"تُسلب الأشياء على حين غرة، فيفاجئك الرب بإزدهار كازدهار القمر في السماء رغم وحدته."
جونغكوك, رجل في الثلاثينات من عُمره عُرف بقوته وحماسه المهول وكل ذلك بفضل من؟ بفضل ريتان، فتاةُ الأحلام شعرها اسود داكن حريرُ كشعر الحصان، تمتلك عينان لوزيتان لا يمكنك التفريق بينهم وبين حلاوة ما تعده امي صباحاً، وشفاهًا ورديتان.
كل من بالقرية تمنى أن يحظى معها ولو بحديث لمرةٍ واحدة، عُرفت بحبها العميق لجونغكوك كان تلاحقه أينما ذهب وقد لاحظ جونغكوك هذا ولكنه لم يبدي إهتماماً فكل من راه صدفة تمنى لو توقف به الزمن على هذا النحو، جونغكوك يعرف بالفعل أنه وسيم ولكنه أيضاً يدرك أن الوسامة ليست كل شئ، فهو ليس فاحش الثراء كما يعتقده البعض وعليه أن يجني المال بعرق جبينه فلا يقدم المال على طبق من فضة على أيِ حال.
بدأت قصتهما عندما طالت مدة لحاق ريتان بجونغكوك، فأخبرها جونغكوك أنه لا ينوى الزواج ورفض رفضأً قاطعاً الإفراج عن السبب، فلا يريد أن تتلاشى صورته المثالية أمام الناس ولكن ريتان أبت أن تستسلم فما كانت تشعر به تجاوز كلمة اعجاب.
حيث كانت ريتان تراه كهدية أهداها الرب لها تعويضًا عن ماضيها وتحقيقًا لأمانيها، كانت تراه شابًا ساحرًا يعمل بجد وكأن متاعب الحياة كلها قررت الذهاب إليه، كانت تراقبه دائمًا في كل حركةٍ يفعلها وكل نظرةٍ... ولكنها أيضًا لاحظت وحدته وعزلته، كانت هي الوحيدة القادرة على ملاحظة هذا كلما أبحرت في عيناه، ترا الحزن والهلاك... الهم والغضب ولكن ليس غضبًا من أحد بل غضبًا من نفسه، وكأنه يلوم نفسه على شيء ما في كل يوم وكل لحظة.
مرت أيام تتبعها أيام وريتان لم تستسلم بعد حتى قرر جونغكوك جعلها كصديقة له حتى لا يُكسر فؤاد أحدهم بسببه، أصبح جونغكوك يقضي معظم وقته الفارغ مع ريتان بعدما كان يقضيه في الإستجمام ولكن لم يزعجه هذا نوعاً ما، فأخيرا وجد من يشاركه الحديث.
ظلوا على هذا الحال لمدة لا تقل عن شهرين وريتان بداخلها شئ يحدثها بأنه سيحبها في يومٍ ما.وبالفعل لقد كان حدسها صحيح فبدأت المشاعر تتمكن من جونغكوك ولكنه أبى الإنصات لقلبه تحت مُسَّمى الأصدقاء، ولكنه مع الوقت علم أنها ليست مجرد نزوة وأنه يحبها بصدق، فما تتملكه دائمًا من أحاسيس ليست بهينة، كلما نظرت إليه.. كلما أظهرت إبتسامتها الشغوفة.. كلما كانت تمسك بيده أو تبدي قلقها من أبسط الأشياء، كل هذه الأشياء التي بنظر ريتان أفعال طبيعية كانت بنظره هو ما فقده منذ مدة بدت وكأنها عقود.
بالطبع كان يشعر بالإرتباك، كما الحال مع ريتان ولكن شعور الحماسة كان يغلب التوتر بالنسبة لها.مضى على هذه الحادثة شهرين، أفصح فيها جونغكوك عن إعجابه بريتان لا يُمكن وصف شعور ريتان حينها فقد كانت على وشك الإغماء.. ولكنها تمالكت نفسها فلا يوجد متسعُ من الوقت لهذا فهذا الوسيم لن يفعلها كل يوم.