~~~~~~~~~~~~~~الوان الاصفر والزهري تتارجح بالسماء والشمس التي تستعد للاختباء وراء الافق فقدت صفارها شيئا فشيء وتحولت الى اللون الاحمر اللاذع وقفت ايرين والتعاسة تنساب من وجهها العابس في كل قطرة ، تتامل عبثية السماء من خلال عينيها الذهبيتين ، لم تنعم طويلا بالهدوء حيث ايقظتها نبرة وِّليم الغاضبة من احلام اليقظة خاصتها :
- لقد وصلت متأخرا البارحة ألا تعتقدين !
كان سؤاله استنكاريا بلا شك ، ولتلقي الاجابة التي ينتظرها كان عليه ان يسأل سؤالا مختلف ، ولكن لم تخذله ايرين فقد فهمت مقصده وبالتالي اجابت :
- كان لدي بعض الامور التي علي انجازها.
اجابة خاطئة ، رفع هو حاجبه يعبر عن عدم رضاه .
- مثل ماذا ؟ ... العبث مع الرجال ، شرب الخمر حتى الثمل !
تجاهلت واشغلت نفسها بالنظر الى باحة القصر التي كانت بحالة فوضى عارمة ، وذلك رغم ان الهدف الرئيسي لجميع العاملين هو ترتيب المكان ، اعادة تركيزها الى وِّليم ما ان تحدث مجددا :
- كم مرة سنتحدث بهذا الشأن ، أيرين ! ...
فتاة جامحة مثلها ، اظن ان كلامه سيؤثر بها حقا !
طريقتها بالعيش لم يفهما يومًا وان فعل ستطلب منه ان يشرح لها هي ايضا .
سابقا اعتقد انها فترة عابرة ، اما الان تخوفه الذي طالما لازمه حول ما اذا كان رباها بالشكل السليم اما لا، يتجلى امامه فاضحا الحقيقة الذي لطالما اراد تجاهلها. صرامته على مدى السنين لم تنجح الا بزيادة الشرخ في علاقتهما المضطربة .- كنت ازور قبر والدتي .
قاطعته قبل ان يبدأ حتى ، لم تكن مستعدة لتلقي التوبيخ بعد ، همهم هو متفهما او حاول ان يبدو كذلك ، فلم يرد ان يثقل كاهلها .- هل اشتقت لي ؟ ايها العجوز .
.سألته فضحك بخفة مستهزئا .لم يكن وِّليم قد بلغ الخمسين بعد ، وحتى خارجيا كانت لا تزال الروح الشبابية تطغوا عليه .
رجل فارغ الطول ، قوي البنية ، مليئا بالوقار .- كم من الوقت مر منذ اخر مرة رأيتك .