أسير بهدوء وسط هذا الدمار
لم تعد مدينتي كما عهدتها يوماً
تتصاعد اعمدة خفيفة من الدخان هنا وهناك
بهتت الشوارع وضاقت بطريقة ما
بؤس يغمر المكان والكثير الكثير من الدمار
انعطفت يميناً نحو متجر صغير اعتدت زيارته سابقاً
شعرت بثقل في صدري
هل لا يزال يعمل؟
ألا يزال اصحابه أحياء حتى؟
خف قلبي وتسارعت خطواتي عندما رأيت ابوابه مشرعة وبصيص ضوء يخرج منه
دلفت بحذر تحول لارتياح عارم وأنا أُراقب ما حولي
لم يكن المتجر عامراً كما كان بالطبع لكن لا بأس به
أصحابه بخير على ما يبدو
والناس تسير مطمئنة فيه
_ كيم هاي وون؟
تبعت عيناي مصدر الهتاف السعيد لأجد جارة سابقة لي
_ آيا؟ أهذه انت!
حقاً انت.
احتضنتها بسعادة جعلتني اشعر بالحاجة لتخبئتها في أعماق قلبي
اثناء قفز كلتينا نظرت خلفها فوجدت قريبي ينظر الىّ بعينين متسعتين
من أين اتى هذا؟
لا أعني أنني لست سعيدة برؤيته سالماً
كل ما في الأمر أنني لم اتوقع أن تتقاطع طرقنا ابداً
أعني للأبد
همست ببطء
_ كارلوس؟
مر همس آيا قرب اذني
_ كارلوس من؟
خرجت من بين ذراعيها ادفعها للالتفات والنظر حيث أنظر أنا
_ كارلوس هذا
كارلوس هذه آيا.. صديقتي
آيا، كارلوس قريبي
أعلم أنني تحدثت بصورة عامة
لم استطع تحديد صلتهما بي
كان الناس حذرين جداً في توضيح مدى قربهم
لا تعلم من يمكن أن يصبح نقطة ضعفك ويتم تهديدك به
ومن يمكن أن يكون جاسوساً ويعمل مع الأعداء
في مرات نادرة تتفاجأ بأن اقرب اقربائك في الواقع خلية نائمة لتمردٍ ما
هذا الاكتشاف يكون غالباً في الحياة الآخرة بعد أن يتسبب بمقتلك أنت وكل من تعرفهم بطريقة أو اخرى
يبدو انني فتاة ثرثارة
أميل للتعمق في التفاصيل غير الضرورية
خرجت آيا من المتجر بعد العديد من الوعود في ان نلتقي مجدداً بينما وقف قريبي خلف كرسي المحاسب واكتست الجدية ملامحه
_ أتعمل هنا؟
اومأ بنعم فتنهدت ادعي الحزن وأنا أسحب بضع ألواح من الشوكولاته وكيس كبير من الشيبس لأضعهم امامه
_ اذا هل استطيع الحصول على الهدايا المجانية؟
_ لا
كانت اجابته قاطعة مما دعاني للعبوس
_ بخيل كعادتك
احترم فقري
ظننت أنك تقربني
