سونغمين لم يشعر أنه بخير على الإطلاق، يحس بحكة و لسعات حارقة تحت جلده ، يتمنى فقط لو يستطيع اقتلاعه و التخلص من هذا الشعور إلى الأبد .
معدته أيضا لم تكن بخير، فأمعاءه تصارع بعضها و ترفض هضم إفطاره و الذي لم يكن أكثر من تفاحة صغيرة.
لكن عناق هيونجين كان جميلا، كان دافئا و آمنا، لمساته لطيفة، باردة، تجعل جلده الملتهب يهدأ قليلا و ينسيه رغبته في حكه و لو للحظات .
" أنت بخير سونغمين " همس هيونجين فس أذنه، يحتضنه أقرب إن أمكن، و مانعا إياه من إيذاء نفسه أكثر. " لا أعلم ما مشكلتك بالتحديد، لكنك ستكون بخير. أريد أن أساعدك إن سمحت لي بذلك"
سونغمين وفي تلك اللحظة، شعر حقا بالأمان في شخص آخر غير والدته، حيث أن والده يعتبره عارا بسبب تلك الحادثة رغم أن ابنه هو من كان الضحية. و بعد مرور ما يقارب العشر دقائق، سونغمين كان قد هدأ كليا لكن هيونجين بقي متمسكا بمعصميه فقط للاحتياط.
" هل يمكنك الكلام الآن؟ " سأل هيونجين أخيرا بعد صمت طويل. و بحلول هذه اللحظة ربما حصة التاريخ تكون قد شارفت على نهايتها لكنه حقا لا يهتم، فرؤية الفتى بتلك الحالة جعلته هو الىخر في حالة صدمة و ماكان ليتركه بمفرده في تلك الحالة، و وسط صف لا يعرف طلابه المصابون بعقدة النقص سوى التنمر و السخرية من معاناة الآخرين فقط كي يشعروا بشكل أفضل تجاه أنفسهم.
سونغمين همس بنعم، صوته خافت لدرجة تكاد لا تسمع. وجهه و أذنيه جتى رقبته، تغير لونها إلى وردي داكن. هو محرج كثيرا مما حصل و يتمنى فقط لو تنشق الأرض و تبتلعه. هو لا يستطيع النظر في وجه هيونجين. " هل تريد الذهاب إلى مكتب الناظر؟ يمكنك أن تحصل على إذن للخروج فأنا لا أظن أنك في حالة جيدة للدراسة"
لكن الأصغر نفى برأسه و قرر أخيرا استعمال حباله الصوتية " سأكون بخير، لا يمكنني تضييع المزيد من الحصص و إلا سأرسب" و هكذا فقط عاد الاثنان إلى الحصة، لكن ليس دون أن يحصل هيونجين على عقوبة احتجاز و تنظيف الفصل بسبب خروجه من الصف دون إذن، و أصر على تحمل المسؤولية كاملة دون توريط سونغمين.
و ذلك اليوم، كان نقطة تحول فاصلة في حياة كليهما. فكيم سونغمين، المنبوذ القذر كيم سونغمين كما يناديه الكثيرون، أصبح يتجول مع محبوبهم هيونجين، و هو الشيئ الذي لم يعجبهم عل الإطلاق.
كان يوما دراسيا آخر مملا ، و وقت الغداء ، سونغمين كان قد جمع أغراضه و أخرج صندوق غدائه ليضعه فوق الطاولة. هو عادة يأكل في الصف بمفرده لأن الجميع يطرده من الكافتيريا قائلين أن تواجده هناك يسد شهيتهم و يسبب لهم القرف .
