زواج اضطراري

الجزء الخامس

#زواج_اضطراري
بقلم حنان زهراوي
الجزء الخامس

يا إلهي، أنا في ورطة. كيف يمكن لرجل واحد أن يحولني إلى كتلة من الارتباك والانفعال؟ كيف يمكن لتلك الشفاه أن تكون سلاحًا سريًا يخدر عقلي ويجعلني أذوب ببطء؟ لم تعد هاته مجرد قبلة، بل تحولت إلى معركة بين إرادتي وأحاسيسي.

ابتعد مني لوهلة لنلتقط انفاسنا ثم اقترب مني مرة أخرى، وكان بإمكاني أن أشعر بحرارة أنفاسه على وجهي، لا أعرف إن كنت سأتمكن من البقاء واعيةً بعد الآن. شعرت وكأنني عالقة بين رغبةٍ لا تُقاوم وخوفٍ من أن أتحول إلى مجرد دميةٍ بين يديه.

"نورا؟" همس باسمي مرة أخرى، وكأنه يعزف على أوتار قلبي. ثم أضاف بنبرةٍ خبيثة بعض الشيء، "أعتقد أنك بحاجةٍ إلى درسٍ آخر."

أي درس؟ هل سأجتاز امتحان الحياة بقبلة؟ يا له من خبير استراتيجي! إنه يقترب مني كما لو كان صيادًا، وأنا الفريسة التي تقع في شباكه بكل سذاجة.

"أي درس؟" نطقت أخيرًا، محاولةً الحفاظ على بعض الكرامة.

ابتسم ابتسامة واسعة ثم همس: "درس في التنفس."

يا إلهي، هل حقًا يسخر مني الآن؟ هل يقرأ هذا اللعين الوسيم افكاري؟ ربما، ولكن ما يهم الآن هو أنني أرغب في الاستسلام لكل ما يريد.

"تعالِ هنا." قالها، وبلا تردد، شدني إلى حضنه مرة أخرى، وبدأ في تقبيل شفتيّ بحماسٍ لم أكن أتصوره.

نسيت كل شيء ، العالم، الهواء، وحتى اسمي نورا كان ان عائشة لقد نسيته كليا الان. كل ما أحتاج إليه في هذه اللحظة هو أن يستمر في تقبيلي إلى الأبد. شعرت بأنني أتطاير من بين يديه إلى عالم لا يعرفه إلا العشاق الذين فقدوا أنفسهم في حُبٍ جنوني.

لكني نسيت تمامًا كيف أتنفس. كيف يفعلون ذلك؟ يا له من سؤال غريب! الهواء، ذلك الشيء الذي كنت أعتبره دائمًا حقًا مسلمًا به، أصبح فجأةً عدوًا عندما حاولت أن ألتقط أنفاسي بينما ما زلت تحت تأثير سحره.

أخيرًا، ترك شفتي، وأطلقني ببطء، وكأننا خرجنا للتو من معركة. كانت عيناه تتألقان وكأنهما تقولان "أنتِ ملكي الآن." أما أنا، فكنت أشعر وكأنني على وشك السقوط على الأرض، ليس لأنني فقدت التوازن، ولكن لأنني فقدت السيطرة تمامًا.

وفي هذه اللحظة، أدركت شيئًا مهمًا: مهما حاولت أن أبدو قوية ومستقلة، فإنني في حضنه، كنت مجرد فتاةٍ ضائعة في حبٍ مجنون.

"إذن، هل فهمتِ الدرس؟" سألني بنبرةٍ لا تخلو من المزاح.

"نعم، فهمت." أجبت بصوتٍ خافت، محاولة أن أبدو عاقلة.