قصة قصيرة"

40 3 2
                                    

🌸. قصة أول كسر (جنّدي كسارة البندق ) .🌸

أقرؤها و على بركة الله ،ولا تسنوا التصويت على القصة وأخبارك أصدقائكم عنها ....🌸

قُبضَ عليه في محاولة قتلٍ تسلسُلية مع مجرمين آخرين ،وكانت هذه قضيتهُ العاشرة تقريباً ، ليس القتل أنما المساعدة في ذلك،
تقتصر عمليات قتلهم على الأزواج من ليس لديهم أطفال ولا يعلم أحدٌ سبب هذا

كان دوره يكمنُ في كسرِ الأقفال!، لتتم عمليات القتل وتُزهق  الأرواح ،

تعرض هذا المجرم  لإصاباتٍ بليغة ،لم يكنّ بمقدوره الحركة أو حتى أن يتفوه ببنت شفه! ،كان يَعلمُ نهايتهُ، كان خائِفاَ حتى عندما سألهُ الطبيب عن حاله ،أخذ يصرخُ قائلاً  وحش! وحش، الوحشُ  قادم ، أحتار الطبيب ماذا يُلمحُ هذا الرجل.

كان الجوّ مشمِساً ودافئاً ولطيفاً إلى الحد الذي يدفعُك للخروج للإستنشاق بعضٍ من هواءه ،وهذا ما فعله الطبيب ،

خرج يتمشي في حديقة المستشفى ،وفي الكرسي الذي يجره أمامهُ  كان ذلك القاتل معهُ ،بقى صامتاً إلى أن قال الطبيب ،الحياةُ ستستمر والناسُ تتغير ، كل أنسان يمكنهُ ذلك أنت تفهم هذا صحيح!

ظلّ صامتاً لا يجيب ولكنهُ فهم مضّمونَ كلام الطبيب،

أنها تلك الساعة ،جندي كسارةُ البندقِ هو السبب ،الفقرُ كان سبب ما وصلتُ إليه، تلك الساعة التي تدقُ كلما قارب الوقتُ على التمام وإلتقاء العقارب مع بعضها ألتقيتُ أنا بمهنتي"؛ وكان هذا أول شيء ينطقُ به بعد كلمة وحشٍ قادم!،وراح يتذكرُ .

الحيّ كان فقيراً ومثيراً للإشمئزاز ،والماء تتسرب من كل البيوت والنفايات قد ملئَتِ الشوارع،

نظر بعينيه إلى  هذه القذارة مُتمنياً أن يُنتشل منها يوماً وبأي طريقةٍ كانت! ؛ مشى متجولاً بين الأسواق وأصوات الباعة تصدحُ في كُلِ مكان،سرق نظرهُ تلكَ الساعة الموضوعة في مقدمة المتجر،كان ينظرُ بعيني  طفل برئتين إليها، أعجبتهُ جداً ، ساعةٌ ميكانيكية يخرجُ منها جندي كسارة البندق كل ستين دقيقة ،أحبها ولم يكنّ يريد سِواها! ،

أفكار لطفل في الحادية عشر من عمره،

خرج البائعُ ونهرهُ على وقوفه أمام الزبائن فطردهُ بعيداً .

خيم الليل وحان وقتُ النوم، هناك شخصٌ لشدة إنعجابهِ لم ينم وأستمر بالتفكير وخرج من المنزل حاملاً معهُ فأساً صغيرة وبعض المفاتيح .

ها هي وقف أمامها ينظُر إليها بحبٍ، كان الشارعُ فارغاً إلا من صوتٍ الكلاب ،لم يخف منهم ولا ألقى بالاً لأي شيءٍ حولهُ ،تنفس بعمق ومن ثُم  كسر قفل المتجر وسرق تلكَ الساعة وبادر بالهروب .

وكانت هذه أول عملية لكسر الأقفال من طفل!.

من الذي  سنلومهُ !؟ أنلومُ الفقر، أم نلومُ ذلك البائع ؟،أم نلومُ ذاكَ الطفل السارق .

ما يحدثُ في الشوارع نلومُ؟
أم تربية أهله نلومُ؟
أم نلومُ قلبه ؟.
بالنهاية أصبح سفاحاً! .

أصبحت هذهِ مهنته ،منذُ ذلك اليوم البعيد ،غير أسمه وأفتتحَ متجراً بنفسه لتصليح الأقفال! ،كان هذا بعد وقتٍ طويل  من هروبه .

