أبوكاليبس (3) Apocalypse

32 9 8
                                    

أبوكاليبس:
النبوءة،
كشفُ الحُجُب،
انتهاء العالم.. بفناء من نحب.

🏅القصة القصيرة الحائزة على جائزة أفضل عمل روائي للموسم الخامس بمويك أسيوط - جامعة أسيوط.🏅

༺༻

- لمَ أنتِ هنا، لمَ أنتِ هنا!

- ...

-لم أنت هنا!! لمَ أنتِ هنا!!! لم أنتِ هنا!!!!! هاه!! لم أنتِ هنا!!

سمعت زميلتي ديانا من الغرفة المجاورة صراخي الهستيريّ فوق رأس العجوز، بالعروقِ التي غزت رقبتي، وجروح وجهي المثخنة بأفاعيل القدر، بدوْتُ لها مجنونة. طلبت مني حينها أن أرتاح في المطعم المركزيّ القذر فلم أستطع رفض طلبها، بل لم أقدر حتى على نطق كلمة. جلستُ بطاولةٍ نائية وطلبتُ قهوةً علِّي أستفيق من ألمي. بقيتُ على حالي ساعةً كاملة.

تيك تاك.. تيك تاك.. تيك تاك

قُلت في نفسي "لا مفر من الأمر، إن لم تعرفي الخطوة القادمة فسيقتُلكِ الانتظار على أي حال" وبسرعة فتحت الرزمة قبل أن أعدِل عن رأيي.

الإدراك صعب، وثقيل. فور قراءتي للصفحة التي فتحتها انتابتني نوبة ضحك هستيرية، تفاقم الأمر إلى بكاءٍ وصراخٍ وتشنّج؛ كلٌّ في آنٍ واحد.

"شنقت أمي نفسها، بعد أن علمت بموتِ بيتر. شنقت نفسها بالحبلِ الذي لطالما جلدتني به، في اعتذارٍ وفي مرارة، لقت أمي نحبها."

..

ما أقبحها من كذبة، حينما يخبرك شخصٌ أن الحياة يمكن لها أن تمضي لو نأت عنك أنفاسُ أحبابِك، الحياةُ لا تمضي، الحياة تقف، كأن الكوكب قد فقد محوره الذي كان يدور حوله. من يصدقُ القمر، لو أجزَم أنه كان يضوي يومًا، إذا ما غابت عنه شمسه.

  استفاق جسد لورين بعد مرور ثلاثة أسابيع من انتحار أمها، ولم يستفق عقلها بعد. توجهت إلى مشفى العجزة وكانت تحفظ طريقها عن ظهر قلب، ولما ولجت باب المشفى تلقّاها بعض زملائها بالحبور ولكنها كانت مغيبةً تمامًا عنهم. دلفت إلى غرفة العجوز، وزأرت بصوتٍ أجفَل المرافقين وطاقم التمريض الذي كان آنذاك متواجدًا في نفس الردهة. في الدقيقة التالية عالجوا إحكام يديها وأظافرها عن رقبة العجوز بشقّ الأنفس.. ولكن الأوان قد فات، حيث أن العجوز قد ماتت لعدم تحمّل رئتيها هذا الضغط الهائل من يدي لورين.

..

- افتحي الباب، أخبرتك أن تسددي ما عليكِ وأعطيتكِ مهلةً لم أعطِها لأحد من قبلك، أهكذا تردين الجميل؟ افتحي الباب وإلا كسرته فوق رأسك!

كانت لورين -قبل مجيء محصّل الإيجار- تعدّ ورقاتٍ نقدية فئة الخمسة يورو، بسرعةٍ شديدة، لا تنفكّ تفرغُ حتى تدخل في دوامة عدٍّ أخرى وسواسيّة، إلى أن قطع قرعُ الباب المفاجئ هذا السلسال وخبأت نصف الورقات في جيبها فجأة، ثم فتحت الباب.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 11 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Komori-Uta تَهـوِيـدةWhere stories live. Discover now