" لي جيهي ! لي جيهي هل بمقدوركِ سماعِي ؟ "
تلعثمتِ الفتاةُ لحظةَ وصولِ اسمها لمسامِعها ، بعثرَت محتوياتِ مكتبها في محاولةٍ لإخفاء ما بحوزتِها من طعام . بالنسبةِ لجيهي ؛ كان التقاعسُ أكثرَ ما تجيدُه . تركتِ السؤالَ يحلّق في الهواءِ هنيهةً قبل أن تجيبَ بارتباك " آسفة ! إشارةُ الإنترنت ضعيفةٌ نوعاً ما …"
بدَا الأمرُ جلياً من النبرةِ التي حملها صوتُها أنّه محضّ عذرٍ مبتذَل إلاّ أنّه لم يجرُؤ أيّ أحدٍ من زملائها بالتفوَه بأيّ شيء ، مكتفيين بإطلاق ضحكات مكتومةٍ تردّدَ صداها عبرَ سماعاتِ حاسوبها المحمول . في نهاية المطافِ ، كان ممتعاً مشاهدةُ لي جيهي المتاونيةِ تتعرضّ للعتابِ .
" لتستخدمِي ذلكَ الرأس اليابسَ للتفكير بأعذارٍ مقنعةٍ على الأقل جيهي ." جاءها الردّ مصحوباً بتنهيدةٍ " افتحي الكاميرا و ابقي على اتصال معنا ." لم يكُن بيدها حيلةُ غير الانصياعِ لأوامر معلمتها . ألقت نظرةً خاطفة خارجَ النافذةِ .
كاَنَ صباحُ أحدٍ صحواً و مبهجاً مع ذلك كانت هناكَ لفحةُ بردٍ لا تزالُ تتخلّل هواء منتصفِ أبريل ، ما يذكّر بمدى السهولة التي تتقلّب بها أحوال الطقس رأساً على عقب.لفتَ انتباهَها صريرُ السرير الذي كاَنَ في الركّن الآخر من الغرفةِ . حالما قبلّ البردُ المفاجِىء جسده النحِيل ، ارتعشَ كيم دوكجَا و تقلّب على فراشه فاقداً دفء لحافه. كاَنَ ضجيج لي جيهي صاخباً بما يكفِي حتى يخترَقَ بوقاحةِ طبلةَ أذنه ليشعرَ و كأَّنَّ أحداً قد ضربه بمطرقةٍ على رأسه ، تذمّر كيم دوكجا متكّئاً على مرفقيْه ثمّ ألقى بنظره باتجاه الفتاة - بطريقةٍ ما كاَنَ مظهره مضحكاً حيُثُ لا تزالُ عيناه منتفختيَن بسبب النوم - " بحقّ الجحيمِ جيهي .. هل يمكنكِ خفضُ صوتك قليلاً ."
أشاحت بوجهِها بعيداً عن حاسوبها المحمول و اتّجهت بحدقتيها نحو الرجّل الذي استيقظَ لتوّه بسبب الضوضاء الصادرة من ركنِها ، لم تبدي لي جيهي أيّ تعابيرَ توحي عن اعتذارهِا أو شعورها بالذنّب ، اكتفت فقط برمقه بنظرةٍ مخرجةً لسانَها بشكلٍ ساخر قبلَ أن ترُجعَ انتباهها مجدداً نحو الحاسوب ، لم يتوقّع كيم دوكجا أقلّ من هذا من تلكَ الفتاة الشقيّة التي لطالما تتعمّد مشاكسَته.
كانت عقاربُ ساعةِ الحائط الكبيرةِ تشيرُ إلى التاسعة و النصف .اعتدلَ كيم دوكجا في جلسَته و مدّ ظهره ثم رفعَ رأسه نحو السقفِ و أطلَقَ زفرةً طويلة ، نهضَ من فراشه بتثاؤب لكن سَرعان ما لجَّ به الشوُقُ لسريره الوثير عندما لفحته موجة نسيمنسيمٍ بارد، هزّ رأسه مقاوماً رغباتِه ثمّ ترنحّ يمشي جهة باب الغرفةِ .استوقَفته لي جيهي بسؤالها " هل أنتَ بخير ؟ تبدُو و كأنّ حافلةً قد دهستك . "
" ربما ليسَ إلى ذلك الحدّ ..."
لوّح كيم دوكجا يده غيرَ مكترثٍ لدخولِ محادثةٍ معها ، شعر و كأنّه قد نالَ كفايتهَ من سماع صوتها لهذا اليوم ،أدركَ أنّه من المستحسَن له الاحتفاظُ بما تبقّى من طاقتِه ، فما زالَ عليه مجاراةُ غلاظةِ يو جونغهيوك و غطرسةِ هان سويونغ . و باتّخاذِ قراره بتجاهلهِا ، خرج من الغرفةِ بعجلةٍ تاركاً لي جيهي تنفخُ خديّها باغتيَاظ.
أنت تقرأ
ذكريات في طيّ النسيان.
Fanfictionفانفيك= خيال الفان قصة من كتابة الفان كليا ولا تربطها علاقة برسمية الرواية، حبيت اكتب عن احداث لم تذكر تفاصيلها في الرواية من مخيلتي و تشاركت الكتابه مع صديقتي @rseiwyy. الارت رسمته صديقتي @kamqiiz. حسابي @dokeilv بالانستا