الفصل الثاني: بداية الصداقة

37 5 0
                                    

بعد أسبوع من اللقاء الأول، اتصلت ديما بريم لدعوتها لزيارة مقر الشركة. ذهبت ريم بحماس لمناقشة تفاصيل تنفيذ المشروع.

عند وصولها، استقبلتها ديما بابتسامة حانية. أخذتها ديما لزيارة مختبرات الشركة وعرضت عليها أحدث التقنيات. كانت ريم مبهورة بما رأته، وتبادلت مع ديما آراءهما الفنية.

بعد انتهاء الجولة، دعت ديما ريم لتناول الغداء في إحدى المطاعم. خلال الوجبة، تحدثتا عن أمور كثيرة تخص حياتهما الشخصية. استمعت ديما باهتمام لقصص ريم عن طفولتها في الجزائر.

كانت ريم تشعر براحة نفسية كبيرة بجانب ديما، التي تفهمها تماماً. ولأول مرة، لم تشعر ريم بالضغط لإثبات نفسها كامرأة. تبادلت الابتسامات الحانية بينهما طوال الوجبة.

بعد انتهاء الغداء، تجولت ريم في حديقة الشركة الخلابة برفقة ديما. وقفتا فجأة أمام بركة صغيرة تزينها زهور اللوتس الوردية. شعرت ريم بسحر المكان، في حين كانت ديما تنظر إليها بابتسامة حنون.

"إنه منظر رائع" قالت ريم بصوت متخم بالعاطفة. ثم التفتت نحو ديما وقالت: "شكرا لكِ على هذه الزيارة الممتعة". ردت ديما: "أنا ممتنة لحضورك، ريم. أتمنى أن تأتين لزيارتنا مرة أخرى قريبا".

وافقت ريم بسرور. وعندما حان وقت الرحيل، شعرت بحزن داخلي. لم تكن تريد أن تنتهي هذه الزيارة الممتعة. وفي السيارة، لم تزل تتذكر ابتسامة ديما الحانية ونظراتها الحنونة.

مرت أسابيع على تواصل ريم وديما عبر الهاتف. كانا دائمي الاتصال لمناقشة تفاصيل المشروع وأمور أخرى. تحولت علاقتهما تدريجيا إلى صداقة حميمة.

وفي إحدى المكالمات، دعت ديما ريم لحضور حفل خيري يقيمه أصدقاؤها. قبلت ريم الدعوة بحماس، رغم ترددها من الظهور في مثل هذه الأماكن العامة.

في مساء يوم الحفل، وصلت ريم إلى القاعة الفاخرة. كانت ترتدي فستاناً أسود بسيطاً، وهي تشعر بالخجل. لكن عندما رأت ديما تتوجه نحوها بابتسامة واسعة، زال قلقها فوراً.

تقدمت ديما لتقديم ريم على أصدقائها. وفيما كانا تتحدثان مع الحاضرين، لاحظت ريم بعض النظرات المتحيرة تجاههما. لكن ديما كانت تتصرف بهدوء واقتدار، ما أعطى ريم شعوراً بالأمان.

خلال الحفل، لم تفارق ديما جانب ريم لحظة. كانت تعرفها على الحاضرين وتترجم لها بعض المحادثات. وعندما سمعت ريم ديما تشرح بحماس عن مشروعها، شعرت بالفخر.

وفي أثناء الحفل، اقتربت امرأة من ديما وطلبت التحدث معها بصوت منخفض. لاحظت ريم تغير ملامح وجه ديما. ثم أخذتها ديما إلى جانب وقالت: "يبدو أن أحدهم لاحظ حضورك معي وتساءل عن ذلك".

شعرت ريم بالقلق، لكن ديما مدت يدها وأخذت يد ريم بحنان. "لا تخافي" قالت "سأتصرف بحكمة. والآن لنستمتع ببقية الحفل". تهدأت ريم وابتسمت بثقة لديما. كانت تشعر أن معها ستتغلب على أي تحد.

رواية إلتقاء القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن