بقلم الكاتبة سارة مزهر حسابي @_novels1
_ في زاوية المكان .
في وسط الهدوء الذي يعم المكان دخلت أنا و حقيبتي في يدي اليمنى و احد الروايات العربية في يدي اليسرى .. !
صوت كعب حذائي الذي يضرب الارض بثقةة هو المسيطر على اسماع الجميع .. جلست في زاوية ( المقهى ) فتحت الرواية و بدأت بالتصفح و بقراءة الكلمات بتركيز .. الى أن توقفت على صوت مزعج .. صوت مضغ اللبان لاحد المراهقات .. نظرت لها و لكنها لم تعرني أي اهتمام ..
فتحت حقيبتها و بدأت بوضع مستحضرات التجميل الصارخةة .. أبتسمت بسخريةة و قلت في نفسي ( مراهقةة ) !
الى أن اتى أحد الرجال و جلس أمامها .. و ضعت مستحضرات تجميلها في الحقيبة من ثم نظرت له و أبتسمت .. نظر لها ليخبرها ..
_ أسمعي كنت اظن انها مسألة وقت فقط لذلك تركت حبيبتي السابقة و دخلت معكِ في هذه اللعبة السخيفة و لكن لم أكن اريد ان تصل الى هذه المرحلة .. ( ضحك بسخرية ) هه !! زواج ! حسنا يبدو أنكِ لم تفهمي جيدآ الان اعذريني ..
انصرف الرجل و بدأت هي بالبكاء .. رن هاتفها
( أجابت ) .. !
_ تركني و ذهب تركني يظن انها لعبة سخيفةة .. الان اصبحت اناهز ال30 عامآ و جميعهم يقولون ذات الشيء .. يظنون انها لعبة !كانت تذرف الدموع بشدة الى أن سال الكحل الخاص بها ..
قلت في نفسي ( عمرها 30 عامآ ) ظننتها أصغر عمرآ بسبب مستحضرات التجميل .
التفت الى الجهة الاخرى و كأنت امرأة كبيرة في السن ( تناهز ال50 عامآ ) .. كأنت تنظر الى تلك السيدة بحزن .._ لا تفكرين بالزواج يا عزيزتي حسنآ تظنين أنه جميل و لكن في الحقيقةة هو ليس كذلك .. بعد أن ذهبت 30 سنة من عمري معه و لاجله اتى ليخبرني بأنه تعرف على أحد المراهقات و يريد الزواج منها و عندما رفضت .. انفصلنا !
التفت الى الجهةة الاخرى .. كان يجلس احد الشباب و كأن يبدو بمظهر جيد كان ينظر الى تلك المرأة الكبيرة .. و بدأ بالتحدث ..
_ أنا ايضآ انفصلو ابي و امي و تركوني مع اختي الصغيرة و تارة في منزل ابي و تارة في منزل امي .و في الطاولة التي تقابل هذا الشاب نظرت كان يجلس رجل في ( 35 من العمر تقريبآ ) و لكنه كان يبدو رث الحال .. كان يتحدث عبر الهاتف و هو يبتسم ..
_ مالذي سأحضره لاميرتي الصغيرة بعد نجاحها .. ااااه تذكرت انها تحب دمى الفتيات .. حسنآ حسنآ والدك سيحضر لكي الكثير .. و أنا ايضآ أحبك صغيرتي .
و في الجهة التي تقابله رجل عجوز غني المظهر و يقف بجانبه احد الحراس .. كان ينظر الى ذلك الرجل صاحب 35 عامآ ..
_ أنا أيضآ كنت أحضر لابنتي الهدايا و الالعاب .. و لكنهااااا ( دمعت عيناه ) و لكنهااااا ماتت .
نظرت الى الكتاب مجددآ من ثم طويت الصفحه و نهضت من زاوية المكان خرجت من المقهى .. و توقفت عند الباب ( عذرآ لم يكن صوت حذائي هو المسيطر و لكنني أنا من لم أكن استمع جيدآ ) .. أخذت بالنظر الى ملامح المارة .. !
خلف كل من تلك الملامح و الخطوات التي لا يسمعها سواء صاحبها هناك حكاية .. تتشابه مع احدهم في التفاصيل او تكون هي التتمة لحكاية احدهم و لكن ..
لا يجب أن تحكم دون الاستماع أو خوض تجارب أحد تلك الحكايات .. !!!!النهاية #في_زاوية_المكان
للكاتبة #سارة_مزهرحسابي
@novels1_
@alasiawea
