V.

241 23 29
                                    

بُتنَا نُشَعشِعُ و العَفافُ نَدِيمُنا
خَمرينِ مِن غَزلِي و مِن كَلماتِه.

--------------------
















































































الوِحدةُ شُعورٌ مَقِيت، فإِن لَم تكُّ طَلبتَها مِن الإِله فمَا هِي إلا شُؤمٌ و أَلم.

كُنت شَخصاً ضَحُوك مُحِبّاً للحَياة، أَعِيش مِن أَجل السَّعادة التِي فِي أعَماقِي كُنت أعلَم أنهَا فَانِية، فدَوامُ الحَالِ مِنَ المُحال.

عشتُ طِوَال الوَقتِ خَائِفاً، خَائِفاً من السَّعادة، من الحُب، من الأَمان، خَائِفٌ منَ الفَقد.

نظرتُ حَولِي بذَات البُرود المَعهود مِنّي لمَا هُو حَولِي من كَائِناتٍ تُدعَى البَشر، تتحرّكُ و تتنفّس.

لَم أَلحظ كَائِني الفَاتِن بينَهُم، لم يَخِب أَملِي، فعنقُود السُّكر سَيأتِي إمّا الآن، أو فِي وَقتٍ لا يخطُر فِي بَال أَحد.

فِي تلكَ الليلَة عندَما اندَمج جَسدينا فِي وَلهٍ لا أظُنّني أقدِرُ على تَسمِيته بالحُب، غَادرنِي عُنقود السُّكر ثَلاثُ لَيالٍ من حَيائِه.

بدَا كَطفلٍ ضَائِع عندَما قَدم إليّ بعدَ الليَالِ الثَّلاث و هُو مُزهرٌ من الخَجل، و شَعره الأشقَر يُومِض نُوراً، يا لحَلاوتِه.

تنهَدتُ بضِيق و استَقمتُ عن العَرش بِبَعض الغَضب، مابِي ؟ لستُ أَدرِي.

استَنفر مَن فِي قَاعة العَرش لخُطواتِي، و تأهَبُوا لجُنونِي، على رُسلِكُم يا قَوم، إسكَندركُم بَات يُتعِبه حتّى رُؤيتكُم.

كَانت الشَّمسُ تَحرِق لشدّة حرَارتِها، و صَهِيل الخُيولِ المُتعَبة يرفَقه رَائِحة التُّراب العَالِق في الجَو مِن شدَّة حَوافِرها.

خَرجتُ نحوَ الإسطَبل فرَكض الغِلمَانُ إليّ، من أخذَ تاجِي و مِنهُم من أخذَ الكلَامِيد خاصَتِي فهُم باتُوا يَعرِفُونني، عندَما أكُون رِفقَة فَرسِي، لا يُلقَى عليّ شَيء من المَلابِس.

اتجَهتُ نحوَ تلكَ الشَّقراء فَارِعة الطُّول، و قبّلتُ وَجهها لتَصهُل بوَجهِي، يا مَيار يا حُلوتِي، هل اشتَقتِ إليّ .؟

كُنت تَائِهاً بأفكَارِي مُرهقٌ منهَا، فالتَجأتُ إلى فَرسِي فَمن غَيرُها يَشعُر بحَالِي ؟.

مَسحتُ على رَأسِها بابتِسَامة فقَد كَانت تتوَدَّدُ إليّ بطَرِيقة مُحببَة إلى قَلبِي.

samodiva | HH.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن