PART°1

474 11 3
                                    

انـْظُر فِـي الأعْـلي ، مَـاذا تَـرَي؟...

نَـعْم انّـها النُـجوم المُـضِيئة ، لكَـنها ليْـست فِـي الأعْـلي فَـقَط ...

الآن انـظر إلٰـي الأسْـفل هُـناك نَـجْمه وحِـيده تَـنتظِر مِـنك أن تُـضِئ لَـمْعتَها باللـون البُـرتقَالي

".......٭★٭........"

فتحت عيناها علي صوت بكاء ، إنه صوت بكاء رقيق يكاد يكون لطيفا أكثر من كونه مزعجاً و ساعد في ايقاظها ..

جمعت استيعابها لكي تتجمع صورة واضحه أمامها إنه طفل صغير لم يتجاوز الثلاث سنوات ، لطيف و برئ ذا خصلات سوادء تنسدل علي وجهه المستدير و الصغير حجمه يناسق جسمه الصغير

و الذي يجلس فوق جسدها علي فخذيها بالتحديد بينما تستلقي هي علي السرير و تتأمل طفلها ، تنظر إلي عينيه الخضراء و لم تستطع أن تفرق بين المرج الاخضر و كلا من عينا ابنها

و شفتيه الصغيرتين الذي يستمر في العض علي سفليتها بأسنانه بينما يبكي و تغرق الدموع خديه المنتفخين ، ترفع يدها بطريقه مرهقه و متعبه للغايه

و يستقر ابهامها علي وجه هذا الملاك الصغير تمسح دموعه بعيداً آملة ألا ينهمر غيرها ، لتفاجئ به يعانق يدها و يفرك وجهه بيده و يتوقف عن البكاء ، لكن بالنسبة لها هذه اللطافة التي أمامها ليست سوي نتيجة لمأساة حدثت لها حقا ،

لكن النتيجة أهون من المأساة نفسها ، تقترب و تطبع قبلة علي خد طفلها ليأتيها هذا السؤال المعتاد منه و الذي ينغز قلبها في كل مرة يُتلي هذا السؤال علي مسامعها

"أمي أين أبي..."

متي و أين و لماذا ، هي لا تعرف حقا ، لكن دائما ما ينتهي هذا السؤال بدمعه ساخنه تنزل علي خدها بصمت دون أي كلمة أخري ذات معني ، فقط استمرت في معانقة ابنها الوحيد و شدت بذراعيها حوله ، يشعر طفلها كم أن أمه ترتجف بحق و تشده أكثر و أكثر ناحية حضنها ...

تغلق زرقاوتيها التي هي كالبحر و أمواجه الجارية ، و أصوات تنهدات عميقة تصدر منها ، لتدرك انها لن تبقي طول اليوم علي هذا السرير الناعم و المريح نوماته ...

قطرات الماء تتسابق للنزول من ذلك المرش فوق رأسها بينما تجلس في حوض الاستحمام الصغير ذاك برفقة ابنها ، ملامحها البارده لا تفارق وجهها الشاحب و المرهق و الحزين بعض الشيء كعادته

تضع في يدها بعض الصابون و تفرك به شعر ابنها الذي يضحك بشده و يلعب في الحوض و يلمس فقاعات الصابون ، تنظر إلي طفلها و تري كم هو سعيد و كم هو برئ ،

~𝗦𝗶𝗻𝗴𝗹𝗲 𝗠𝗼𝗺~Where stories live. Discover now