لكِنّكَ تحترقُ؟

131 4 47
                                    

الشروق


«هل شاهدتَ يومًا الشروقَ كامِلًا؟ مِن الصفرِ حتى يعلو لكبدِ السماء؟»
«هذا تافهٌ بالطبعِ فعلتُ!»
«هذا هُراءٌ... قد ترى شروق الشمسِ فوقكَ فقط... لكن ماذا عن شروقها على الشخص الذي قبلكَ؟ أو الذي قبله؟»
«ولمَ قد اهتمُ لهم؟»
«لا تفعل... لكنكَ تعرفُ أن لا أحدَ شاهد الشروقَ مِن الصفر...»

----

2009

لم يكُن شيئًا طبيعيًا قط، ولكن بعد رحيله استوى العالمُ غريبًا.

يمشي غوجو ساتورو غير آلِفٍ للطُرقاتِ، ولا فاهِمًا للسماءِ فوق رأسه، ولا رائيًا القمر فوقهُ.
باتت الأيامُ حُوشيةً، والنهاراتُ لَبِكاتٌ، دامت الحياةُ دخيلةً في عينيّه الستِ.
وظلَّ الفتيُّ تائهًا في دروبِها.

«بهذه السُرعةِ؟»
استغربَ الفتى حين أخبره نانامي بتركه لمدرسةِ الجوجتسو، امتعض الأخيرُ وهو يشعرُ أن غوجو لا ينتبه للعالمِ حوّلهُ، ولا يرى الدُنيا.

«لا يوجدُ داعيٍ... أمثالي ينتمون بين طيّات المدينةِ، ولا أرى فائدةً بهذه الحلولِ المُرقّعةِ التي نُقدّمها، وجودي وعدمّه سواءٌ...»
«لكن-»
«لكن؟»

أنه في نفسِ الموقفِ سابقًا، لكن؟ لكن ماذا؟ حينَ طرأ هذا السؤالِ في رأسه امام سوغورو، لم تُبصر أعيُّنه السِت جوابًا.

«لكن لو رحلَ الجميعُ مَن سيحمي الناس؟»
«كيف سنحمي الناسُ ونحن لا نكادُ نحمي زُملاءنا! ساتورو افتح عيّنيكَ! أنتَ في بُرجٍ- لا بل في خارجِ هذه الأرضِ!
تُراقِبُنا كالداباتِ! لا تُقارن نفسكَ بِنا ولا تجمعنا!»
صرخَ نانامي قبلَ أن يركلَ أي شيءٍ حوّلهُ، كان حامِقًا بسبب موتِ هيبارا، يتليه تمرّدُ غيتو.
كان كُلُّ هذا كثيرًا على كينتو ذو الثامنةَ عشر، لا يرى الفتى هدفًا في كوّنه شامانًا، ولا يرى تعاونًا مِن الرؤوسِ الكُبرى.

«لا يُمكِنُني البقاءُ هُنا- لا فائدةَ في حياةٍ كُلّها شقاءٌ هابئً... لي عُمرٍ ولن أُضيّعه في عملٍ كهذا- أنتَ الأقوى، أنتَ اجلس هُنا واحمِ العالم...»

عادَ يحملُ حقائبهُ ويستديرُ خارجًا.
«أوه وساتورو؟»

كان المعنيُّ حانِقًا، أعيُّنه لا تستريحُ، ينتظرُ أن يتراجعَ الأشقرُ الذي كانَ واقِفًا خارجَ حدودِ المدرسةِ.

«بين العالم الذي ستحميّه... لا تحمِنّي»

بعدَ هذه الكلماتِ رحلَ الأشقرُ نانامي كينتو ولم يعُد...
تاركًا غوجو وحيدًا، فلا غيتو معه، وهيبارا متوفٍ... وشوكو لا تُرسلُ في مهماتٍ.

----

2006

«مطر؟»
بدأت القطراتُ المُنعشةٌ بتقبيل أرنبةِ أنفه وشعره الاسود بينما كان واقِفًا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قُبلةٌ مِن الشمسِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن