الفصل الثاني : أسفل شجرة التفاح

6K 337 121
                                    

الطبيعة لطيفة معنا، فهي تمنحنا الفرصة لاكتشاف المعرفة في كل زاوية من عالمنا .
____________________________

من الصّعب تصديق أن صدفة واحدة يمكن أن تغيّر حياة المرء الى الأبد و تغيّره أيضا ..

العالم ربما مبني على الصدفة .. لكن الأصح هي أن الصدفة عبارة عن لحظات مقدّر لها أن تحصل في وقت ما و بتناغم مميز يسيّر حياتنا بمسار جديد

ربما الصدفة مجرّد كلمة تقال بالنسبة للكثيرين لكن بالنسبة لي .. الصدفة مميزة لأنها قد تجمعنا مع أناس تغيرنا الى الأفضل .. أناس يتركون بصمة على أرواحنا و في أحيان كثيرة يرسم القدر طريقنا المستقبلي معهم .. صحيح أننا في النهاية نحن من نختار الطريقة التي سنتغير بها .. لكن تلك الصدف هي السبب الرئيسي في تفكيرنا بالتغيّر

يمكن أن تكون الصدفة شيئًا مميزًا وكأنها سحر من عالم آخر يأتي لإسعادك .. فهي تمنح اللقاءات لذة و حلاوة مميزة لكنها قد تكون العكس تماما لو كانت مخطط لها .. و صغيرتنا أثناسيا ستكتشف ذلك عبر الايام

بالعودة لريف كوتسوولدز و في مزرعة آل كروي بالتحديد اين تتجلى واحدة من أجمل الصدف و التي ولدّت واحدة من أجمل و أنقى العواطف على الإطلاق

أشعة الشمس لا تزال تنشر أشعتها الدافئة فوق تلك التلة الخضراء المرتفعة تزهو بجمال خضرتها الخلابة و التي لم يفلح الخريف في طمسها بلمسته .. الجوّ لا يزال دافئا كما كان صباحا و الهواء عليل و نقي منعش للنّفوس .. لم يكن يُسمَع في المكان سوى تغريد العصافير .. كان غنائها بمثابة نهر من السلام .. موسيقى متدفّقة تروي أرواح المتعطّشين للسلام و السّكينة ..

كان الطابع الريفي الهادئ المريح للأعصاب يسود المكان كالعادة و كان ليكون يوما جميلا لأثناسيا بما أنه يومها الأول هنا لولا فضولها الذي اوصلها الى حالها الآن

فجأة و دون سابق إنذار صدح صوت عال فجأة بين الأشجار أتبعه صوت صرخة قصيرة ثم صمت كسره صوت رفرفة أجنحة العصافير التي انتفضت محلّقة بفزع من مساكنها على أغصان شجرة التفاح الضخمة من أثر الضجة العارمة و المباغتة التي حدثت هناك

انتقلت عدوى الفزع للحصان الأبيض الذي تحرك في مكانه رافعا قائمتيه للأعلى مطلقا صهيلا عاليا من شدّة فزعه من الصرخة المفاجئة .. حاسة السمع عند الأحصنة عالية بدرجة كبيرة جدا لذا الضجة التي حدثت للتو كفيلة بارعابه بهذا الشكل

هناك و أسفل شجرة التفاح العريقة التي شهدت الكثير بالفعل و ستشهد المزيد من الأحداث المثيرة للاهتمام منذ الآن فصاعدا .. كانت تقبع أثناسيا .. سبب الفوضى التي كسرت هدوء المكان دون سابق انذار و قلبت كل شيء رأسا على عقب .. كانت تجلس بشكل مبعثر كشكلها تماما بينما كل همّها في هذا العالم هو تمسيد جبينها المحمرّ الذي ارتطم بجسم صلب تجهل كنهه

فتاة الحقل - Field Girl حيث تعيش القصص. اكتشف الآن