مفقود؟

44 3 4
                                    

افَقت على صَوت منبه اخْتي المزعج، دائما ماتريد ان تنهظ باكرا، و لكن أنا من يستيقظ و يطفئ المنبه في نهايه المطاف ، ألقيت الوساده عليها كي تستيقظ و تقفله ولكنها لم تعطي أي استجابه أنها غارقتٌ في النّوم كالمعتاد ،
أبعدت الغطاء عني وسرت بخطوات بطيئه و نعسه متوجهةً نحو المنبه ، أقفلته ورجعت بخطواتي نحو السرير ثواني حتى دوى صوت طرقات الباب في ارجاء الغرفه
" أدخل " ألقيت هذه الكلمات على مسامع الشخص الواقف خلف الباب و لم تكن سوى الخادمه
" سيدتي  إن السيده أدريانا تنتظركم على طاوله الفطور"

" حسنا فيونا أخبيريها إننا قادمتان " أنحنت فيونا لي بإحترام و ألتفتت متوجةً نحو الباب للمغادر حتى  إستوقفتها بكلماتي
" فيونا توقفي عن مناداتي بسيدتي ألم أخبرك بهاذا "
" لا أستطيع سيدتي فمقامتي لا تسمح لي بهاذا "

" حسنا فل تعتبيريه أمرا مني ، من اليوم فصاعدًا ستنادينني بإسمي و هاذا أمر "
إنّ فيونا تعيش معنا منذ ستة عشر سنه هاذا وقت كفيل لكي نعتاد عليها و أن نعتبرها فرداً من العائله
إنّها تعمل في قصرنا بسبب ظروف عائلتها الماديه
فحتم عليها أن تعمل منذ سن بلوغها وهيا حتى لم تكمل دراستها ، تمتلك إبتسامةً بشوشه على وجهها
و كأنها لم تقاسي شيئا من هذه الحياه حقًا إنّها مثالٌ
على الصبر
" حسنا فِيُولِيتْ ، يجب عليا إلانصراف "
أومأتُ لها سامحتاً لها بالذهاب ، ألقيت نظري على كيس النوم الملقى على السرير ، سرت بخطواتي نحو لِيَا كي أوقضها للفطور،
فمنذ سفر أبي ونحن نتناول الفطور باكرا على غير المعتاد مرّ على هاذا سبعه أشهر ولم نعْتد على  النظام الجديد بعد ، لا أدري مالَّذي تفكر بيه أمي بتغيير وقت الفطور

حاولت إيقاظ ليا من نومها ، ولكن كل محاولاتي بائت بالفشل
إن ليا من الاشخاض الذين يقدسون النوم ، ينامون في اي مكان و اي وقت مضى
لم يكن لديا حلٌّ آخر سوى أن أقفز عليها ، رجعت بخطوات للخلف إستعدت بوقفتي ،جريت بخطوات
سريعهً نحو سرير ليا ، قفزت عليها بكلِّ قوَّتي
" أيتها الخرقااء مالذي تفعلينه " صرخت ليا بأعلى صوت لديها مع دفعها لي من فوقها ، سقطت على الأرض بقوه حتى كاد ظهري أن ينكسر ، لم أسمع سوى
شتائم ليا نحوي مع إرتفاع صوت ضحكاتي عليها ، هل
أجده في شكلها أم في التشائم التي تلقيها علي،
وقفت من مكاني أمامها ممسكتًا بظهري للألم الذي راودني بسبب سقوطي و بدأت قهقهاتي بالتوقف تدريجيًا
"يا إلاهي ما هذه الطرق الحظاريه التي توقظين بها الناس" أردفت ليا بعبوس وهيا مغمورهٌ داخل الغطاء
" أنتِ تعلمين أن ميعاد الافطاري قد تغير ، و أمي تنتظرنا بالاسفل و هيا لن تأكل لقمةً حتى نجتمع كلنا"
.. " بحقك فيو النعاس يراودني ولا طاقة لي كي أستيقظ و أن أنزل للطابق السفلي و.. "
قمت بسحبها بقوةٍ من على السرير كي تتوقف عن تذمراتها، فإنها إذا بدأت لن تتوقف حتمًا ،
خرجت من الغرفة مسرعه مغلقةً الباب مع سماعي لشتائم ليا لجعلها تقع ، توجهت للحمام لغسل و جهي
و أسناني مرة دقائق حتى خرجت و نزلت من
على الدرج  نحو غرفة الطعام و وجدتُ أمي جالسة
تنظر إلى أحد الأطباق الموضوعةِ أمامها بشرود، "صباح الخير أمي " أفاقت من شرودها على صوتي ، مؤخرًا
أمي دائما ما تسرح و تبتعد عن الواقع ، من يلومها
فزوجها و سندها لم يعد لأشهر و هيا خائفهٌ من
أن يصيبه مكروه ، و الأعداء محاطون به دوماً
" صباح الخير عزيزتي ، لما كل هاذا التأخير ، و أين
ليا ؟" .. " أمي حقا من الصعب أن أستيقظ على الساعه
السابعه في أيام العطله ، ما الفائده من العطله إذا
إستيقظنا باكرًا " قلت هذه الكلمات و أنا متوجههٌ نحوها
حتى وقفت بجنبها و أنحنيت قليلا لتقبيل رأسها
" و أنتي تعلمين إن كيس النوم يحتاج ساعات لكي
يستفيق " ضحكت أمي بصوت خفيف من كلامي على
ليا ، جلست في كرسيَّ الخاص و أنظاري موجةً نحو كرسي ابي ، أنه فارغ منذ سبعه أشهر لم يتجرأ شخص
على الجلوس عليه ، نحن نفتقده كثيرا في العاده يتأخر برحلاته ولكن هذه المره لقد أطال الغياب ونحن لا نعلم
عنه أي شيء ،
ظللْنا أنا وامي نتحدث عن أمور مختلفه حتى سمعنى
صوتًا قادمًا من الدَّرج ، لم تكون إلا لينا القادمه نحونا " صباح الخير أمي " ردت أمي بابتسامه صغيره " صباح الخير صغيرتي " " هل تتبادلون الاحاديث معًا ، هذه خيانه " أردفت ليا هذه الكلمات و جلست  في مقعدها مقابلتا لي
" و أخيرا لما كل هذا التأخير مالذي كنتي تفعلينه لتأخذي كل هاذا الوقت ، إني أتظور جوعًا "
  "أختي فِيُولِيت العزيزه ، أنا لدي أمور أهم من الإفطار
، هو أن أهتم بوجهي الجميل" تشير على وجهها لتكمل
"ليس مثلك تبدين كضربان يتجول فالغابات" لم تكمل كلماتها حتى رميت عليها رغيف خبز لتتفاداه منزلةً
رأسها و كأنها توقعت مني هذه الفعله " حسنا توقفا
على الشجار ، تبدوان كالاطفال من سيصدق أنكما فتاتان فوق سن الثامنه عشر " تحدثت أمي بصوت حاد
على شجارنا ، أنه شيء روتيني فلا يكتمل يوم دون
أن نتشاجر معًا ، " فلنبدأ بالاكل " أمرتنا أمي و بدأنا
جميعا نتناول من اطباق الصحون المختلفه
.
.
" اليوم سيظهر زحل خلف قمر الارض " قلت بإبتسامه
لتسفتسر أمي على ما قلته " مالذي تقولينه عزيزتي ؟
" لا تهتمي لها أمي ، فقد بدأت عالمه الفلك بإلقاء التراهات" .... " هاذا ليس تراهًا بل ثقافه ، و ماأدراكِ أنتي بهاذه الأشياء فعقلك الصغير  لن يستوعب كلامًا كهاذا "
أنَّ ليا دائما ما تضايقني بشأن الأشياء التي أحبها ، و خصوصًا علم الفلك ، منذ صغير و أنا أحب هذا المجال
ولكن جميع أقراني دائمًا ما يضايقونني فقط لأنني أحب شيئَا مختلفًا عن ألاشياء التي يحبونها ، قامت ليا بتقليد كلامي و تجاهلتها موجهه كل حواسي للطعام
.
.
" هل حظيتما بنوم جيد " سألت أمي لتكسر حاجز الصمت الذي حلّ بيننا ، " نمت و كأنني طفلةٌ رضيعه "
تحدثت ليا و هيا تحشر بعض الطعام في فمها " وأنا
لا تسأليني ، فلم أستطع النوم بسبب صافرة الإسعاف
الموجودة في الغرفه " قلت مشيرةً كلامي الى ليا
" إن لم يعجبك فل تنامي في غرفةٍ أخرى ، لدينا
العديد من الغرف هنا " .... "انت من عليه أن يغادر
الغرفه ، فمصدر الإزعاج هو الذي يجب أن يُتَخلص منه "
بدأنا في شجارٍ جديد و نهايته هو إسكتنا من قِبل
أمي
•°
•°
•°
•°
•°

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 29, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إِنْسِلَادُوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن