عبد الله البرغوثي ، مولود بالكويت ... لتراب بلاده محب و بها يقيم و لنشيدها يكرر :
وطني الكویت سلمت للمجد ....
.... وعلى جبینك طالع السعد.كان عبد الله يعيش حياته كطفل كويتي عادي حتى وصل في يوم من الأيام نبأ وفاة عمه و ابن عمه ، لم يكن عبد الله يعرف عنهما شيءا و لكن لكل شيء بداية و هنا بداية عبد الله الرجل ليس عبد الله الطفل
أما بالنسبة لخبر وفاة البطلين رحمها الله فقد جاء فيه أنهما استشهدا أثناء رميهما الحجارة على قوات المحتل الصهيوني فرد العدو الجبان بوابل من الرصاص أرذاهما شهيدين
وهنا عائلة البرغوثي المقيمة بالكويت اقامت عرسا لا جنازة ... عرسا لأن العائلة بها شهيدان
و هنا استوقفكم في رأي شخصي ، بالله عليكم ألا يجب ان نبكي ... نبكي على حالنا لا على حال إخواننا
فأين نحن و أين هم ... ألا يجب أن نبكي من هذا الصبر أن نبكي من الدروس التي يلقنوننا إياها في المواقف
عرس للشهداء ... هنا دبت داخل عبد الله البرغوثي الروح الفلسطينية الأصيلة ، هنا سمع من أهله أنهم من اصل فلسطيني و أن أقاربهم مقيمين بها ... هنا بات النشيد الذي يتكرر في قلبه :
محمد جمجوم وفؤاد حجازي ... ... ...
... ... ... جازي علیھم یا شعبي جازي
أنشودة تتحدث ُ عن أبطال ثلاثة ھم "عطا الزیر "و"محمد جمجوم " و"فؤاد حجازي " اعدموا من قبل القوات البريطانية
المحتل البريطاني الذي نصب مشانق لابطال النضال الفلسطيني و أعطى أرض فلسطين الطاهرة لقوم أنجاس و هم الصهاينة تحت وعد شيطان اسمه بيلفور
عبد الله البرغوثي صار رجلا بعمر لم يتجاوز ال 15 سنة ، دبت داخله روح المقاومة و النضال و لا أبالغ بالقول عندما أصفه بالرجل فقد اتخذ خطوات يعجز عنها ذكور بالغون في زمننا هذا و ما اسميهم برجال لو قارنتهم به
رسم سلما من الأسباب لابد من صعود درجاته اولا قبل الخوض في الكفاح
كان عبد الله يراقب أحداث فلسطين حدثا بحدث بعد استشهاد عمه و ما قد اشعل نارا داخله كيف أن الصهاينة يكسرون عظام الشبان المقاومين بوحشية و همجية
فكانت هنا درجات السلم قد وضعت نصب عينيه و أخذ يحققها فاهتم أولا بتقوية بنيته الجسدية قائلا في نفسه انه سيتحدى الصهاينة إن كانو قادرين على كسر عظامه و لهذا فقد اهتم ببنيته الجسمانية فراح يتعلم الجودو و الملاكمة و يمارس الرياضات دون تهاون
و هنا سأعرج إلى نقطة مهمة كذلك وهي أن كل شخص مطالب بنصرة القضية بما يطيق فمدرب عبد الله البرغوثي لم يعلمه فقط ما يعلمه للعامة ولكنه علمه أيضا حركة قاتلة طلب منه أن لا يستعملها
وطبعا تساءل عبد الله لماذا تعلمني حركة تطلب أن لا استعملها و كان جواب المدرب بسيطا و مباشرا : ألست فلسطينيا ؟ استخدمعا ضد الصهاينة في جهادك ، استعمل كل ما تعلمته هناك ....
هنا أريد أن أضع سطورا كثيرة لأهمية الأمر ... كيف أن المدرب يبث روح الجهاد لديه حتى و إن انطفأت أو لم تكن موجودة اساسا فهو بكلامه هذا سيبثها للمتدربين عنده
.
.
بعد هذه المرحلة من حياته واصل عبد الله البرغوثي تدريب جسمه لكنه اضاف أيضا الدرج الثاني من السلم ، في صحراء الكويت ، هناك امضى وقته في التدرب على السلاح
حمل السلاح من المقومات الاساسية لأي شخص يود أن يجاهد في سبيل الحق سبحانه
.
.
خطوة أخرى يخطوها الرجل الذي كبر باكرا ، نقطة اعتبرها هو الأهم و أنا أتفهم سبب ذلك ، فقد كان يمضي فترة عطله منذ سن ال12 يعمل ميكانيكيا و يعمل في محل أجهزة كهربائية فعلى عكس الرياضة و حمل السلاح اللذان تعلمهما مجبرا لا حبا لهما فقد كان تركيب و فصل الأشياء هواية عنده و قد أدت ثمارها لاحقا فالمقاومة حتما ستحتاج من يركب الاسلحة و يبتكر الادوات لها
.
.
لابد من أن احول الكلام نحو جانب مهم كذلك من شخصية البطل المجاهد و هو الجانب الديني ، فعبد الله لم يكن ذلك العالم الديني او المفتي أو الشيخ العلامة و لكنه رغم ذلك كان يعرف حق الدين فكان يؤدي صلاته على وقتها و في أي ظرف كان ، فحتى خلال تدريبه و عمله كان كل شيء يتوقف وقت الصلاة فيصلي و يستأنف ما كان يقوم به
.
.
ما ذكرته آنفا هي مقومات كانت أساسية لبناء شخصية البطل المجاهد الذي أرعب الاحتلال و دمره تدميرا كبيرا ، و إن بحثت عنه قليلا بعد فستجد أن البطل المجاهد يتقن اللغة العربية و اللغة الإنجليزية إضافة للغة الكورية و أخيرا اللغة العبرية .....
أنت تقرأ
أمير الظل -مما جاء فيه-
Randomبعد أن كُبِّلت أيدي شعبونا الاسلامية و العربية عن الوصول للسلاح و العتاد قررت أن أشحذ القلم و أستهدف العقول و القلوب بعبوات مؤثرة عسى أن ينشأ جيل يكسر القيود عنّا و يرفع رايات الجهاد سأتطرق في فصولي التي سأكتبها لبعض ما توصلت إليه من كتاب "أمير الظ...