نحن أحياء وباقون ولل الحُلمِ بقية

20 2 2
                                    

وجدَ نفسهُ في غُرفةٍ بيضاء، جميع جُدرانِها بِالأبيض، وأمامهُ ثلاثةُ أشخاص ذَوي أعيُن زرقاء وأشعر أصفر ناعم، وبشدة بيضاء صافية كَالحليب، كانوا يرتدون جميعًا زيًا أبيض اللون لكنهُ مُلطخ بِلونٍ أحمر.

"بشرتُكَ قمحية!!"

هتفَ بها أحدهُم بِدون تصديق وكأنهُ رأى تنينًا مُجنحًا يَنفثُ نارًا مِنْ فمهِ.

"أجل، تبدو رائعة في الشمس."

هتفَ بها الشخصُ الذي يجلس أمامهم بِنبرة وَدودة لَطيفة، سألهُ أحدهم بعملية شديدة وكان وجههُ مُتهجمًا.

"اسمُكَ؟؟"
"عبد الرحــ.."
"أأنتَ مُسلِمْ!!"

صرخ بهِ ثالثهم بِقوة وكأنهُ نَطقَ بِشيءٍ قذر أو لا يجب أن يُقال.

"أجل هذا ما كُتِبَ هُنا، أَهُنالِكَ مشكلة؟؟."
"إنهُ دينٌ عنيف ويُحرضُ على العُنف."

نظر بِصدمة وكيف عرف هذا، أبتسم أحدهم بِهدوء وشعر صاحبنا أنهُ شخصٌ لَطيف.

"أخبرنا اسمُكَ ومكان إقامتَك."
"مكتوب على تلك البطاقة أن اسمي عبدالرحمن مِنْ فِلَسطين."

تغير وجههُ الثلاثة ولكنهم ظلوا يضحكوا، وهو ضَحِكَ معهم وهو لايفهم لِمَ يضحكون، لكنهُ يُحبُ الضَحِكِ والإبتسام هذا مايشعُرُ به.

"يُمكنُكَ المغادرة يافتى."
"هل العالم مكانٌ جيدٌ وعادل؟"

سألهم بِهدوءٍ وبراءة، ضَحِكَ أحدهم بِصَخب وسُخرية كبيرة، ولكنهُ لا يعرف أن تلك ضَحكة سُخرية وأن نبرتهُ نبره تهكم وتقليل.

"العالم مكانٌ رائع، رائعٌ جدًا."

"يما أنا رچعت."

كان يبتسم بِهدوءٍ ولُطف، بسمةٌ كُل مَنْ يراها يشعرُ بِإطمئنان، خرجت والدتهُ بِإبتسامة وهى تمسح يدها في قطعة قُماش.

"حمدلله على سلامتك يما، روح غَسِل مِنْ لَما چيبلك الأكل"

هز رأسهُ بِإبتسامة ودخل لِدورة المياه، قام بِتشغيل المياه وقبل أن يَشعُر بِإسترخاء بعد أكثر من ثلاث ساعات في العمل في عِشْ الزوجية الخاص بهِ، سَمع صوت إنفجارات خرج مسرعًا وهو يرتدي بنطالهُ والقميص بِسرعة كبيرة يخشى على والدتهُ، لكنهُ وجد أمهُ تُهلل وَتُكبر وهي ترفع بيدها علامة النَصر.

"المقاومة يما؟؟"

سؤالٌ ساذج، لكنهُ سألهُ، اقتربت منهُ أمهُ فرحة وعلى وجهها علامات الفرحة والسرور.

"ايوه يما، الله يقويهم وينصرهم على هدولا إلــ الصهاينة."

هز رأسهُ بِإبتسامه هادئة وداخله يتراقصُ فرحًا، هو لا يستطيع التعبير عن فرحهِ أو مشاعرهِ وهذا ما تعلمهُ في تلك الحياة أن تَهدأ وترى نهاية المشهد.

حقوق الإنسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن