وجدت رفيقا

2 0 0
                                    

دخل الإثنان إلى المكتبة
وتوجها إلى حيث إلتقيا سابقا،
قسم الخيال والفانتازيا؛ كانت كلوديا تقلب بين الرفوف لكنها لم تكن تعرف ماذا تقرأ،بل
لما جائت اصلا ،ولما اختارت آيرون من بين الجميع ،كانت في حيرة ،عيناها التي تلمعان
نتيجة انعكاس الضوء على الدموع داخلها
وكأنهما يحكيان حكاية ؛وشفتها الزهرية الصغيرة التي كانت ترتجف ،حركاتها المتثاقلة؛كأنها وسط صراع ,وبالفعل كان داخلها صراع
صراع يكره ذاتها كثيرا ؛ريح تعوي كالعاصفة
في جبال من مشاعرها المكبوتة داخل ذاك القلب الصغير.
وهذا ماكان يجوب عقل أيرون
إقترب اليها وقد أراد لو يواسيها، فمد ذراعه المترددة نحوها ،ووضعها على كتفها
كنوع من المواسات أو إظهار لبعض القلق.
أيرون:كلوديا هل انت بخير ؟
قالها بتلكئ
التفتت له وابتسمت، مردفة وبصوت حاد فيه بحة خفيفة
كلوديا: هل تعرف لطالما تمنيت،لو كنت بطلة احد رواياتي،أو المانهاو التي احبها
لكن هانحن ذا ،نسلك طرقا اختارها القدر لنا
حتى لو كان متعبا ومليئا بالوحدة،
لا خيار أمامنا سوى مواصلة المسير
حتى لو تخل عنك الجميع في منتصف الطريق،
عليك الاستمرار .
والقت بجسدها على الأرض مستندة على احد الرفوف، واجهشت باكية ووضعت يديها على عينها اخذت تفركهما لتمسح دموعها،التي انهمرت كسيول جارفة؛اخذت تلك السيول معها تعاطف ايرون مع هذه الفتاة.
*كيف يمكن لشخص ان يكون بهذا الجمال حتى في بكائه*هذا ماقاله ايرون في قرارة نفسه.
كانت تبكي دون توقف كطفل صغير أضاع والديه وسط زحام،
ايرون:مهلا مالامر هل..
ماانفك يكمل جملته؛حتى ترد هي
كلوديا:انا لا اعرف ماخطبي ،لا شيء يدعوا للبكاء سوى آن الوحدة تقهرني،ونفسي تلعن ذاتها كل يوم ،الكل نبذني،استغلوا طيبة هذا القلب الأحمق؛الذي أتمنى اقتلاعه من مكانه
تلك النظرات التي يرمقونني بها ,كاني لا شيء
شخص يعيش هباءا،أشعر بالذنب للاكسجين الذي استهلكه .
ثم بدأت دموعها تتوقف وختمت كلامها :
وانت ،عيناك تبدوا فارغة كمجرة تملؤها الأسرار
ايرون:انت بما وصفت عيناي للتو .
ثم جلس بجانبها مستندا هو الآخر على الرف،
تنهد مردفا:الحقيقة انا لا اعرف ماهية الأمر حقا،لدي شقيقان اكبر مني ،في الماضي حضيا بكل اهتمام والداي،اخي الكبير لاعب كرة قدم ماهر  وشخص ذكي وتعشقه الفتيات،الثاني ايضا كان قائد فريق كرة الطائرة ومبرمج عبقري؛
اما انا فكنت دائما اعيش تحت ظلالهما
كخفاش لا يخرج نهارا ،لم أكن ذكيا بقدرهما
كل ماكان يشغلني قراءة الكتب وبعض الروايات الفتها، لم يكن احد يصغي لي ،باستثناء شخص كان صديقي الوحيد لكني فقدته،لذا قررت أن أصبح لاعب كرة سلة ماهر؛لاثبت للجميع
اني استطيع،انه لدي صوت يجب أن يسمع،
لكني مهما حاولت افشل،وتسببت في خسارة فريقي اليوم،لذا ....تبا لا أجد لفظة تعبر عما احس به...
مسحت كلوديا دموعها قائلة:
ترغب بالموت وفي نفس الوقت تريد لو تتشبث بالحياة،تريد الابتعاد وفي نفس الوقت تخاف الإقتراب،تشعر بأن خيطان يشداك،تقف في المنتصف حائرا،عماهيتك وحقيقة وجودك،
تلوم نفسك،تنعت نفسك بالفاشل؛وفي الوقت ذاته تعلم انك تستطيع؛كتيارات هوائية تشكل اعصارا يلتهم روحك ؛قلبك تائه وسط دوامة من مشاعر؛تعاني جراء الماضي،تتألم في الحاظر؛وتخشى المستقبل،
وضمت ركبتيها اليها وغرست راسها بينهما،
عقف ايرون حاجبيه لماسمعه
ايرون:كيف فسرت كل ما...
هذه أول مرة يفهمني فيها شخص ما
ابتسم ايرون وشعر ببعض الراحة للحديث،وافراغ مايشعر به.
نزل على ركبتيه ليصل إلى مستوى كلوديا,
وقال:كلوديا هل تحبين المثلجات؛
رفعت رأسها :تغطي عيناها المحمرتان وانفها الشبيه بانف خرنق، ابتسمت قائلة :كثيرا.

---------------------------------------------------------
أتمنى يعجبكم الفصل
واعطوني رأيكم بليز
💙🩵🩷😢

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن