صوت باب الغرفة يفتح دليلا على أن أحدهم دلف البيت لتوه
"حلوتي أنا هنا"
هتف مينهو مباشرة بعد دخوله يبحث بناظريه عن زوجته لكنها ليست بالغرفة توجهة إلى الشرفة وكما اعتقد هي متواجدة بذلك المكان ويبدو أنها لم تلاحظ مجيئه
زفر بتعب ليقرر الذهاب للاستحمام وتغيير ملابسه قبل الجلوس رفقتها
هالات التعب والحزن كانت تطغى على مينهو بشكل واضح فهو مؤخرا يشعر بفقدان الشغف اتجاه كل شيء وفي غالب الأمر بسبب ما يواجهه من مشاكل بالعمل
بعد انتهائه من الاستحمام كان قد ارتدى ملابسا مريحة وجفف شعره ليتجه نحو الشرفة، وجد مين تناظر السماء وهي شاردة الدهن
هو على علم تام بمدى حب مين للسماء خاصة عند الغروب وليلا لذا حاول قدر الإمكان إخفاء حزنه وتعبه كي لا تقلق بشأنه وكي لا يخرب أجوائها الهادئة
اقترب منها لتلتفت هي مباشرة بعد سماعها لخطواته خلفها
"رجلي هنا"
ابتسمت قائلة ليبتسم بدوره بعد أن لف دراعيه حول خصرها في عناق لطيف وأخد يتأمل السماء رفقتها
"مينهو أليست سماء اليوم جميلة"
استطردت مين تناظر السماء بتفاصيلها الخلابة خلال الغروب
"لكن سمائي أجمل منها"
أردف مينهو يحتضنها أكثر بينما يضع قبلا تشبه الريشة في رقتها على كتفها ورقبتها
"ألا تستطيع قول شيء دون اقحام غزلك الرخيص به"
تحدثت تتذمر من كلامه الذي لا يكف يغدقها به كلما ظهرت أمام ناظريه، فمين هنا تصف السماء بينما هو يقارن السماء بجمالها
"حسنا السماء جميلة هل فراشتي راضية"
"ربما"
تسلل لمسامعها صوت قهقهته على كلامها لتلتف إليه تناظر جمال ابتسامته بدل السماء بينما هو فعل المثل بعد أن أطالت تأمل ملامحه
"ابتسامتك جميلة ..."
"مينهو فل تبتسم دائما ولا تحزن أنا ساكون هنا دائما لأجلك"
تحدثت قائلة بكلمات قد تبدو لأي كان مجرد امتداح لإبتسامة زوجها الملائكية لكن ما بين الأسطر هو مواسة لمينهو الذي يمر بفترة صعبة بينما يخفي شعوره بالتعب والحزن عن مين التي لاحظت ذلك بالفعل
فمينهو من النوع الذي يخفي مشاعره أيا كانت ولا يحب لأحد رؤية ضعفه حتى لو كانت فتاته
"الأمر صعب جدا عندما لا أستطيع فعل شيء لجعلك أفضل"
تحدثت مين بنبرة يملأها الحزن تضع كفها على خد مينهو تمسح عليه بلطف بينما لازالت تناظر عمق سودويتيه
وكرد فعل لطيف منه أمال رأسه ناحية كفها يريد الشعور بلمساتها أكثر
"مين هل يمكنك ضمي"
اردف مينهو بصوت مهتز لتسحبه مين إليها بينما هو يشد دراعيه حولها لبثا بضع دقائق على نفس الوضعية لكن ما لبثت حتى شعرت بقطرات دافئة فوق كتفيه حيث موضع رأسه
"مينهو .."
أرادت تفقده لكنه أبى أن يرفع رأسه فكما قلت هو شخص يكره أن يرى أحد ضعفه
مين بدورها تفهمت رغبته واكتفت باحتضانه أما مينهو فضل يبكي كطفل صغير غابت عنه والدته
مر بعض الوقت ليرفع مينهو رأسه وقد كان وجهه محمر وكذلك عيناه مع انتفاخ بسيط اثر بكائه
مين آلمها منظره الباكي هذا فهي لم يسبق لها رؤيته بهذه الحالة من قبل
مدت كفها تمسح بقايا الدموع التي لوثت خداه لتقترب مقبلة كل إنش من وجهه وبين قبلة وأخرى تخبره بكم هو جميل ونقي وكم هي تحبه
"ملاكي أنا متأكد أن كل شيء سيكون بخير"
استطردت بنبرة دافئة لتقترب من محياه وتحديدا شفتاه لتقبله بخفة وهو بدوره أغمض عيناه يستشعر دفئ المشاعر التي ترسلها فتاته من خلال هذا العناق والقبلة
"أحبك مين"
"وأنا أحبك حد الموت مينهو"