تركت مقاعد الدراسة بعد امتحان الشهادة الثانوية ولم ينفع معي_حينها_ التشجيع الكبير الذي لقيته من والدي لمواصلة الدراسة و الالتحاق بالجامعة. مللت الدروس وبخاصة تلك التي كنت _ومازلت_مقتنعا بعدم جدواها كالجبر واشباهها، وكانت تلك المواد مصنفة كمواد اساسية ويتوجب علي الطالب النجاح فيها بنسبة50%كحد ادني.
المهم في اﻻمر انني تركت الدراسة وفي اكتوبر من نفس العام التحقت باول وظيفة في حياتي المهنية كمعاون تحصيل في احدي اسواق المحاصيل واستمرت خدمتي لمدة اربعة اعوام تنقلت خلالها في معظم قري المنطقة وتعرفت علي اناس عديدون من اجناس مختلفة.
في صيف 1999تم نقلي للعمل في احدي النقاط جوار مصنع الكناف مما اتاح لي فرصة الاستمتاع برؤية الفيميلس والحديث اليهن.
في يوم بارد وانا جالس استدفأ بحرارة الشمس علي الشارع قبالة النقطة،فاذا باحداهن _وتدعي_ليمو تنتصب امامي كما النخلة،كانت تردي تراوزر الجينز الضيق وقميص ابيض ذو اكمام طويلة،واضعة لمسة مكياج خفيفة بالاضافة الي العباءة الزرقاء الشفافة التي ارتدتها علي ملابسها.
_اتيت لها بمقد واستاذنتها بالجلوس ريثما تاتيها العربة،ولانني لم تكن لدي فكرة عما ساقوله رايت من الذوق ان اطلب لها شي ما كالشاي والقهوة،الا انها رفضت بادي الامر_ذلك ان مجتمعنا يري في تناول الاطعمة والمشروبات علي قارعة الطريق عيب وبخاصة للنساء_ثم قالت ان كان لابد من تناول شئ فآتني بكوب قهوة،احتسينا القهوة معا واخذنا الحديث الي اتجاهات عدة ليس بدءا بالسياسة ولا انتهاءا بالحب،غير ان حديثنا ذاك وان كان الاول بيننا الا انه لم يكن الاخير ابدا.....
