استمعت للحديث الذي جعلها تعزم بداخلها على الهرب حتى وإن كانت لا تعلم من هي، بالكاد خطت قدميها جانب البوابة حتى اطلقت رجليها كرياح عاصفه في طريق مجهول خالي من الحياه وتنفسها يزداد رعبًا مما هي تحيا به، لا يكفيهم ذلك التيه المحيط بها من جميع الجهات بل اصبح موتها ايضًا قرار يجب تنفيذه، لماذا لا يرحموا ضعفها؟ هل كانت سيئه لتلك الدرجة؟ هي حتى لا تعلم من يريد قتلها وماذا فعلت له ليكون القتل جزاءها، طال بها الطريق ليسلمها لطريق آخر وظلت هكذا من مكان لمكان ومن منطقة لمنطقة تتخفى عندما تشعر بوجود رجال خوفًا منهم حتى وصلت في النهاية إلى منطقة "ارض الخير"، هكذا كان الاسم الذي يعلو تلك اليافطه الباليه الذي مر عليها الكثير من الاعوام حتى غطاها الصدأ، اهتز قلبها بخشيه والحيره تغزو عقلها بين أن تخطوا أولى خطواتها إلى تلك الارض وهي لا تعلم هل ستأتي عليها بالخير كأسمها أم سيصيبها جمرات الشر حتى في ارض يعلوها اسم الخير وبين الركض لأي منطقة آخرى لكنها شعرت بشئ يجذبها للدخول مهما كانت النتائج وقلبها يزداد طبوله معلنًا حماسه مما ستلاقيه صديقته في هذا المكان، تخطت اليافطه بحذر وهي تلتفت حولها بقلق حتى اقتربت منها فتاه ترتدى زي رجال وتنظر لها بغلظه قبل أن تنقض يديها على ملابسها من الخلف ممسكه بها كمجرم في موقع الجريمه هاتفه بصوت خشن شاكك:
_أنتِ مين يابت أنتِ، لا يكون البوليس هو اللي بعتك لينا ده يبقى يوم موتك النهارده.ارتعشت الفتاه برعب هاتفه بتعلثم آثر خوفها:
_للللا للللا أنا ممعممملتش حاجة.صرخت بها الاخرى بلا رحمة:
_اتكلمي عدل يابت أنتِ هتعمليهم عليا.كادت أن تفعلها على ذاتها لكن استمعت لصوت هادئ ينقذها هاتفًا بثقه:
_سيبها ياجمعه ولا تحب اروح اقول لجاسر.وجدت نفسها تلقي جانبًا في نفس لحظة نطق اسم جاسر لتكون شاكره له بداخلها على نجاتها من تلك الفتاه الشرسه بفضل ذكر اسمه، وجدت هذه الجمعة تقول بقلق شاكك بها:
_ افرضي كانت بوليس ياست إسلام.اردفت إسلام بقوه:
_وهو أحنا عندنا حاجة نخاف منها ولا ايه، وبعدين ممنوع دخول الحكومه هنا وانتِ عارفه كده ده جاسر كان خربها، امشي من هنا ياجمعه وانا هتصرف.اومأت جمعة بصمت ثم غادرت وهي تنظر إلى الفتاه بغيظ تريد الفتك بها، أقتربت إسلام من الفتاه بحذر هاتفه وهي ترى رعب الفتاه الجلي على وجهها:
_أنتِ تايهه؟نظرت لها الفتاه بنظره خائفه مرتعبه قبل أن تسقط ارضًا من هول ما عاشته في ساعات قليله، اسندتها إسلام قبل أن تسقط ثم حملتها ذاهبه إلى مسكنها بهدوء والجميع ينظر لها بتساؤل لا تهتم بالاجابه عنه، وضعتها على فراشها ثم بدأت بمعاينتها بصمت لتجد أن اغماءها ما هو الا ارهاق لتقرر تركها حتى تستيقظ، غادرت الغرفه لتقف في الشرفة مناديه على احد الاطفال هاتفه بصوت مرتفع:
_روح ياواد يامازن نادي عمك جاسر بسرعه وقوله إسلام عايزاك.اومأ الطفل لها بموافقه قبل أن يركض في اتجاه آخر مسرعًا، دلفت إسلام داخل المنزل تنتظر أخيها حتى آتى، وجدته يدخل بهيئته الحاده ذو بنيان قوي وملامح يملئها العبوس دون سبب، هتف بهدوء ينافي هيئته:
_عايزه ايه يااسلامتنهدت إسلام وهي تقص عليه ما حدث لتجده مقطب جبينه مما يدل على عدم رضاه عن ما سمعه وقد افصح عن السبب هاتفًا بضيق وصوته الحازم يرج في ارجاء المنزل:
_ملقتيش غير شقتنا تجبيها فيها، نزليها الشقة اللي تحت لحد ما نعرف حكايتها وبعدين نساعدها، أنتِ عارفه انا مبسبش حد محتاجني بس شقتنا لا.اردفت إسلام بهدوء محاوله استمالته:
_جاسر ياحبيبي البنت شكلها كان مرعوب وعيونها كانت مليانه توهان، اديها فرصه لما تصحى ونفهم وبعدين نشوف الشقة ومكانها، ياريت تنادي على مازن كفايه عليه كده يفضل تحت.اومأ جاسر بلا اهتمام قبل أن يخرج للشرفه حتى ينادي على ابن أخيه، مر قليل من الوقت قبل أن تستمع إسلام لصوت مزعج في اوضة الفتاه فدلفت إليها لتتفاجئ بها جالسه على الارض بعد أن سقطت واسقطت معها كل صناديق جاسر، لم تستطيع السيطرة على ذاتها لتظهر بدور الحازمه القوية كأخيها فأنفجرت ضاحكه على هيئة الفتاه وهي وسط الصناديق كأنها تغرق وسط البحر، نظرت الفتاه إليها قبل أن تشاركها الضحك كما لم تضحك من قبل، ساعدتها إسلام على النهوض ثم بدأت إسلام في ترتيب الصناديق حتى لا يصرخ عليهم جاسر فهو يكره أن يحدث خلل في ترتيب اشيائه، بعدما أنتهت جلست أمام الفتاه بهدوء منتظره حديثها بصبر لم تكن تعلم أنه لديها، هتفت الفتاه بتلعثم خفيف بعد قليل من الدقائق المليئه بالتوتر:
_أنا أننا معرفش أننننا مين؟انتهى الاقتباس
لو لقيت تفاعل حلو كده قريب اوي بإذن الله هنزل الرواية وحقيقي تبقى مليانه مفاجأت بالكوم😂❤❤❤بقلمي/منة محمد العربي (منووشه منانيشو)
أنت تقرأ
أرض الخير
Mystery / Thrillerبعد فقدانها لذاكرتها صدمت بواقع أن اهلها يريدوا قتلها فسارعت بالهرب من المشفى هل كانت تستحق القتل؟ هل كانت سيئه لتلك الدرجة أم هو ظلم البشر وطغيانهم ما جعلهم يفكروا في اذيتها؟ ماذا سيحدث لها في ارض الخير هل ستكون خير عليها كأسمها أم سيصيبها جمرات ا...