1

1 0 0
                                    

تقف خلف القضبان بهذا المنظر الفتان فكل الأعين اليها تتجه و معهم شخصٌ يقف ببقعةٍ سوداء يرتَجِف.

نظرةٌ منها تُهلِك، اهي بشيطان أم بجمالها هي الملاك، هذا مادار بعقل الجميع عداه  كان ينظر لها وجسده يرتجف ولكن اعينه تُبحلِق بكل لهفَةٍ بها.

افروديت الشيطانة الفاتِنة تنظر الآن الى لوسيفر الذي يتصف كالملاك بمظهَره قديمًا افهل هم حقًا ملاكٌ وشيطان أم ان المظاهِرُ خداعة؟

تتجه البقعةُ السوداء وراء خطواته كأنه ظلٌ عاشِقٌ لظِله فقرر ان يلتحم به فيلاحِقه اينما ذهب.

واخيرًا همست افروديت ببعض الكلمات لم يسمعها سواه "ايها الملاك الساقط لا احد يعلم انك تشابِهُ اسمك غيري".

ابتسم المفتون بالجمالِ الذي لايقاوم ثم همَّ مُردِفًا "لكن لاتنكري انكِ مطابِقةٌ لإسمي كذلك عزيزتي".

صرخت تلك الفاتِنة جعلت بصوتها المشابِه لمعزوفة من معزوفاتِ الموت اثرها ترتجف كل خصال المتواجدين من نبرتها القوية المنغمسة بنكهاتِ الثقة  " قلها مجددًا فتجِدُ نفسكَ في عداد الموت حينها".

ضَحِك مُغلِفًا سوادًا اكثر حوله ومن ضحكاته انخفض ذاك التوتر والخوف على وجوه المتواجدين ثم اردف مهسهسًا بين شفتيه " لماذا حسناءٌ مثلكِ تصرخ جاعلةً الاجساد ترجُف؟ هل انزعجتي من قولي لك بعزيزتي مع انكِ قريبًا ستصبحين زوجتي؟ "

بحلقت به ثم امسكت بحدائد الزنزانة واكملت حديثها بصراخٍ تُعبِّرُ به عن غضبها " من قال لك انني بموافقة فمن ذا الذي يخضعُ لرجُلٍ محتالٍ ومتعجرفٍ مِثلُك، من تظن نفسك لتغترَ بهذا الشكل وتظنني موافقة بالزواجِ من الجسَدِ المتجسِد بالهلاكِ الاسود حولهُ، انا لستُ بمخبولة لاوافق على هذا الامر وخصيصًا مع قبيحٍ مثلُك"

كان مبتَسِمًا على كل كلمةٍ تنطقها بكل برود وكأنها لاتقول شيئًا ولكن حاجباه قدّ عُقِدا حين نطقت بكلمةِ قبيح كونه يعلم علمًا تامًا انه وسيم وهي تتجرأ بنعتِها لوسامتهِ بالقُبح.

اتجه ناحيتها وذاك السوادُ يلاحقه حينها ابتعدت اكثر عنه من خلفِ القضبان خوفًا من ذاك السواد الذي يجوب حوله وحين وصولِه حاول جاهِدًا تخفيفَ خوفها منه بنطقِ بعضِ الكلِمات المهدئة لها فهمس رادفًا جاعلًا كل من بالمكان يُبحلِقُ بذهولٍ من كلماته عداها هي ذات الخصالِ الجافة.

" اردتُكِ ولازلت أُريدُكِ يا ذات الاعيُنِ السوداء فإرأفي بي و وافقي على ان تكوني لهذا الرجُلِ زوجةٌ ايتها الملائكية، سوادي بحاجةٍ لكِ هو خاضِعٌ للونِ عيناك ويرتجفُ كلما يراكِ كأن عيناكِ هي موطِنه فكوني لسوادي مايريد ولي زوجةٌ يا سوادي".

نظرت له تهمهم بهدوء ثم اقتربت تغلف بيداها حول القضبان قائلة عكس ماكانت عليه من جنون "اغرب عن وجهي واخرجني من هذه الزنزانة فأنا اكاد اختنق ، كيف تعامل ابنة الحاكم هكذا"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بقعة سوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن