لم أكن أصدق في السحر والشعوذة يوماً ما، لكن بعد ما حدث معي، تساءلتُ كثيراً، هل هذه المرأة ساحرة بالفعل؟ أم هناك لغز مُطلسم لابد من حله؟ لابد أن هناك لغز؛ هذا شيء غير طبيعي بالمرة؛ لا يوجد تفسير علمي لمثل هكذا حادثة... إذاً لابد أنه سحر!.
*بدأت الحادثة حينما كنت أسكن في غرفة فوق سطح أحدى العمارات بأطراف القاهرة، ولمَّا تغيَّرت مواعيد عملي بمصنع الملابس الذي كنت أعمل به؛ أصبحتُ أستيقظُ في الساعة السادسة صباحاً، بعدما كنت أستيقظ في السابعة؛ وأصنع لنفسي كوباً من الشاي، وأُسخِن رغيفين من الخبز، وأُخرجُ من الثلاجة الصغيرة، قطعة جبن على طبق، وأخرجُ لآكلهم خارج الغرفة فوق السطح..أول صباح يحدث فيه ماحدث، كان صباحاً هاديء، والشمس على وشك أن تُشرق من خلف الأبراج الخرسانية العالية البعيدة؛ جلستُ على الكرسي البلاستيكي، أمام المنضدة الخشبية - حيث وضعتُ طعامي - أتمطق الجبن وأُبلع بالشاي، وفي وجهتي عمارة ترتفع عن السطح - حيث أجلس - بثلاثة طوابق، كانت بيضاء اللون، وبواجهتها شرفات واسعة بدرابزونات حديدية، وكانت قِبلة واجهتها عن يميني مثل واجهة العمارة حيث أسكن..
كنتُ مُنهمكاً في إفطاري، وفجأة دوى صوت ارتطام شيء ربما كان حجراً بنافذة أو باب بالأعلى؛ رفعتُ بصري مفزوعاً، جُلت بعينيّ باحثاً عن مصدر الصوت، وتساءلتُ في نفسي: كيف لأي شخص أن يقذف حجراً ويصل إلى مسافة مابعد الطابق السابع؟!.حطَّتْ نظراتي فوق غراب، كان واقفاً ينعق فوق درابزين شرفة إحدى شقق الطابق الثامن بالعمارة أمامي، وفجأة؛ حلَّق بعيداً، ثم عاد ثانية شاقاً الريح بسرعة شديدة، وارتطم بمنقاره وبجسمه ومخالبه بباب الشرفة! وقفتُ أشاهده مشدوهاً، وتمتمتُ:- ماذا يفعل هذا المجنون؟!.
وظل يكرر فعلته حتى فُتح الباب، وخرجت امرأة بدا أنها في الأربعين من عُمرها، ترتدي ملابس نومها القصيرة، وشعرها منكوش، أشاحت له بيدها، وصاحت:
- اذهب؛ لقد ايقظتني؟!.ثم دلفتْ المرأة إلى الداخل. وقف الغراب صامتاً فوق الدرابزين، وراح يتلفت حوله كالمجنون، وبعد لحظات حلق بعيداً واختفى خلف البنايات العالية، وقد أشرقت الشمس..
جلستُ حائراً، تدور برأسي شتى التأويلات لِما حدث أمام عينيّ، وتساءلتُ: هل كان يوقظها؟ ولكن كيف؟ ربما كان غراباً مدرب، ولكن هذا غير صحيح؛ لا توجد أغربة مُدربة، ربما مُصادفة لا أكثر!..وأقسم لو أن أحداً ما - وقتذاك - كان قد حكاه لي وأغلظ الأيمان ما صدقته، ولكنه للأسف حدث أمامي، وليس مرة فحسب، ولكنه كان يحدث كل صباح، وفي نفس التوقيت، وبات جلياً أن الأمر ليس مُصادفة، حتى بات شغلي الشاغل، فك طلاسم هذا الحدث الغريب.فكرت في زميل يعمل معي بالمصنع، كان يدَّعي أنه يمتلك المقدرة على فك طلاسم أي حوادث غريبة، أو خاصة بالعالم الآخر، وكنت دائماً أُكذِّبه وأتحداه، ولكن لا مفر من استشارته. ربما يستطيع حل اللغز!..*
YOU ARE READING
قصص الرعب ✔حقيقية✔ ليست لأصحاب القلوب الضعيفة✔
Horrorرح اشارك معكم قصص الرعب الحقيقية هذه حدثت للمتابعين و في كل قصة عنوان مختلف اتمنى يعجبكم 🖤✔