عرفتك....ولم أعرفك

418 8 0
                                    

دون أن تدري ، وقعت في الحب مجددا ، بعد أن أقسمت أن لا تعاد آخر تجربة .
لم تره يوما ، كان مجرد كلمات تقتحم شاشتها الصغيرة ، كانت ترى خواطره البسيطة ذهبا خالصا ، وكأنما كلما كتبه و فكر فيه كان لها ، وحدها دون غيرها . كانت تحول إغاضة صديقاتها بالحديث عنه طول الوقت ، هو شاب مثقف متعلم .... وكاتب ، كما كان لايرى ضيرا في كونها لا تؤمن بوجود إلاه ، قال لها "مؤمنة كنت أم لا ، لا يحدث هذا معي فرقا " . هي لم تفهم يوما كيف يمكن لبعض الناس أن يكونوا مؤمنين لدرجة الإنغلاق و الاكتفاء بالتعبد و التقرب إلى الله ، لم تفهم يوما لم تنعدم العدالة رغم وجود الإلاه ، لم ولم ... ؟؟ لم تفهم لم لا يجيب أحد على تساؤلاتها الصغيرة !
وهو تفهم كل هذا ، فهو كذلك ليس مثالا للمؤمن القوي ، لا يصلي ولا يصوم و لولا كلمة مسلم في مضمون ميلاده لما ميز عن الملحد . كانت تهوى محادثته ، لكنه لم يبادلها الرغبة في الكلام ف" اللغة ليست لغة الشفاه ، بل لغة القلم ، و القلم لا يكتب حبرا بل يكتب دما " ، و رغم حبها للأدب لم تفهم ما يميز لغة الشفاه عن لغة القلم ، قد تفهم مع ذلك لغة الجسد ، جسد يشتهي الألم ، كانت متعطشة لحبه و ألمه . هي تحبه ، بل تحب عيوبه ، تحب كل ما جعله منبوذا في هذا العالم ، كل ماجعله مطرودا من قائمة المبشرين بالجنة هو مثلها ، جانبها الأسود الذي يغطيه الخجل ، خجل من أن تظهر ما بداخلها من حقيقة ، من أن تعدل في صورتها شئا يغير نظرة الجميع إليها ، و لكنها يوما ما ستفعل .....
يتبع.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 16, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب في زمن فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن