استيقظت الكساندرا على صراخ رئيسة الميتم ، اجل ،الكساندرا فتاة تعيش في الميتم، منذ ان كانت طفلة رضيعة ،حيث الاسبوع القادم ستصبح في الخامسة من عمرها ،لكن رغم صغر سنها ،فهي انضج من أقرانها .
لتسمع الكساندرا، صوت عربة تجرها الخيول ،لتفهم مايجري ،"يبدو أن هناك شخص ما أتى لتبني ،رائع ،اتمنى لو يختارني ،عندها ستكون لدي عائلة لطيفة وتحبني ،حسنا ساتجهز بسرعة ." تحدث الكساندرا ،بنبرة طفولية يملئها الحماس والسعادة ،رغم كبر عقلها ،لا تزال مجرد طفلة تتوق للحب والاهتمام ، لترتدي ملابسها و تتجهز ،وقد بدت كدمية خزفية شديدة الجمال والبراءة ،لتقف في صف مع جميع اطفال الميتم ،ليقف امامها رجل يبدو في الثلاثين من عمره، متوسط المظهر ،ذو شعر اشقر يميل الى البني، وعيون خضراء تمتلك نظرة لطيفة، وطويل القامة ،ليتحدث بنبرة لطيفة " ياطفلة ما اسمك ؟"لتتفاجئ الكساندرا ، وتتحدث بنبرة ،يتخللها الخجل " الكساندرا ياسيدي ","رائع اذا الكساندرا هل تريدين الذهاب معي ؟","اجل بتاكيد " اجابت الكساندرا بسعادة،فاخيرا سيتم تبنيها," حسنا هيا بنا "،لتلحق به الكساندرا ،وتغادر معه لا تعلم مايخبئ لها القدر.
لتتوقف العربة امام منزل يبدو مهجور ،لينزل الرجل ويحمل الكساندرا ،ويجرها للداخل ، بينما ارتجفت الكساندرا ،وهي تحدق بالقبو المضلم ،الذي تم أخذها اليه ، ليتوقف الرجل ويطرق باب حديدي ،فيتحدث بجملة بلغة أخرى ،لم تفهمها الكساندرا ،ليفتح الباب ،ويظهر رجل مخيف المظهر، قوي البنية، بشعر بني، وبشرة قمحية ،يمتلك ندبة في من بداية عينه الى الاسفل ،فوق فمه ،نظر الى الكساندرا بنظرة لا تبشر بالخير ،"تفضل مئة قطعة فضية "،"اوه هاذا اكثر ماتوقعت ،يبدو ان هذه الفتاة كنز ،حسنا خذها " "اجل ستجلب لنا الكثير من المال " ,"حسنا اذا سآخذ استقالتي الى اللقاء" ،لتعرف الكساندرا ماينتظرها وتعلم ان المقاومة بلا فائدة ، ليغادر ذالك الرجل الذي احضرها ,"اذا ياصغيرة كم عمرك ",تحدثت الكساندرا وهي ترتجف مع احمرار عينيها وتلعثم ، "اربع سنوات"،"جيد ستجلبين الكثير من المال" .ليتم اخذها او بالأحرى جرها بالقوة ،الى مكان يشبه القفص،ليرميها فيه ،ويغادر،لتنهمر دموع الكساندرا ، ولا يسمع سوى صدى شهقاتها ،في ذالك المكان الموحش.
بعد مرور اسبوع من بقاء الكساندرا في ذالك المكان،حيث يتم تقديم وجبتين لها ،واحدة في صباح والاخرى في ليل ،وتتكون من خبز صلب يابس ،وحساء ليس له اي طعم، بعد مكوث الكساندرا في هذا المكان لمدة أسبوع ،تكيفت واعتادت رغم تفكيرها ومحاولاتها البائسة في الهروب ،الا انها لم تستطع ،لتسمع الكساندرا خطوات شخص ما يتجه اليها،لتقع عيناها الفضيتين ،على نفس الشخص الذي جاء بها ووضعها في هذا القفص أو السجن ،لتلمح طفل بين ذراعيه،يبدو مغمى عليه ،ذا بشرة بيضاء شاحبة وبنية جسدية تبدو ضعيفة وشعر شديد سواد ،لم تستطع الكساندرا إزاحة عينيها عليه ،ليتم وضعه في نفس القفص اللتي هي به ،ليغلق الباب مرة اخرى ،وبعض بضع دقائق يفتح ذالك الفتى عينيه ببطئ وضعف شديدين ،لتلقي عيون الكساندرا الفضية مع عيونه القرمزية شديدة الاحمرار وكأنها جوهرة صنعت من الدماء ،لتذهب اليه وتحاول مساعدته،"عذرا هل انت بخير ؟؟" ،ليتجاهل سؤالها وينظر لها بنظرة مملوءة بالاشمئزاز ،لتغضب ألكساندرا وتتحدث بنبرة غاضبة وطفولية،"لا تنظر لي هكذا انا وانت في نفس الحالة" لتستدير وتتجه لمكانها وتجلس "،بعد مدة يتم ادخال فتى بشعر فضي وأعين ذهبية وهو مملوء بالجراح ،ليتم رميه بجانبهم، ويغلق الباب مرة اخرى ,لم ترد ألكساندرا ان يسخر منها ذالك الفتى ايضا لذا وبكل بساطة تجاهلته ،فهي ليس طبيبة او فارسة او حتى بطلة خارقة تافهة محبة للعدالة ،التي لا وجود لها ،لينظر صاحب العيون الذهبية الى اتجاه صاحب العيون الحمراء ،ويبدو عليه التفاجئ ،ليذهب ناحيته ويتحدث معه ،والاخر يجيبه في هدوء ،يبدو انهم يعرفون بعضهم البعض ،هذا اول شيء خطر في بال ألكساندرا ،لتتجه نظراتهم صوبها ،مما يسبب لها الذعر والتوتر '،ليتجه ناحيتها صاحب العيون الذهبية ،ويتحدث بنبرة متعجرفة مملوءة بالاشمئزاز ،" انتي يأيتها العامية القذرة ،هل تعرفين اين نحن "، لتغضب ألكساندرا ،'من يظن نفسه من كلامه يبدو انه نبيل ،اكثر الاشخاص الذين اكرههم ينظرون لنا نحن العامة وكأننا كائنات ملعونة ،رغم انهم كانو في الأصل مجرد عوام' ،"ولماذا اخبرك بحق اللعنة ؟!!,اغرب عن وجهي "," ماذا!!؟ ,كيف تتجرء مجرد عامية على التحدث معي هكذا "قال بنبرة مملوءة بالغضب ،لتنظر له ألكساندرا بنظرة إنتصار وابتسمت"ماذا ؟ هل انت غاضب اوه انا خائفة ، ماذا ستفعل مثلا تذهب عند والدك وتبكي ،اوه نسيت انت لا تستطيع ",لتنفجر ضاحكة عليه تاركة الآخر يرتجف من الغضب وقد أصبحت عيونه محمرة وكأنه سيبكي بأي لحظة ،لن تنكر ألكساندرا انها كادت ان تقع للطافته ،لتتوقف عن الضحك ،" حسنا ،لا تبكي لست وكأني اتنمر على الاطفال ",ليحدق بعينيها لفترة ويتحدث " انا لست طفل ،وايضا انتي أصغر مني " ،لتنظر له ألكساندرا بطريقة غريبة وتغير نظرها وتتحدث ،"هاه ،لا يهم انا ادعى ألكساندرا،اليوم اصبح عمري خمس سنوات وايضا لقد تم اختطافي قبلكم بأسبوع " ،ليتفاجئ صاحب العيون الذهبية وينظر لها بنظرة شفقة ربما ؟،'واللعنة الملعونة كيف ينظر لي هكذا ؟!!!!'، هذا مافكرت به ألكساندرا ،ليبدأ صاحب العيون الذهبية بالتحدث " انا إينوك عمري تسع سنوات ،لذا انا لست طفل "كان إينوك يتحدث وهو ينظر لها نظرة تفوق وغرور ربما ،لتتجاهله ألكساندرا ويتجه نظرها صوب ذالك الطفل الجالس وحده وينظر باتجاههم ببرود ،فتلتقي قزحيتيها الفضية مع عيونه القرمزية ،وتلف وجهها بسرعة ،وتعيد نظرها وتكمل حديثها مع إينوك ،الذي لم يخلو من الشجار.
أنت تقرأ
||•Alexandra•||
Romanceلا احب كثرة التفسيرات ادخل وسترى ان احببتها اقرئها وان لم تحبها ،اعلم ان ذالك ليس خطئ كتابتي الجميلة ،بل ذوقك السيء '-'