مِثله تَمامًا.
لِجَمالِه وَدَّت لَو أن تستطيع تَصويره كَي تَرسُمَهُ فَهُوَ يَبدو كَالفَن ، ذَلِكَ النَوع مِنَ الفُنون الَذي يَجذِبَك لِتَأَمُلِه ، لِإِستِكشافِه
تَشعُر بالفُضول القَاتِل عَن هَذا الرَجُل المُمَيز الَذي يَشِّعُ بِأَطيافٍ مِنَ الذَهب ، لَا تَدري إذا كانَ مِنَ المَسموح لَها أَخذ خُطوة للأَمام أَم تَنسَحِب فَقط
لَكِنّ فِكرَةُ الإِنسِحاب كَانَت أَكبرُ مِنها، لَن تستطيع فِعلَ هَذا بَعدمَا وَجدت شَخصًا أَثارَ إِهتمامُها بعدَ فَترة تُقارِبُ الأَبدية مُنذُ آخِر مَرة إِهتمَت بِأَحَدِهم
تَجزُمُ إِنَّها لَن تَندم لو تَعرفَت عَليه وإقترَبت مِنه.
"ماهوَ اسمك؟" نَطقت مُباشِرة الحَديث
"بارك جونقسونق، تَستطِيعين مُناداتي جاي، وَأَنتِ؟"ردَّ عليها السُؤال ذاتَه
"لُونا، ناديني لُونا فَقط" رَدَّت عَليه وَهِيَ تَنظُر مُباشرةً بِعَيناه
"تَشرفتُ بِمَعرِفَتُكِ" تكلم جاي بِإبتِسامة لِتَشعُر بِخافِقها يَتَخَبَط
"أَتعلم جاي؟" سَأَلتَهُ وَهي تنظُر إليه
"ما الأمر؟" نَطقَ بِتساؤلٍ
"أَنتَ ذَهَبي للغاية، أنتَ تشعُ كالذهب".