ديسمبر ٢٠٠٥
في مطار القاهرة تحديدا الساعة الخامسة فجراكانت عائلة الشرقاوى في انتظار ابنتهم "مني"
تلك الفتاة التي غادرت المحروسة في مثل هذة الساعة من خمسة أعوام طلباً للدراسة في لندن
كان أبيها جلال وأمها نادية (المحجبة) وأخيها الأكبر مروان يقفوا في مطار القاهرة استعدادا لرؤية ابنتهم
أما البقية فكانوا في منزل العائلة في انتظارها لم يقدروا علي المجئ ...ظلوا منتظرين قرابة نصف ساعة بعد إعلان المطار عن الرحلة القادمة من لندن
جلال لمروان بعد أن نظر في ساعته:هي الطائرة اتأخرت كدا ليه؟
مروان:يا بابا في إجراءات بتعملها بعد ما تطلع من الطيارة....توقف فقد لمح فتاة قادمة من بعيد
تحدث مروان مجددا إلي أبيه وأصبعه مشير إلي فتاة:مني يا بابا
جلال بفرحة:فين؟أخذ يراقب خطواتها المتسرعة الشبية بالركض إليهم وصوت عجلات الحقبية التي تصاحبها معها تتناغم مع صوت حذاءها ذو الكعب العالي علي أرضية المطار تكون لحناً عذباً تطرب أذنيه
كلما اقتربت أكثر كلما زاد اللحن إطراباً له حتي توقف هذا اللحن ، ليعلن عن مشهد تمثيلي طالماً عهدنا في أفلام ويطلق عليه البعض "حضن مطارات" لأربعة أفراد
ظل الأحتضان ما يقارب دقيقة
وبعدها ظل أبوبان يتطلعوا إلي وجه ابنتهم كأنهما يلحظان فروق علي شكلها الجديد
نعلم جميعاً المرأة أجودهم في ذلك ، فلهذا حدث الأتي ...
أمسكت الأم خصلات من شعر ابنتها الهاربة من قبعة الصوف الأسود قائلة لها:أنتِ قلعتي الحجاب
★*****************★
في أحد أحياء القاهرة والشمس تكاد تظهر وسط الغيوم
توقفت سيارة نزلت من عائلة الشرقاوى وصعدوا إلي بناية من طراز التسعينات
وجدت العائله كلها في انتظارها واختها الكبرى مروة وزوجها وابنائها الاربعه بالرغم من ثقل ملابسهم الى انهم يركضون هنا وهناك وزجة أخيها سلمت عليهم جميعا ثم قامت بخلع البالطو الأسود التي كانت ترتديها والقبعة السوداء فردت شعرها الأسود المصبوغ بعض خصلاته باللون الأحمرجلست معهم ماعدا أمها فقد ذهبت إلي المطبخ لتعد الفطار
تحدثت عن دراستها في تخصص البرمجة وعن زملاءها في السكن وأساتذهاقطع كلامها سؤال زوجة أخيها عن العقد التي كنت تريديه فكان شكله غريباً بعض الشئ
فكان عبارة عن خرز أبيض ودرته شئ لامعقالت بأن زميلتها في السكن أهديتها أياه ، فهي مهتمة بالطاقات ولغة الروح وهذة الجوهرة تخلص من الطاقة السلبية
نظروا لبعضهم البعض كأنهم لم يفهموا ولكن في الحقيقة قد تعجبوا !!!
في ذلك الوقت خرجت أمهم من المطبخ لتخبرهم بأن الفطار جاهز
قامت مني من مجلسها قائلة: لا يا جماعة أنا مش قادرة أن دماغي قد كدا أنا هدخل أنام
نادية:طب استني كلي لقمة
مني:لا لا مش قادر ... سلام يا جماعة
★******************★
دخلت إلي غرفتها وجدت الحقبية موضوعة علي الأرض
رفعتها علي كرسي فتحتها وأخرجت منها بيجامة
بدلت ملابسها ولكنها أحتفظت بالعقد لم تخلعه
خلدت إلي النوم
★***************★
في مكان مظلم كانت تسير مني تتلفت هنا وهناك
سمعت شئ يحتكك بالأرض أو يزحف أدارت ناحية الصوت وجدت ثعبان ضخم وراءها مباشرة ظلت تنظر إليه ثواني معدودة كأن العالم توقف عندها وهو يقترب أكثر وأكثر ويخرج لسانه بحثاً عن ضحيته ...
ثواني وقد فاقت من صدمتها ظلت تركض وهي تخشي أن ترتطم بشئ ما في طريقها كلما تقدمت تزداد الظلمة أكثر فأكثر
★******************★
أفاقت من نومها مفزوعة مما رأته في الحلم
تتنفس الصعداء وصدرها يعلو ويهبط
نظرت حولها فوجدت نفسها في غرفتها
ابتسمت ابتسامة رضا على ان هذا ليس سوى حلم...
قامت من سريرها و خرجت إلي البلكونة الخاصة بغرفتها
قالت لنفسها يبدو أن الحي تغير قليلا
هذا السوبر ماركت لم يكن موجود هنا
ومجموعة السيارات المصتفة كانت أقل ...
الشارع يزداد ازدحاماً
وسط تلك الملاحظات أوقفها صوت ينادى باسمها
نظرت فاتجاه وجدت مفاجأة سارة ...أنها حبيبة
الجارة ... صديقة الطفولة ... واللعب في الشارع
والذكريات المرة قبل الحلوة التي جُمعت طوال سنوات الماضية من سن الروضة إلي الجامعة
ولكن هذة سنة الحياة ....
مني كانت ولعة بعلم الاقتصاد أما حبيبة فكانت تحب العلوم
كلاهما ذهبا إلي الجامعة في التخصص المفضل لديهما
لكن مني أظهرت تفوق في مجالها أفضل من حبيبة
فحصلت مني علي منحة دراسة في لندن أما حبيبة انتهت دراستها الجامعية وتزوجت وكونت عائلةكانت في زيارة لأمها بصدفة فرأيت مني في البكلونة
ذهبت إليها وجلستان في غرفة مني تحديداً علي سريرها
تحدثان عن دراسة وحياة في لندن وقصيت علي قصة العقد والحلم المروعحبيبة بتعجب:ايه ... طاقة سلبية و روحيات ودجل وشعوزاة
مني:دا علم ومعترف بيه
حبيبة بإيماء عدم الفهم:مش عارفة بس أنا مش متطمنة خالص للموضوع دا .... ولو هو صح ما كانش الحلم موجود بصي هتلاقي بسبب تغيير نومك بس مش أكتر أنتِ بقالك خمس سنين ودى مدة كبيرة أوى .... سيبك من العقد دابدأت حبيبة ترتدي حجابها استعدادا للذهاب
مني بحزن:انتِ ماشية
حبيبة:معلش بقا أنا اتأخرت أوى أصلا أنا كنت جاية زيارة لماما أصلها تعبانة ... وضعت يديها علي ذراعها
مكملة حديثها: بكرا هأجي و معايا الولاد براء وحمزة
★******************★
انتهي البارت الأول
بقلمي/إسراء خالد
نوڤيلا العقد