مُنقذي

²

☆

☆

صَوتُ صُراخ وَ بُكاء شَديد هُو الشيء الوَحِيد الذي تَستَطيع سَماعَهُ فِي تِلك الغُرفة الَتي تَقع فِي جُزء يُمنع عَلى أي طِفل فِي هَذا المَيتم دُخوله.

" أَ .. أَرجُوك تَ .. تَوقف سَيدي لَ .. لَا أستطِيعُ تَحمُل المَزِيد"

أَردفَ جُوان وَهو يَشعُر بِأحبالِه الصَوتيه سَتتمزق لِكِثرةُ بُكائهِ وَ صُراخهُ ،.
يَشعُر وَكأنهُ بِأي لَحظة سَيُغمى عَليهِ لِشده ألَمِهِ وَ تَعَبِه المُفرِط.

نَظَر لَهُ العَجوز بِأستِحقار لِيردُف بِنَبرة مُستَفزه وَهو مُستَمِر بِجلد الأَصغر.

" خَسئِت أَيُها الصَغير، أَتُملي عَليَ مَا أَفعَلُه؟، أَتَظُن أَنَني سَوف أَستَمع لِشخصٍ مِثلُك وَ أُنفذ مَا تَقوله؟ أَنتَ بالكاد عَلى قَيدِ الحياه وَنحنُ من جَعلك عَلى قَيد الحياه بِجعلِكَ تَعيشُ هنا، وَتُريدني أَن أَستَمِعَ إلى كَلامك؟ لَقد قَام وَالداك بِرميُك هُنا وَلم يَهتما بِك، أتُريد أن نَهتم بِك نحنُ؟".

يَشعُر بِنبضاتِ قَلبهِ تُؤلمه يَتمنى لَو أنها فَقط تَتوقف، ألهذهِ الدرجه يَكرهونهُ جَميعاً؟!، وَلكنهُ مُتأكدٌ بِأنهُ لَم يَقُم بِفعل شَيء لَهم، هو لَم يُؤذي أحداً قَط، لِوَهله شَعُر وَكأن أنفاسهُ سَتُسلب مِنه، هُو لَم يَعُد يَستطِيعُ تحمُل هَذا الألم.

عَيناهُ الدَامِعتان تُغلقان بِبُطئ.

صَوتُ بُكائهِ يَنخَفِض.

العَجُوز مُستَمِر بِضربه.

شَتائم تُلقى عَلى مَسامِعه دُون الإهتِمام بِمشاعره.

أَغلقَ عَيناهُ مُستَسلِماً لِلذَهاب إِلى عَالمِه المُظلم.

☆

☆

بَينما فِي الجِهة الأُخرى يَجلِسُ طَويلُ القامة مُمَسِداَ الإِنعِقاد الذِي بَين حَاجبيه.

سَمِعَ الكَثيرُ مِن الأشياء السيئة عَن المَيتم الذي يَعُود لِأخيه هُو لَم يُصَدِق ذَلك ، لِذا يُريدُ الذَهاب لِيتأكد.