التف غلى بعضي, مثل حلزون يعرف مايفعله , يلا تنام, يلا تنام... اغني لي وكانني امي , وكانني طفلتي , وكانني الشخص الوحيد المتبقي لدي , لانني الشخص الوحيد المتبقي لي, اطرافي تنتفض . جسدي انتفاضه , حقيقتي الفادخه تتنزل علي كالرعب الازلي الذي ينتاب الروح امام خفه السؤال . لفد هربت فعلا. لقد هربتي يافاطمه
وجهي في المراه يسخر مني; اهتفي اكثر ياارخميدس على اكتشافك العبقري. ايقظني العالم! اقول نامي يافاطمه, نامي بسرعه, نامي قبل ان تستيقظ اطراف الفكره القصيه, قبل انا ترى فجورها وعهرها وسلطانها عليك, قبل ان تمتصك الفكره وتشرب عصيرك وتلفظك جافة وعاجزة.
لا استطيع الا افكر. يجب ان اطفئ هذه الاله المجنونه التي يسمونها الدماغ. اقفز من السرير, اصابعي مجنونه مثلي هزيله ومتعرقه ومجروحه مثلي. افتح الحقائب واحده تلو الاخرى, انكش باطنها, ارمي الاشياء بعيدا وانا اواصل النبش, والنكش والنهش, ادس اصابعي عميقا عميقا في الجيوب والثقوب وزوايا الحقائب.
اغوص باحثه عن خلاصي, عن اللعبه اللعينة التي تستلني من حقيقتي. البرازولام المنوم السحري قاهر الصرع والقلق والاكتئاب, افضل اصدقائي واسوا اعدائي والماضي قدما في مشروع تدميري بمباركة شخصية مني .
اين انت ايها الشيطان... تعال ياحبيبي تعال ايها الصغير, تعالي قبل ان اخرج ركضا واسلم نفسي لاول شرطي او بائع مناديل اراه في الشارع. اعثر على العلبه تحت البيجامات القطنيه. افتحها باصابع مرتعشة. ابتلع القرص وانا اطمئن الكائن المجنون داخلي بان الامور قيد السيطره; اهداي يافاطمه لقد اخذت الدواء.
انا ملقاه على السرير السرير حفره وانا اسقط والحفره بلا انتهاء, كالدم المراق, كالجياع, كالموتى, كقصائد السياب هداياك ربي مقبوله, هاتها هاتها, ياواهب المحار والردى... هل اهذي.. انني ارتعش وليس في الامر عشق او وجد او وحي, البرازولام يعربد بي جفاف شاسع في فمي انا بئر معطلة.
اغمض عيني وارى فارس, يبحث عني في الشوارع الكثيره, يجوب الارصفه ويتلفت, يبحث عني خلف الاشجار وتحت الحصى, ابتسم له في قلبي. اتمتم بلسان ثقيل كانه كيس رمل;
نم ياحبيبي نم. الخدر يزحف الي من اصابعي. ينقصني من اطرافي, وانا اتاكل واتضاءل على مهلي.. لقد صار بوسعي ان اكون بليده, وان انظر الى فارس بعين قلبي احنو عليه. وبحنجرجرتي الرديئه, وصوتي الهزيل , غنيت له, غنيت له كي ينام.
أنت تقرأ
كبرت ونسيت انسى
Spiritualمؤلفه الروايه \ بثينه العيسى سنه النشر\2015 اقتباس من الروايه-- الكتابه ليست بديلا عن الصديق الذي يجيد الانصات. ولا عن الطبيب النفساني .او الكاهن الذي يتلقى الاعترافات .واذا كان ابن الملوح لم ينشد الاشعار الا تداويا. فالنتذكر .حبا في الله. ان الاشعا...