لقد اعتدت الآمر

548 13 5
                                    

تسقط اشعه الشمس على وجهها الحريري وتقترب الطيور من اذنيها .وكانها تخبرها بان تستيقظ .. .تصحو من النوم وتجلس بالقرب من نافذتها ..تراقب بكثب .النهر ..الاوز ..الطيور ..النباتات..والزهور تستنشق هواء الريف النقي ..ترتدي ملابس العمل ..تذهب للعمل في البستان ..تجمع الفواكه ..والخضروات فاليوم سياتوها زوار على العشاء ..تدخل الى مطبخها بصمت .تفكر متى سينتهي كل هذا العمل ..لقد مللت من تكرار الايام لنفسها ومللت من الوحده .. تضع الطعام على الموقد وتذهب لاكمال اعماالها ..تحضر الفطور للبستاني. وتذهب لاطعام الدجاج والخيول ..يمر اليوم بسرعه..لا تشعر بالوقت ..تجلس بالقرب من النهر وهي منهكه كعادتها ..تراقب غروب الشمس كعادتها ...وتسرح شعرها الحريري كعادتها ..تقول في نفسها .لقد غابت الشمس ..لابد ان الزوار قادمون..تحمل نفسها وتمشي ببطئ ..تدخل الى منزلها الريفي ..وتجهز السفره .والطعام ..وتنظف المنزل ..تسمع طرقات هادئه على الباب ...لابد من انهم قد اتو ..تسرع لفتح الباب ..اهلا بكم ..تبادلو التحيه ..واطراف الكلام ..جلسو لتناول الطعام بهدوء ..تكلمو وتكلمو وسار الوقت . انتهو من العشاء ..وهنا بدأ الموضوع ..قالو الزوار ..نحن قدمنا لسبب ..نريد شراء المزرعه ..صدمت .ماذا؟! حقا!... نعم نريد ذلك ...اخبرتهم بانها تريد التفكير في الموضوع.فان ذلك امر لايقرر بسهوله....قالت في نفسها.( انا بحاجه للمال .فلم يتبقى لي الكثير ..كذلك مللت من هذا الحياه ..اريد الانتقال الى المدينه ) اخبرتهم بانها وافقت على الامر ...اتفقو ان يلتقو غدا .وان يقررو السعر والاتفاقات ..ذهبت الى غرفتها ..وهي مازالت مصدومه من الامر ..فالمزرعه ملك اجدادها منذ الزمان ..وليس بالسهوله بيعها ..ولكنها في نفس الوقت ملت من العيش والعمل فيها ...جلست بالقرب من نافذتها وهي تسرح شعرها الذهبي ..والطيور من حولها ..فهي لاتشعر بالوحده معهم ..تذكرت كيف كانت طفله ..وكانت عائلتها الثريه والكبيره من حولها ..وهي تلعب مع اصدقائها في الحقول وفي النهر ..وكيف اصبحت وحيده الان ..من الصعب عليها ان تودع هذا المكان ..فبالنسبه لها كتوديع جزء منها ..انهمرت الدموع من عينها ..وكانها قطرات من الذهب تتساقط ..حزمت امتعتها ..القت نظره اخيره على المنزل ...استرجعت ماضيها ..حل الصباح .واتو المالكين الجدد..اعطوها المال واعطتهم المزرعه ..بحزن ..بتردد ..خرجت من المزرعه للمره الاخيره.. وهي تنظر خلفها .. تقول في نفسها انا ذاهبه الى مستقبلي ... جلست في القطار المتوجه الى لندن ..مر الوقت ..ووصلت الى لندن ..استاجرت شقه صغيره تكفيها ...مرت الايام ..اعتادت الامر..لكن الحزن لم يذهب ..مازال جزء منها حزين ..مفقود ...فلا وجود لاصدقائها الطيور ..ولا وجود لنهر بالقرب من بيتها ..ولا وجود للاوز ..ندمت على قرارها ..وندمت لقولها مللت من حياتي ..فتلك الحياة هي ماتربت عليها وكبرت فيها .. .تستيقظ كل صباح ولايوجد ما تقوم به ..تتناول الطعام بمفردها..تذهب للسير وتجلس في المنتزهات لاغلب الوقت ..مرت الايام واستطاعت الاعتياد ..فلن تبقى متمسكه بالماضي ..ستمضي في حياتها ..بدات الشمس تشرق في حياتها من جديد ..خاصتا بعد ان كونت عائله ..فهي لن تصبح وحيده بعد الان ...وفي احدى الايام ..كانت تضن بانها ذاهبه في رحله عائليه ..لكن ياللمفاجاه ..لقد قدم لها زوجها مزرعتها ...فقد اشتراها من مالكيها ..بعد ان اخبرته عنها ...لم تعلم ماذا تفعل من الفرح ..ارادت ان تخبر العالم بفرحتها ..فقد اكتملت حياتها. ..واصبح لها عائله ..ووعدت نفسها ان تهتم بها ..وتبنيها ..وستقدم الطعام مجانل للفقراء والمساكين ..وعاشت طيله حياتها سعيده ...النهايه .،~~

🎉 لقد انتهيت من قراءة لقد أعتدت الآمر 🎉
لقد أعتدت الآمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن