الفصل الاول

65 2 0
                                    

بوح بوراك :
في أمسية مميزة ..
كنت اقطن على مائدة العشاء العائلية ، ويدي تقبض على كف زوجتي جميلة الجميلات التي أُفتن بروحها المرحة ، عيناي لا تفارق تأمل بريق ابتسامتها العذبة ، وعيناها السوداويتان المبهرتان و صوت ضحكاتها الرنانة ..
تبادلني النظرات اللامعة التي يكِنُ عليها وصمة حُبنا الجسيم ، حيث أنه يعد يومًا مميزًا لنا ، تلقينا به خبرًا يفوق به تعبيرنا عن سعادتنا .
ولم يكن اليوم المميز بالنسبة لنا نحن فقط ، أيضًا العاشقان الأخران من أمامنا يكادان يحلقن في السماء من سعدهم .
انهم أخي الأكبر "سعدي" و زوجته "سونجول " ..
أخي قد حصل على ترقية عالية في عمله ولهذا نحن على مائدة الاحتفال بهذا الخبر الرائع ، مع احتفائنا انا و حبيبتي لخبرنا الخاص الذي سنعلنه لهم الآن .
جميع التحضيرات أعدتها زوجة أخي الهائمة بكل حب ، لم تسمح لي ولا لميريتشي أن نساعدها في أصغر الاشياء و تمانعنا بحماسة طائشة ، كما يقول عنها أخي تبدو بالأوقات الجادة افطن امرأة وبمجرد يكون الموضوع أخي تبدو كفتيات الروضة في حماسها وطيشها .
انا ممتن لزوجة أخي كونها عرفتني على أجمل فتيات العالم ، و بفضلها ملكت أبهى النساء و أمرحهن روحًا و أرقهن أوصافًا ، قبل أربعة أعوام و نصف كنت انغاط من ميريتش خاصتي وجميع حوارتنا تبتدئ بالشجار وتنتهي به ، و زوجة أخي سونجول لا زالت تصر بتناسقي معها ، وتبوح في كل مكان لا يوجد تناسق ثنائي بقدر تناسق ابن حماي بوراك و ابنة خالتي المقربة ميريتش وكأنها قد وُظفت خطابة مخصصة لنا ، حينها كنت انغاظ منها واتحرج كثيرًا و أغضب و أصب غضبي على ميريتشي المسكينة كلما رأيتُ وجهها ، وأقول لها بكل تبجح ما عاذ الله أن تكوني زوجتي يومًا ما !
و كانت ماشاءالله تملك لسانًا حادًا يصل إلى اليابان وهي ترد علي قائلة وكأنني مولعة بأن أكون زوجتك أيها الفظ عديم الذوق  ، وتنتصر علي في كل شجار .
ولا أعلم كيف حدث و متى ؟ لكن ميريتش أصبحت تسحب قلبي تدريجيًا و بدأت تلك المشاجرات تتحول لأطراف الحديث ، ثم لتبادل هموم ، ومشاركة أحداث ، ثم أصبحت محاوراتي معها جزء من يومي بل أصبحت ميريتش روحي و جزء من قلبي .
و الآن قد أصبحت تحمل جزء مني بين أحشاءها أيضًا بعد زواج أتم عامه الأول ، و هذا هو خبرنا الخاص المفرح ، الذي جعل أعيننا لا تتوقف عن إسبال دموع الفرح منذ الأمس ، قد اقتلعت روحها وانا أداعب بطنها و أدعكه بعدم تصديق في سائر وقتنا ، بينما هي ترمي يدي بكل تأفف لطيف قائلة : تمام يكفي والله انا حامل ، توقف عن عجن بطني !
تتأفف وترمي بيدي رغم أنه يعجبها هذا لكنها تتدلل علي ، أدرك ذلك في مبسمها وإمالة شفاهها ونبرة صوتها وهي تقول بكل غنج بوراك يكفي ، ابتعد عني .. و تقصد بل استمر
**
قبضت على شوكتي لأغرسها في الحلوى ثم ناولتها ثغر ميريتش ، فقبض أخي على الفور على قطعة حلوى كبيرة و أولجها في ثغر خاصته ، قائلًا :
- ماعاذ الله قبل أن يشتغل مذياع الغيرة .
**
وكزته سونجول و بدأت تضرب على افخاذه وكلماتها تتسابق ببعض رغم امتلاء فمها بتلك القطعة من الحلوى :
- ماذا تقصد ! ثم هل ينبغي عليك تملئ فمي بكل تلك الكمية ، انظر إلى أخيك كم هو مهتم ، يعتني حتى بكمية ما يناوله ابنة خالتي ؟!
**
ضرب سعدي على جبينه قائلًا بصوت طفيف يُشابه الهمس :
- اللهم ! ألا يوجد مخرج ما من غيرتها !
**
قاطعت مشاجرتهم الطفولية ميريتش ، وهي تنبه بصوتها :
- تمام تمام ، كفوا عن هذا ، يوجد أمر مهم سنخبركم به .
**
- لا ، لا ، انا من سأخبرهم به ، أرجوك اصمتي سوف يغمى علي من الحماسة لهذه اللحظة التي سأعلن فيها عن هذا الخبر .
**
نظرت إلي ميريتش بإغاظة ، واختارت بأن تلقي الخبر حالًا وتسباقني به ، وأعادت نطراتها تجاه الثنائي المترقب :
- يا أصدقاءنا الأعزاء انا حَـ .....
**
وضعت كلتا يدي على ثغرها وحبست صوتها ، لأكمل الجملة سريعًا عنها :
- يا أصدقاء ، انا سأصبح أبًا ، جميلتي حامل .
أبعدت يدي عن ثغرها بعدما تمت المهمة واعلنت الخبر ، ثم عصر وجنتيها إلي وهجمت عليها بقبلات عنيفة حتى تنسيها فعلتي 
**
كانت تدفع وجهي عنها وتحاول الابتعاد عنه والانزلاق مني بينما هي تصرخ بدعابة :
- ابتعد ! لماذا اخبرتهم انت ؟ طفلنا الآن أين هو ؟ بداخلي ، انا الحامل و لست انت حتى تسترق مني افشاء هذا الخبر لهم .

رواية حيرة غموض ،  eyfet - sadgül حيث تعيش القصص. اكتشف الآن