Writer's sin

8 1 0
                                    

في الوقت الذي أنا فيه أهرب من عالم لم يكن لي فيه كيان أنت تمد يدك من أجل أن أخذ بك نحو كيان جديد وفضاء آخر ومجرة أخرى، سأسرد عليك أحداث قد أكتبها ربما لأنني مريضة نفسية، أو واقعيا مكتئبة، أما أنت فقادم معي لأنك لا تشعر بالرضى عما يجري حولك، سيختلف منحى الرواية وستلاحظ ذلك في كل فصل من فصولها...

__‌________❣______‌____

في شوارع فرنسا الباردة، داخل مقهى VIGU:

وكما قال ويليام شكسبير: من لايقدر وجودك لاتعظم غيابه، بهذه الكلمات ختمت كلودات رواية رسائل عبر الزمن...
مع إحتساء كوب الكاكاو الساخن وتناول كعك الشكلاطة الفرنسي، وإطلالة مدينة باريس، كانت كلودات منغمسة في قراءة كتابها تقوم بتضليل كل مقطع أو إقتباس لأحد الفلاسفة والذي سيفيدها يوما في مسيرتها، فمازالت تسير من أجل تحقيق حلم طفولتها بأن تصير كاتبة روايات مشهورة...

أحسن شيء في هذه المدينة هو هدوءها وأجواؤها الرومنسية، لقد أصبت بالجفاف العاطفي حقا وأنا أشاهد العشاق في كل مكان كل يحاول إرضاء حبيبته أو منحها هدية تسعدها أو حتى يقوم بنزع معطفه كي لا تبرد من الجو الشتوي، ألست إنسانا بحق خالق السماوات، همست كلودات في آخر أفكارها بصوت شبه مسموع متذمرة بسبب عدم إمتلاكها لشخص يهتم بها، في الواقع هي من ترفض كل من يطلب مواعدتها، لقد تأثرت بأبطال الروايات التي تقرأها فعليا، لقد تم إعادة برمجة عقلها كليا... نادت على النادل طالبة منه الفاتورة ليمنحها إياها فورا لتقوم بدفع المال وتتوجه نحو الخارج حاملة حقيبتها مرتدية معطفها الأبيض الوبري، أثناء خروجها من المقهى وقعت أعينها على سيارة سوداء رياضية جذبت نضرها، فقد كانت تبدو كسيارة رجال المافيا، نفت تلك الأفكار المجنونة من رأسها وتوجهت نحو سيارتها البيضاء، آخذة مكان السائق، لتقود نحو مكتبة المدينة كي تقني بعض الكتب لمكتبتها، وتشتري بعض أدوات الرسم، فور وصولها للمكتبة، نزلت من السيارة متوجهة نحو البوابة، لتصتدم بشخص ذا بنية ضخمة، يناقضها في لون ملابسها وحجمها الصغير....
أسفة لم أقصد الإرتطام بك، أرجو المعذرة، رددت كلودات هذه الكلمات بصوت هادئ وإحترام كبيرين للواقف أمامها...
لا مشكلة في ذلك، أعتذر منك لم أكن أنظر إلى الأمام كنت منشغلا في الكلام على الهاتف، أكرر إعتذاري.. همس ذلك الشاب ببحة صوت مثيرة كانت كاللحن على مسامعها.. لتبادله النظر وتومئ برأسها له لتردف: أستسمحك عذرا، يبدو أنني عطلتك عن عملك، أكرر أسفي.. ألقت كلماتها عليه لتتوجه نحو الداخل لتنتقي الكتب التي هي بحاجة إليها، تحت نظرات ذلك الشاب، ليلحق بها ليردف بنبرة عميقة يتخللها الأدب والهدوء: هل يمكنني معرفة إسمك يا آنسة؟
كلودات، أدعى آيدن كلودات، رغم تفاجئها من سؤاله إلا أنها أجابته بهدوء ليمد يده نحوها ليقول: تشرفت بلقائك آنستي أدعى إيمانويل برايدن، أتمنى أن يكون لنا لقاء آخر أما الآن فوداعا...
توجه إيمانويل خارج المكتبة تاركا تلك الفتاة خلفه، لتزفر نفسا ما كانت تظن أنها تحبسه، لقد كان كابطال رواياتها بالضبط؛ حسنا هو ليس كألبرت إينروي مثلا، لكن فعلا من قد ترفص شابا بهذه الوسامة والهدوء والصوت المثير، لابد وأنها غبية هذه التي سترفضه، قطع سلسلة أفكارها صوت هاتفها الذي يرن في جيب سروالها، لتسحبه موجهة أنظارها إلى الشاشة ليلاقيها إسم صديقتها *ima strobiry *
لقد كانت تسجلها بهذا الإسم الغريب، بسبب رائحة عطرها ولون شفتيها وخديها، مجيبة على الهاتف قالت: مرحبا إيما كيف حالك؟
فعليا... لست بخير، أو أنا كذلك، حنما أنا لا أعرف تعالي إلى منزلي كلوي وبسرعة، يجب أن أسرد عليك ما وقع معي اليوم، لا أكاد أصدق.... بحماس شديد ونبرة متهورة وكلمات غريبة تلت إيما على كلوي كلماتها...
إيما.. تصلحين لغناء الراب فعليا ستهزمين إمنيم وبيلي في الراب أنا واثقة، بالله عليكي لقد تليت علي كلماتك كما لو أنها طاردة للجن العاشق.. أنا قادمة.... أجابت كلودات على صديقتها المجنونة لتغلق الخط كي لا تثرثر كثيرا...  

Writer's sinWhere stories live. Discover now