وفي يومٍ ماطر  كان يمشي عائداً إلى بيتهِ ،بلا مظلة ،ثعثر وسقط في أحد الشوارع المظلمة ،سمع صوتَ كلابٍ فأرتجف ،أصبح يخافُ من ظله،صوت وقع أقدام ،طقطقةٌ غريبة! حطتْ مظلة فوق رأسه تحميه من المطر ،ومنذُ ذلك اليوم إلتقى بهِ ذلك الوحشّ".

لا يمكن للمرء معرفة ما يُخبئهُ له المستقبل،أو ما يمكنهُ فعله في ذلك الزمان ،فقط أعمل ليومك ،الاهم أن تعيش اليوم بكل طقوسه فلا تندم على ما فاتك منه  ".

عادَ من ذاكرتهِ إلى هذا الواقع الأشدُ مرارة من الماضي،

نظر إلى الأطفال وهم يلعبون بحرية ،تمنى أن يعود طفلاً صغيراً وأن يمنع نفسه من سرقة الساعة ، أو يمنع يوم لقائهِ بذلكَ الوحش ،أحسّ بنضٍ مختلف في قلبه، أهذه علاماتُ الراحة والنقاء أم علامات الصعُودِ إلى السماء! .

لا بل هي الطمأنينة التي أفتقدتها منذُ سنين حُرمتُ منها بسببِ طيشي! ،يمكنك أن تبدأ من جديد ،فقط أرح قلبك مما تفعلهُ به وتوقف عن لومِ نفسك ستشعرُ براحة قالها الطبيب وهو ينظر بإتجاه السماء الزرقاء ،ولاينظر إليه،

أبتسم بفرحٍ مما يجولُ بعقله، قرر ما سيفعلهُ ، سيعترفُ بكل شيء ، ليس لديه ما يخسرهُ أكثر من ذلكَ!

حلّ الليل ،وصوت تساقط الأمطار يدويّ خارجاً💧،
كان الوقتُ متأخراً ،قاربت الثالثة فجراً على الأنتهاء،

خرج من غرفتهِ ليخبر الشرطي بكل ما يعرف ،فوجدهُ مستلقياً على الأرض والدماء تخرجُ من رأسهِ، عَلِمَ أنهُ ليس بمفردهِ ،هناك أحدٌ ما هُنا! ،لمحَ ظلاً فتذكرهُ على الفور، أنهُ هو ذلكَ الوحش ما كان خائفاً منهُ منذُ البداية! ،

المستشفى خالية إلا من موظف الأستقبال  وطبيب واحد في الدور الأول ، حذاءٌ يُطقطق في الممرات! ،

صوتُ  سحب سِلاح!
أنطفئت الأنوار،
هدوء،

أطلقَ ذلك المسمى بالوحش الرصاصة على رأس الرجل وسقط و فارق الحياة.

وكانت هذه سقطتهُ الثانية أمامه ،كان يريدُ الأعتراف،ندم على فعله،علم أن الأنسان يمكنهُ أن يتغير،حزن على سرقتهِ لتلك الساعة ،تمنى لو يستطيع أن يُكفر عن ذنبه ،ولكن هذا الوحش لم يسمح له بمزيدٍ من الوقت ،هكذا الحياة لا تُعطيك الوقت الكافي ؛أستغلهُ بنفسك وإلا ستضيع .

من هو ذلك الوحش؟ أهو بشرٌ مثلنا ؟ أم  لُقبَ بهذا؟
لا أحد يعلم أبداً.

يقال بأنهُ يظهر عند هطول المطر،في الظلام يختبئُ يقتلُ ضحيتهُ ويختفي مع بزوغِ الفجر ،وأيضاً كل من رأهُ  لم يعُد على قيد الحياة، وفارقها نهائياً مع صدّمة في وجهه توحي لك بسرٍ عظيمٍ مُرعب! .

النهاية .

- كان يجول بعينيه الصغيرتين في الأسواق المُكتظة بالناس العابرة والبائعين ينادون على بضائعهم؛سرق نظرهُ تلكَ الساعة الميكانيكية،أنها ساعةُ جندي كسارة البندق!🧡.

-السّرد : زهو تقوى البنفسجية💜
-القصة : " مستوحاة ".

٢٠٢٣...١٤٤٥
.......................
أهم شيء العبرة من القصة  ...🦋💜.
#تقوى

 ساعة جندي كسارة البندق (أول كسر)❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن