بالألحانِ الكلاسيكية وإتساقَ اجساد الجُموع في رقصة عَهيدة من حِقبة تليدة. الأضواءَ صفراء على الحوائط السنية ملطخةً بالذهب؛ الحيز يصرخ بالعتيق والوجيه. الفساتين والبذلات رفيعة من حقبة زمنية ڤكتورية كطابع المكان والمكانه.تجلس في أناءَ و هوادة تحمل في كفها كأسٍ يحتوي شاتو ماون روتشيلد احد انواع النبيذ. ترتشف اياه بين الفينة والأخرى وتتأمل حيز الرقصَ امامها بشرودٍ جفيل، مجيئها هنا كان غير مرغوب من ناحيتها؛ الاجواء الرسمية، المجاملات، والاحاديث المنافقة لا تروق لها البتة. كان عليها البقاء بين صفحات كُتبها ومسوداتها المطبوعه، تدقق وتنقح ما خطتهُ اناملها لكن مازال حضور بطل مُروياتها قائماً هذه الأمسية.
"يبدو بأن مكانً كهذا لا يروقَ الحسناوات" صغتْ للصوتَ خلفها ولم تدركْ بأن صاحب الهيئة المُتسقة يقِف خلفها ببضع أمتار. بذلة رسمية حِلكية مخملية مرصعة بالأحجار اللامعة العريقة ومطرزة بالذهبِ العتيقَ، شعرهُ الأسود منسدلاً اعلى جبهته وبدايةَ خط عينيه وبعضها تُخفي القليل من بؤبؤيه العسليتين.
تبسمت في سُرورٍ و وِداد، لقَتُ في نجلائه وهجٌ آسر وعلى محياة هشاشةٍ خَليلة تجعلَ الناظرَ اليه في إبتِهاشٍ رؤوف لما يرى. اقتربَ لحيّزها مقتنياً احدى كؤوسِ الخمرِ من على الطاوِلة قِبالها يُحركه بحركة دائرية بينما ظل يعاين اياها بجرأه وفرحة. فُستانَها الكاكي مع النقوش البرونزية والمجوهرات الذهبية اعطتها منظراً خلاباً و وقوراً، كآنسة راقية من عائلة بورجوازية تمتهنَ الآدابَ والفن.
"إنكِ الآنسة الكاملة ولعل ما نَمَق حضوركِ هي رقصةٌ لنا إستطابتَ غيهبَ هذه الأمسية " حَكى بعُتُل بينما يرفِدَ يده سؤولاً ناحيتها. تحدَّب هو في طريقة نبيلة صَبا في رقصة تاقَ اليها. ومن طرفها قنطرتْ هي رأسها اسفلاً في استحياء؛ ولو انها حنَّتْ لهذه الرقصة لكنها مترددة حرجاً من أن تكون بين ايدي سيادته في كَبِد هذه الجُموع. "يُسعدني ان هناك ما يُكملني اذاً" ردَّتْ بينما تناوله كفها.
أخذ هو اياها في انتصافَ قاعة الأُمسية، امتدت يُمنتاه لخلفها والأخرى امسكت بِيُمنتها، قرَّبها اليه متعدياً نطاقاته الخاصة، بين يديه وعلى جِذعه كفاية لتتميم عطرهما.
شَدا لحنٌ هادئ المكانَ، جاعلاً من الرجل عليلَ البهاء التمايلَ مع الإمرأة بين يديهِ. دعجاءة العينَ ما انفكّت تبصرَ حِلكي الشعرَ امامها والآخر أبى النظرَ لسِواها؛ كعُزلةَ السماءِ ونُجومها، يتمايلان بجنوحٍ وانسيابيه يستبقيانَ العالمَ وأُناسِهِ. "ما كان عليكِ الإقبالَ لأمسياتٍ لا تروقكِ" حدَّثها يعاينَ بُنتيها ثم افلتها بيمينه ودارَ بها بيسارهِ ثُم اعادها لمكانها بين يديه مُجدداً "قد لا تروقني الأُمسياتَ لكن لعلَّها تُلهمني تدبيجَ حبكة جميلة عن اميرٍ سابٍ يستلهبَ قلوب الغانياتِ الصبيات" تَضَاحكْ ليعيد نفسَ الكرة يُديرها حولَ نفسِها.
أنت تقرأ
حيِّز (بين يديه)
Romanceالقصة من كِتابتي؛ اي تشابه بينها وبين قصةً أخُرى من محضِّ الصِدفة لا أكثر. JEONG YUNHO APRIL ROTCHILD مكتملة النشرِ.