Part 1

126 6 1
                                    

كعادتي.. تحت ضوء القمر.. وعلى شاطئ هادئ..

أجلس متأملة النجوم.. إنه مكان آتي اليه كل أسبوع

لأخرج من وحدتي القاتلة.. قد ماتت صديقتي

الوحيدة التي عرفتها في هذه البلاد منذ أن دخلتها

"سيليا" قبل ٣ أشهر ويومين..

تذكرني النجوم بكل أحبتي الذين فقدتهم.. بما في

ذلك أمي.. أبي وسيليا..أشعر أن كل نجمة تلوح لي

قائلة:"لا تقلقي.. انا بخير"

يوم جديد.. أقضي فيه وقتي ككل يوم وبشكل

روتيني.. أعمل صباحاََ في روضة خاصة مقرها شارع

وول ستريت في سيدني..

كانت سيليا أستاذة رياضيات بينما كنتُ أستاذة اللغة

الانكليزية..أتعامل كل يوم مع إطفال بين عمر الثالثة

والسادسة.. إنهم لطيفون.. فرؤية طفل يضحك

تجعلك تشعر بأنك تملك العالم!

وأما مساءََ فأعمل في متجر للورود..

كائنات حساسة ورقيقة تحتاج لرعاية دائمة.. جمال

عبيرها أكبر من جمال رائحة عطر شانيل..

أبيع الورد للعجائز والمراهقين وحتى الأطفال..

هنالك من يريد شراء الورد لفقده عزيزاََ.. وآخر لحفل

زفاف..

فتاة تشتري الورد لعيد ميلاد حبيبها..

وشاب يفعل ذلك لمصالحة حبيبته بعد أن تشاجرا

الليلة الماضية..

أحب كلا عمليّ حقاََ.. و استعوض بهما عن المواعدة و

اللقاءات والناس...

أبدأ يومي بدخولي الى الشعبة C في السنة الأولى..

مازالوا صغاراََ جداََ على تعلم الأبجدية ومع ذلك

أحاول.. ليست بالمهمة السهلة أن تعلم طفلاََ قد ترك

حليب أمه منذ بضعة أشهر أرقاماََ وأحرفاََ.. إن الأمر

كما لو أنك تشرح النظرية النسبية لطالب في الصف

الثالث الابتدائي!

أنهي عملي عند الحصة الخامسة.. وهو توقيت مبكر

عكس باقي الأيام.. أي ما يساوي الساعة الحادية

عشر تقريباََ.. بينما انهيه عادة ظهراََ..

أذهب للمنزل لأرتاح قليلاََ لأعود الى عملي في متجر

الورود..

أليس مرهقاََ كل هذا على شابة في السادسة

والعشرين من عمرها؟.. أفتح الثلاجة وإذ بقطعتي

سجق وحصة من النودلز فأطبخهما ثم أكل وآخذ

غفوة لنصف ساعة...

9:13 pm

رائع!.. لقد أخذتُ "غفوة" لأستيقظ ليلاََ دون ان افتح

المتجر اليوم!..

ما زلت أحاول استيعاب أنني نمت ٩ ساعات

متواصلة.. فأنا من النوع الذي يصيبه الأرق.. فلا

أستطيع أن اغفو اكثر من ساعة واحدة.. ونومي في

يوم كامل لا يتجاوز الأربع ساعات..فكرتُ كثيراََ في

تعاطي الحبوب المنومة.. لكنني لا أستطيع تحمل

الآثار الجانبية لها كالدوار والأكل والمشي أثناء النوم..

أتصفح الانستغرام وأرد على رسائل "أصدقائي"

الذين لم يفكروا في رؤيتي منذ "قرنين"..

كما أنني ارد على بعض رسائل زملائي في العمل في

غروب "فخر الأساتذة".. لا أعلم حتى لما قد يسمي

أحد ما مجموعة دردشة بهذا الاسم..

أفتح التلفاز وأبدأ في البحث عن فيلم لأراه لكن لا

شيء سوى البرامج الحوارية المملة التي تناقش

مواضيعاََ تافهة كسبب طلاق امرأة وهو ان زوجها

يكثر من تناول اللحوم بينما هي نباتية.. أليس هذا

تافهاََ؟..

5:46 am

ما زلت مستيقظة..يعود هذا الى أنني نمتُ مسبقاََ..

بقي لدوامي ساعتين تقريباََ.. أضبط المنبه وأعود الى

سريري.. أضع رأسي على مخدتي في محاولة فاشلة

لأغط ولو لساعة في نوم عميق..

ولكنني لا أستطيع.. فأقرر أن أذهب الى مكاني

الخاص.. الشاطئ.. فأجلس متأملة مدّ الموج وجزره

حتى يأتي وقت الدوام الفعلي.. الحصة الثانية.. اي ما

يقارب الساعة التاسعة..

أقرأ عادة الروايات أو استمع الى مقطوعات البيانو او

الموسيقا الهادئة حين جلوسي..وقد انهيت نصف

رواية آن في غرين غايبلز..

يحين وقت الدوام لأعود الى الروضة مرة أخرى

بشكل روتيني فأبدأ بإعطاء الحصص لأطفالي









عطوني رايكم بهالمقدمة بالتعليقات..
كيف حسيتوا شخصية كيونا؟.. وهل قدرتوا تتخيلون شكلها بناءً على اهتماماتها واسلوب حياتها؟..

وايش توقعاتكم للاحداث الجاية؟





The Curse of Time || لَعنَة الزّمَنْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن