مفتاح البداية

37 3 2
                                    


نبيذ السلطة

في جناح السلطان المظلم، تدخل سيدة شديدة الجمال على الرغم من تقدمها في السن ، تسير بحزم وثقة وسط هذا الهدوء المتوتر. تتقدم بثقة نحو السلطان الذي ينام على فراش الموت ، وتبدو كل خطوة تمشيها كتحدٍّ للزمان والظروف. ينحني الحضور كله احترامًا لها عندما وصلت إلى جانب السرير. توقفت للحظة و نظرت إلى السلطان بنظرة ممزوجة بين الشفقة والاحتقار، كأنها ترى فيه رمزًا لماضٍ مليء بالخيانة والضعف. ثم، بصوت هادئ ولكن تنبعث منه روح السلطة، تقول بكل وضوح: انتهى عهدك يا جلالة السلطان وسوف يبدأ عهدنا الآن.

السلطان يحاول التحدث، لكن صوته يخرج ضعيفًا ومكسورًا، من أنتِ؟

اقتربت منه أكثر، مسكت يده وابتسمت ابتسامة غامضة، أنا من تركتها خلفك طوال هذه السنين ، تلك التي خنتها وظلمتها. أنا...

السلطان يتنفس بصعوبة وينظر إليها بعيون مليئة بالحزن واليأس، يقول بصوت مكسور، أرجوكِ، سامحيني.

قالت بصوت حاد وعينها تملؤها الدموع، ليس هناك مكان للغفران الآن، انتهى كل شيء.

يبدأ السلطان بالسعال بقوة، وتبدو عليه علامات الاحتضار. بابتسامة صفراء، تغادر السيدة الجناح، تاركة وراءها هدوءًا مريبًا ومشاعر مختلطة من الانتقام والحزن.

نبيذ السلطة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن